كيف تتجه الزراعة إلى الاعتماد على «التكنولوجيا الرقمية»؟

  • 3/13/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

* د. بلقيس دنيازاد عياشي – إن التحول الرقمي للزراعة ليس بالأمر الجديد، بل يعود إلى حقبة الثمانينات أين تم استخدام الأقراص المرنة لتسجيل بيانات التربة، وذلك من أجل المساعدة في حساب احتياجات المزارعين من الأسمدة وغيرها، وبعد ظهور الأنترنت تطورت الزراعة الرقمية، حيث عمدت العديد من الشركات إلى إنشاء قواعد بيانات أكبر، واستمر هذا التطور فأصبحت الآلات الزراعية موصولة بأحدث التقنيات الرقمية كطائرات رش المحاصيل، تزويد الجرارات بأجهزة الكمبيوتر اللوحي وغيرها. أما الآن فقد تم استخدام الذكاء الاصطناعي لعمل تنبؤات أفضل لمستقبل المحاصيل الزراعية، وفي هذا الصدد يقول Gunther Zechmann المحلل في Sanford C Bernstein: «إن اعتماد الذكاء الاصطناعي يعد أمرا رائعا، إذ أن التوسع في استخدام الرقمنة الزراعية يخلق المزيد من البيانات ويحسن الخوارزميات، مما يؤدي إلى توصيات أفضل للمزارعين والحصول على المزيد من البيانات». وبالتالي فالتحول الرقمي للزراعة يساهم في العديد من المزايا لعل أهمها هذه المزايا الخمسة: 1- تحسين الإنتاجية تم مؤخرا إطلاق مركز غرب أستراليا الجديد للزراعة الرقمية (CDA)، والمكلف بتطوير تقنيات جديدة من شأنها تشكيل الصناعة الزراعية في المستقبل، من قبل جامعة Murdoch وجامعة Curtin، يعمل الباحثون في هذا المركز على تسخير أحدث التطورات التكنولوجية لصالح القطاع مع التركيز بشكل خاص على جعل رقمنة الزراعة مختلفة عن تلك الموجودة في الصناعات الأخرى وما الذي يمكن عمله لدعم هذا التغيير، حيث يقول البروفيسور Chris Moran نائب باحث جامعة Curtin: «إن الرقمنة المتزايدة للزراعة في واشنطن تمثل مجموعة فريدة من التحديات للمزارعين والعاملين في الصناعة، لن تفيد المشاريع المبتكرة التي تم تنفيذها في المركز صناعتنا الزراعية فحسب ، بل ستفيد المنطقة الغربية والدولة على نطاق أوسع «، كما صرح David Morrison نائب رئيس جامعة Murdoch قائلا: «إن البيانات الضخمة والتكنولوجيا الرقمية لديها القدرة على تغيير الصناعة الزراعية، وتزويد المزارعين بالأدوات والمعلومات لمساعدتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة تؤدي إلى الاستدامة وتحسين الإنتاجية». 2- قرارات أفضل يساهم التحول الرقمي للزراعة في خلق مشاركة إقليمية وفتح فرص للتعاون مع الصناعة والحكومة والمؤسسات الأخرى لتحقيق التقدم التكنولوجي في قطاع الزراعة، حيث يؤكد البروفيسور Morrison أن استخدام التكنولوجيا الرقمية في الصناعات الزراعية يساهم في خلق قرارا أفضل، وصرح قائلا: «سيسهل مركز الزراعة الرقمية هذا التحول، ويربط بين الباحثين والصناعة والمزارعين في حقولهم لمساعدة المنتجين على اتخاذ قرارات أفضل وإدارة مخاطر مثل تغير المناخ وارتفاع تكاليف الطاقة وتقلبات السوق». 3- تعظيم الأرباح إن المعلومات التي يتم تحليلها حول كيفية زراعة المحصول وتأثيره البيئي ذات قيمة هائلة، إذ تساعد على معرفة مختلف الطلبات في بداية الموسم ومراقبة تقدمها أثناء النمو، كما تساعد في الحصول على المشترين للمحاصيل، إذا كان بالإمكان تزويدهم بهذه المعلومات، حيث تبيع الشركات البرامج التي توصي بالبذور والأسمدة والمرشات لتعظيم العوائد ، وزيادة مبيعات منتجاتها مع زيادة الأرباح عن طريق رسوم الاشتراك. 4- معلومات دقيقة تساعد الرقمنة الزراعية المزارعين الصغار في تقديم خدمات ذات قيمة أعلى لسوق أكثر محدودية، حيث تقدم صورًا عالية الدقة للأقمار الصناعية للحقول و التي تنبأ بالاستعداد للحصاد، كما يتم الاعتماد على الروبوتات التي تجمع البيانات من خلال انتشارها عبر الحقول غير المستوية الموحلة لتحليل المحاصيل وإعطاء إنذار مبكر عن المشاكل. 5- منافسة بين الشركات في سباق التقدم ، تقوم العديد من شركات الرقمنة الزراعية بالمنافسة فيما بينها، حيث تعمل على تجميع البيانات حول آلاف المزارع، وتشير آخر الإحصائيات أن شركة Bayer تتصدر هذه الصناعة، وذلك بعد استحواذها على Monsanto بمبلغ 66 مليار دولار حيث استطاعت الوصول إلى المعلومات من 160 مليون فدان، كما تتنافس BASF و Syngenta و DowDuPont على المركز الثاني، على الرغم من أنه من الصعب تحديد من الذي يتقدم، حيث يقومون بتقييم مساحاتهم بشكل مختلف، يقول Dan Burdett الذي يقود الجهود الرقمية لشركة Syngenta، التي تتوسع بسرعة بعد أن اشترت شركة China National Chemical Corp شركة سويسرية العام الماضي مقابل 47 مليار دولار: «بينما نقوم ببناء هذه النماذج، تصبح البيانات أفضل، فنحن نحاول تحديد التاريخ والخط الأساسي وإجراء التحليلات». * دكتوراه في الاقتصاد والتأمينات والبنوك

مشاركة :