يؤسفني أن أرى بعض أعضاء مجلس النواب يعارضون تطبيق مادة التلاوة للمرحلة الابتدائية بداعي توجه الحكومة لتقصير زمن الحصص ووجود الكثير من مراكز تحفيظ القرآن في البحرين الخ.. وهي أسباب غير مقنعة، ولكن السبب الذي جعلني أتعجب كل العجب هو قول أحدهم أن وجود أجانب من غير المسلمين سيسبب الضرر لهم. من المفترض أن النواب على معرفة أن البحرين عربية إسلامية كما هو مبين في المادة 1 من دستور مملكة البحرين فلماذا يخشون الموافقة على هذا القرار؟ وأيضاً هناك حل لغير المسلمين أن يتم إعفاؤهم من المادة واستبدالها بمادة أخرى. مقرر التلاوة سيساعد الطلاب على القراءة الصحيحة للقرآن الكريم، وواجب على كل مسلم ومسلمة القدرة على قراءة القرآن بطريقة صحيحة كما ذكر الكثير من العلماء، وقال النبي: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه». فلابد من أصحاب القرار أن يسهلوا الإجراءات لتطبيق هذه المادة. فهل يعقل أن تكون مادة اللغة الفرنسية إلزامية بينما يقول أحد النواب إن ليس هناك حاجة في جعل مادة التلاوة إلزامية؟ ويلمح بعضهم أن مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية كافية للطلاب، لذلك دعوني أذكر لكم مثال حي من تجربتي عندما كنت في «الثانوية» وفي مرحلة «التوجيهي» تحديداً، كانت لدينا حصة إثرائية لتلاوة القرآن، فأمر الأستاذ الطلاب بالقراءة لسماعهم وتصحيح أخطائهم، فتفاجأت أن الأغلبية العظمى من الطلاب وحتى المتفوقين دراسياً الذي يتقنون الإعراب لا يحسنون حتى قراءة الكلمات بالشكل الصحيح، فهم لا يخطئون فقط في تشكيل الكلمات بل يخطئون في لفظ حروف الكلمات، فهذا يدل على خلل في تأسيس الطلاب والأهمية القصوى لتطبيق هذه المادة كمادة إلزامية، فهذا صف واحد من المرحلة الثانوية، فما بالكم بجيل قادم لا يحسن أغلبه قراءة القرآن بالشكل الصحيح، وهو كلام الله ودستورنا الرئيسي والذي يفترض أننا كدولة عربية مسلمة أن نتقن القراءة الصحيحة، فهؤلاء الطلاب كانوا على مشارف التخرج والدخول إلى الجامعة وهم لا يحسنون قراءة القرآن قراءة صحيحة، فهذه فضيحة بحق التعليم. في النهاية، أود أن أشكر الـ31 نائب على موافقتهم على هذا المشروع بقانون وإحالته للحكومة، وختاماً أود أن أذكر مقولة إمام المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال: «نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزَّة في غيره أذلَّنا الله».
مشاركة :