حث مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي قطاع النفط على العمل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتعزيز مصالح السياسة الخارجية الأمريكية، ولا سيما في آسيا وأوروبا ومعاقبة من وصفهم بأنهم "يسيؤون التصرف" على الساحة العالمية. وبحسب "رويترز"، أضاف بومبيو "نحن عازمون على خفض صادرات النفط الخام الإيرانية إلى الصفر حالما تسمح الظروف في السوق بذلك. ينبغي أن نشمر عن ساعدينا وننافس - من خلال تسهيل الاستثمار وتشجيع الشركاء على الشراء منا ومعاقبة من يسيؤون التصرف". وقال بومبيو في كلمة معدة سلفا أمام كبار المسؤولين التنفيذيين في أكبر شركات النفط في العالم ووزراء النفط في هيوستون أمس، أن ثروة الغاز الطبيعي والنفط الصخري المكتشفة حديثا في البلاد "عززت موقفنا في السياسة الخارجية". وفرضت الولايات المتحدة عقوبات قاسية في الشهور الأخيرة على اثنين من أكبر منتجي النفط في العالم، هما فنزويلا وإيران. وذكر بومبيو أمام مؤتمر أسبوع سيرا، الذي تنظمه "آي.إتش.إس ماركت" في هيوستون، أن واشنطن ستستغل جميع الأدوات الاقتصادية المتاحة لها للتعامل مع الوضع في فنزويلا التي تعاني أزمة اقتصادية منذ سنوات ويتشبث فيها الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو بالسلطة رغم سحب الولايات المتحدة ونحو 50 دولة أخرى اعترافها به. وأعادت واشنطن فرض عقوبات نفطية على إيران العام الماضي ما أدى إلى انخفاض حاد في حجم صادراتها من الخام خلال الشهور الأخيرة، في مسعى للحد من أنشطة طهران النووية والصاروخية والإقليمية. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل منح إعفاءات لبعض مشتري النفط الإيراني، وما إذا كان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو سيواجه عقوبات إضافية. من جهته، قال الممثل الأمريكي الخاص لإيران في وزارة الخارجية أمس إن فائض النفط العالمي يسمح للولايات المتحدة بتسريع خطتها لوقف صادرات الخام الإيرانية تماما. وذكر بريان هوك في تصريحات خلال مؤتمر "أسبوع سيرا للطاقة" أن العقوبات حرمت إيران من إيرادات بنحو عشرة مليارات دولار منذ عام 2017، إذ أخرجت نحو 1.5 مليون برميل يوميا من النفط الإيراني من الأسواق العالمية. وبعد عام صعدت فيه أسعار النفط الخام العالمية إلى أكثر من 87 دولارا للبرميل في الخريف ثم هبطت بعد ذلك، صارت السوق أكثر هدوءا في الآونة الأخيرة، حتى مع قيود الإنتاج المتمثلة في التخفيضات التي تقودها "أوبك" والعقوبات واسعة النطاق التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران وفنزويلا. وارتفع إنتاج الخام الأمريكي إلى أكثر من 12 مليون برميل يوميا، غير أن هذا النجاح يأتي في وقت تقلص فيه شركات النفط الصخري الأمريكية المستقلة أنشطة الحفر تحت ضغط من المستثمرين الذين يطالبون بتحسين العوائد. ويأتي تعزيز عمالقة القطاع لحضورهم في المؤتمر، ومن بينهم شركتا إكسون موبيل، وشيفرون الأمريكيتان، في الوقت الذي تحول فيه تلك الشركات الاستثمارات إلى الإنتاج الصخري في غرب تكساس ونيو مكسيكو، وتربط تلك الحقول النفطية بمصافيها الساحلية ومصانع الكيماويات. وأدى الإنتاج الصخري إلى ارتفاع الصادرات الأمريكية لأكثر من ثلاثة ملايين برميل من الخام يوميا، ما زاد من المعروض العالمي. وقال دانيال يرجين نائب رئيس مجلس إدارة "آي.إتش.إس ماركت" المنظمة لمؤتمر الطاقة، إن "هذا يتواكب مع إعادة التوازن التي حدثت في قطاع النفط العالمي. هذا هو أول مؤتمرات أسبوع سيرا على الإطلاق الذي يكون فيه أكبر منتج في العالم هو البلد الذي نعقد فيه المؤتمر، وهو الولايات المتحدة". وفي السنوات الأخيرة، عقد ممثلو "أوبك" اجتماعات مع مسؤولين تنفيذيين في شركات نفط صخري أمريكية في مسعى لفهم الصناعة بشكل أفضل مع تحول خطاب الشركات المنتجة التي تديرها الدولة عن النهج العدائي الذي اتسم به في السابق.
مشاركة :