تقدم أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، خارطة طريق عن مستقبل الطاقة الشمسية في مصر تحت عنوان "مستقبل المركزات الشمسية مع إمكانية تحلية المياه وتخزين الطاقة"، ضمن جهود مجلس بحوث الكهرباء والطاقة، حيث أجرى الباحث الدكتور أحمد عبد الله حسام الدين شاهين دراسات وتقارير في هذا الشأن. وتعد تكنولوجيا المركزات الشمسية من التكنولوجيات المنتشرة في العديد من دول العالم وما لها من مزايا تؤهلها لأن تكون بديلًا آمنا عن مصادر الطاقة التقليدية التى تستخدم الوقود الأُحفورى العادية، ولها تطبيق آخر لم يتم استخدامه حتى الآن في مصر وهو إنتاج مياه نظيفة صالحة للشرب باستخدام التحلية والتى يمكن أن توفر ما يقرب من 20% من احتياجات مصر من المياه.وتعتمد هذه الطريقة على تركيز الطاقة الشمسية الساقطة على المرايا المقعرة على شكل قطع ناقصة تتابع أشعة سقوط الشمس وبالتالى يمكن التحكم فى زاوية انعكاس هذه الأشعة عن طريق ما يسمى بالهليوستاتHeliostats لتتركز فى بؤرة هذه المرايا التى تعتبر هى الغلاية المستقبلة لأشعة الشمس طيلة سطوع الشمس لترفع درجة حرارة المياه لتصل الى الغليان وتصبح بخارا يدير التورببنة البخارية التى تدفع المولد ليولد الكهرباء كما انه يمكن استخدام بعضا من البخار فى التخزين عن طريق الملح المنصهر أو فى تحلية المياه.وتهدف خارطة الطريق لوضع سياسات وأهداف لاستخدامات الطاقة الشمسية عن طريق المركزات الشمسية فى توليد الطاقة وتحلية المياه المالحة وتخزين الطاقة الحرارية.وتعتبر مشروعات الطاقة الشمسية من المشروعات الجاذبة للاستثمار ذات العائد الاقتصادي العالي خصوصا تكنولوجيا المركزات الشمسية، كما أن استخدام هذه الطاقة فى تحلية المياه سيحل العديد من مشاكل نقص المياه فى مصر خصوصا فى المناطق النائية سواء الساحلية او الواحات، بالإضافة للأهداف الفرعية التالية:1- إيجاد عائد اقتصادي من استمرارية التيار الكهربى وتشجيع المستثمرين فى الصناعات المختلفة.2- الحفاظ على البيئة من الغازات الضارة الناتجة عن حرق الوقود الأحفورى.3- توفير الطاقة الكهربائية والمياه اللازمة للقرى والمناطق البعيدة التي تحتاج إلى أموال طائلة لمد شبكات نقل الكهرباء للوصول إليها ولتكنولوجيا بسيطة وغير معقدة.4- المساهمة في حل مشكلة المياه في القرى والمناطق النائية والمجتمعات الصغيرة مما يقلل الهجرة الى المدن المكتظة بالسكان و بالتالى يقلل الأزدحام والكثافة السكانية بالقاهرة الكبرى وعواصم المحافظات والمساعدة على إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة.5- توفير البترول والغاز الطبيعى وتصدير الفائض منه لدعم الاقتصاد القومى.كما تم إجراء دراسة عن الوضع الراهن للمركزات الشمسية بأنواعها المختلفة ومميزات وعيوب كل نوع، كذلك تم دراسة التكنولوجيات المختلفة لتحلية مياه البحر خصوصا ذات الصلة بالتحلية الحرارية سواء كانت التحلية بـ"التبخير الوميضى" متعدد المراحل أو متعدد التأثير أو التحلية بالبخار المضغوط، كذلك تم دراسة أحدث تكنولوجيات التخزين الحرارى للطاقة الشمسية.وتعطي وحدات التحلية بالتبخير الوميضى متعدد المراحل ماء عذب عالى الجودة تتراوح نسبة الملوحة به بين 1-10 جزء فى المليون، كما أنه فى وحدات التحلية بالتبخير الوميضى متعدد المراحل يكون المكثف ذو طور واحد أى أن داخل أنابيب المكثف يوجد ماء فقط ولا يوجد غاز داخل المبادل الحرارى وهذا يقلل من فرص تكون الترسبات والتى تقلل بدورها من كفاءة أنتقال الحرارة والسريان، وتعتبر تكنولوجيا التحلية بالتبخير الوميضى متعدد المراحل غير منافسة حتى الآن نظرا لاستهلاكها العالى للطاقة.كما أن وحدات التحلية بالتبخير الوميضى متعدد التأثير تعتبر من أفضل العمليات الحرارية منافسة لأنها تحتاج حرارة لإنتاج البخار بحد أقصى 70 درجة مئوية وهذا يجعل كفاءتها قريبة جدا من كفاءة عمليات التحلية بالأغشية. كما يجب التحسين والتطوير فى شكل التصميم خصوصا المبخر والمكثف لما لهما من تأثير كبير على زيادة الإنتاجية والجودة، ويجب الاهتمام بالدراسات الفنية التى تؤدى إلى التوافق بين مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة وعمليات التحلية خصوصا محطات المركزات الشمسية مع وحدات التحلية بالتبخير الوميضى متعدد المراحل ووحدات التحلية بالتبخير الوميضى متعدد التأثير لما لهذا التوجه من مستقبل واعد.
مشاركة :