مقالة اليوم أقرب للأحجية المفككة منها للمقالة، ذلك أن أدمغتنا لا تجيد سبر الواقع حولنا دائماً فهي تقف عاجزة عن إلصاق القطع، لتكون دائماً مفهومة، وهنا يكون دور الإيمان والعقل والمنطق في الفهم أو اللافهم. • هو في الفندق يبحث عن مرآة لكنه لا يستطيع العثور على واحدة ليتمكن من سبر غور نفسه، في اليوم الأول بحث، والثاني ظن أنه بحث، وحين هم بمغادرة الفندق اكتشف أن في دولاب الملابس مرآة بحجمه تماماً وكأنها صنعت له خصيصاً. العبرة: حولنا أشياء لا نستفيد منها لأننا لاندرك أنها موجودة حتى تفوت الفرصة، والفرصة لم يصدق من أخبرنا أنها تأتي مرة، فعلى حجم العمل والهمم تكون الفرص. المرآة حولك لكنك لا تجيد البحث، وقد لا تحتاج لمرآة لو استطعت أن تستخدم عقلك كمرآة للتفكر في كل شيء حولك، وما يبدو فرصة قد يكون هدرا. • مثل قديم يقول: «عاشت الجما مع أم اقرون»، وقصة المثل التي سمعتها- وقد لا تكون مطابقة لتاريخه- أن رجلاً تزوج امرأتين، إحداهما جميلة وبشعر، والأخرى شعرها قصير أو قليل، واعتادت الأولى (أم اقرون) الكسل وعدم المشاركة في العمل بدعوى انشغالها بتمشيط شعرها لإغاظة (الجما)، وحين استنفدت الجما كل السبل الممكنة وتشبعت بالمشاعر السلبية ردت بما صار مثلاً (عاشت الجما مع ام اقرون). الشاهد الحياة ليست دائماً منصفة، لكن ما نعيشه هو خياراتنا التي اخترناها، ولأننا ندفع بالعقل لا العاطفة فلكل خيار ايجابيات وسلبيات واتخاذ القرار الصائب لايعدو أن يكون مقارنة السلبيات والايجابيات وتغليب جانب الحكمة في القرار. عبرة أخرى، الحياة مرة أخرى غير منصفة؛ لأن البشر يعيشون في مرايات من صنعهم يدعونها مبادئ أو قوانين أو أنظمة، والعاقل من رأى المرآة كما يجب لا كما يحب. • بالأمس سافرت بين مدينة وأخرى لأبث في طالباتي معنى الالتزام للآخرين، ومعنى الإخلاص في العلم، ولأرسخ أحد مبادئي الوظيفية وهو عدم التساهل في أوقات العلم لطلبة العلم، والتغيب عن أي محاضرة بغض النظر عن الأسباب، ابتسامة عدد منهن ومشاركتهن داخل القاعة في الشرح والمداخلات يجعلني أستذكر وظيفتي الأساسية في الحياة: أنا معلم يفرح بالعلم والمعرفة. نصيحتي: في المقال طاقة سلبية لأن الواقع لايكون دائماً مطابقا لتطلعاتنا، ولأنني أحب الايجابية وأؤمن بتغيير الواقع للأفضل: لا تقرأ المقال، فالواقع عقد يشترك به الجميع وقد لايكون مثالياً. mbalmahasheer@uod.edu.sa
مشاركة :