تربى منذ صغره على إبداع والده الملقب بـ«شيخ الفخارين» الذى نجح أن يجعل من مواد لا قيمة لها إلى مجسمات فنية تسر كل من يراها، حتى ترسخت المهنة فى ذهنه حتى كبره، وتألق بها وأضاف إليها كل جديد.. هو أشرف محمود عابدين، ٥٢ عامًا، أحد أبناء مصر القديمة، مؤكدًا أنه فخور لانتمائه لهذا الحى العريق.ويقول: مصر القديمة التى لها أهمية تاريخية بتواجد «الكنيسة المعلقة، ومسجد عمرو بن العاص، والمعبد اليهودي»، وتتميز «قرية الفخار» بأنها أقدم المدن الصناعية على مستوى العالم، وفى الألفية الثانية بدأ تطوير تلك المنطقة، وأصبحت تضم ٣٠ وحدة ما بين صانعى الفخار والأكاديمي.وعن مهنته يؤكد أنه يعمل شغل «السيرفيس، والفازات، وأطباق، ومعلقات»، واستطاع أن يصل بفريق عمله إلى منافسين عالميين فى جودة الخامات وسعرها، وأن يصدر إلى دول العالم على مستوى النطاقين العربى والأوروبي، وتمت دعوته لممارسة صناعته فى فرنسا وإيطاليا ووجد هناك ترحابًا كبيرًا منبهرين بمنتجاته.ويضيف أنه جعل من اللاشيء نماذج حقيقية تسر ناظريها وجميعها مواد مصرية بسيطة، مثل الطمى المصرى بأنواعه الذى يأتى من أسوان وتأخذه شركات وتطحنه وتجعله بودر، قبل أن يأخذه ويضعه فى أحواض من الماء، ويتم بدأ تشكيله، ثم تلى مرحلتى التصنيع والتشكيل مرحلة الحرق، ومن هنا تتكون مرحلة «الفخار».ويتابع: يتم تلوين الفخار بجميع الألوان من «الجليز» الذى يعمل على تقويته وثبات اللون وعند وضعه يرفع السعر إلى ضعفه، وهناك طريقة أخرى يمكن التلوين من خلالها على البارد أى دون «الجليز» ويكون السعر أقل.ويرى أن مجال الفخار يشهد كل يوم تطورا، وأن الوقت الحالى يختلف كثيرا عن عهد «شيخ الفخارين»، من حيث الجودة، والرسومات، والتصدير، حيث يتم الآن مزج كل من «العمل العشوائي، والإسلامي، والقبطى والفرعوني، ونباتي، وتركي، وإيطالي» بالقطعة الواحدة، وأصبح يوجد تعاون ما بين الأكاديمى والحرى، لافتا إلى أنه رغم وجود تطورات كثيرة من ثقافات الدول المختلفة، إلا أنه مازال متمسكا بصناعته بالهوية العربية والإسلامية قائلا: «كل حاجة لها أصل عشان كده متمسك أوى بأصلنا، وهروح بعيد ليه، فى مثل بيقولك «على الأصل دور».وعن فريق عمله أشار إلى أنهم أسرة واحدة، لا يمكن أن ينفصل أحدهم عن الآخر، فالكل لديه يعمل من أجل منتج يسر الحاضرين بورشته، وهو المشرف فى كل مرحلة سواء مرحلة «التشكيل، والحرق، والتلوين» ويركز على كل ما هو جديد من المنتجات كى يتوصل إليها ويواكبها.واختتم حديثه قائلًا: «أقوى الإيمان يكمن فى العمل الدائم، وأنا بنتى وولادى بخليهم وقت فراغهم يشتغلوا فى الورشة ويرسموا ويلونوا ويتابعوا معايا، بعلمهم مهنتى ومهنة جدهم، ومنها يستفيدوا ودى نصيحتى لكل بنت وولد، أنهم يشغلوا دايما وقتهم فى الحاجة اللى يحبوها».
مشاركة :