أكّد وزير التربية والتعليم اليمني، الدكتور عبد الله لملس، أن الانقلابيين الحوثيين قاموا بإجراء تعديلات على المناهج الدراسية، المقررة على تلاميذ الصفوف من الأول إلى الخامس الابتدائي، وأدخلوا عليها الكثير من آرائهم وأفكارهم. لافتًا إلى أنَّ تلك التعديلات تركزت على التربية الإسلامية، واللغة العربية، والتربية الوطنية، والتاريخ. وأضاف الوزير: تواجهنا عدد من المشاكل، ولكن أكبر قضيتين هما مشكلة الكتاب المدرسي ومقاعد التلاميذ المدرسية؛ حيث يصل عدد الطلاب في الفصل الواحد وبشكل خاص في المناطق الحضرية إلى 90 طالبًا.. وتوقف البناء كليًّا في المدارس. مشيرًا إلى أنَّ الحوثيين دمَّروا أكثر من 2600 مدرسة، وقد ساعدت كل من السعودية والإمارات في ترميم وصيانة المدارس التي لم تضرّر بالكامل، مشيرًا إلى أنَّ هناك نحو 1200 مدرسة محطمة بصورة كاملة، حسبما جاء في حواره مع وكالة «سبوتنيك» الروسية. وتابع الوزير: لم نحصل حتى الآن على التمويل اللازم لإعادة بناء المدارس المدمرة كليًّا، ونبحث عن شركاء سواء في البنك الدولي أو المانحين الدوليين أو اليونسيف، أو «جايكا اليابانية»، وهناك خطة انتقالية للتعليم سوف نقرها قريبًا، وقد قدم المانحون أكثر من 100 مليون دولار لمساعدتنا، وفي يوليو المقبل سنبدأ في تنفيذ تلك الخطة. وفي شأن تعامل الوزارة الشرعية مع قضايا التعليم في ظلّ الحرب والانقسام داخل الأراضي اليمنية، قال الدكتور عبد الله لملس: المشكلة في اليمن ليست بين الشمال والجنوب، وإنما هي انقلاب على السلطة الشرعية في اليمن، تمثل في قيام ميليشيات مسلحة بالانقلاب على السلطة الشرعية، لافتًا إلى أنّه في المحافظات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المدعومة من إيران، نزح أكثر من 16 ألفًا من المعلمين وأكثر من 750 ألف طالب إلى المناطق المحررة، ومع ذلك استمرت العملية التعليمية على مدى 4 سنوات. وأضاف: نحن مستمرون في المنهج الدراسي المعمول به في اليمن منذ عام 2014 حتى الآن، والتعديلات التي جرت على بعض المواد قام بإجرائها الانقلابيون؛ حيث قاموا بتعديل الكتب من الصف الأول إلى الخامس الأساسي، والمواد التي قاموا بتعديلها هي التربية الإسلامية واللغة العربية والتربية الوطنية والتاريخ، وأدخلوا عليها الكثير من آرائهم وأفكارهم، قائلًا: على سبيل المثال قاموا بتغيير صورة لأشخاص يؤدون الصلاة بطريقة معينة واستبدلوها بأخرى، ونحن في اليمن، على مدى أكثر من 1200 عام، تتعايش المذاهب مع بعضها بسلام. وتحدث الوزير عن وجود أزمة كبرى في عدد المعلمين، موضحًا أنّ السبب فيها يرجع إلى أن التوظيف تمّ في العام 2011، ومنذ ذلك الحين لم يتم تعيين معلم واحد جديد من جانب الصندوق الاجتماعي للتنمية أو «اليونسيف» أو الهلال الأحمر، كما أنَّ هناك أكثر من 17 ألف معلم تقاعدوا، ولم يتم إحالتهم إلى هيئة التأمينات ويرفضون ممارسة العملية التعليمية. يُشار إلى أنَّ «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» أطلق في العام 2016 برنامجًا تعليميًّا شاملًا يتضمن «بثًّا فضائيًّا» ودعمًا تدريبيًّا لخدمة التعليم ومنسوبيه في اليمن، ويمثل البرنامج دعمًا للمسار التعليمي ضمن حزمة المواقف الإنسانية الداعمة التي تقوم بها المملكة تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لرفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق ومنها توفير التعليم.
مشاركة :