انحسار الغطاء الجليدي للقطب الشمالي مصدر ازدهار نفطي جديد لروسيا

  • 3/15/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر تغير المناخ من دون شك أحد التحديات الرئيسية في القرن الحادي والعشرين. وبالنسبة الى معظم الدول يشكل الاحتباس الحراري تهديداً خطيراً. وعلى أي حال، حددت روسيا فرصاً ترتبط بتغير المناخ والتراجع التدريجي في مساحة الغطاء الجليدي في القطب الشمالي. وتهدف استراتيجية موسكو في المنطقة القطبية الشمالية إلى توفير تقدم في ميادين الطاقة والدفاع، في وقت تحسنت فرص استخدام طريق البحر الشمالي كبديل للملاحة. ولدى روسيا كميات كبيرة من احتياطيات النفط والغاز في المنطقة القطبية الشمالية. ومن حيث الاستخراج التقني للطاقة تحتوي تلك المنطقة على ما يصل إلى 90 مليار برميل من النفط و47 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وتملك روسيا الحصة الأكبر فيها بما يصل إلى 48 مليار برميل من النفط و43 تريليون متر مكعب من الغاز على التوالي. ويعادل هذا 14 في المئة من احتياطياتها من النفط و40 في المئة من احتياطي الغاز. ورغم الاحتباس الحراري العالمي فإن ظروف الطقس القاسية في المنطقة القطبية الشمالية تتطلب بنية تحتية متخصصة من أجل استخراج ونقل النفط الى المستهلكين. وتعتبر روسيا المنطقة القطبية استراتيجية عندما يتعلق الأمر برغبتها في الاستثمار بشدة من أجل ضمان الحصة الأكبر والأكثر أهمية بالنسبة لها. وتدعم روسيا مطلبها بالمجادلة في أن التركيبة القشرية لسلسلة لومونوسوف تماثل الجرف القاري الروسي الذي يعطيها الحق الفريد في استخدام معظم المنطقة القطبية، ولهذه الغاية تم ارسال زورق بحوث أركتيكا في 2007. وتقوم روسيا بتوسيع بنيتها التحتية في المنطقة القطبية الشمالية عبر استثمارات ضخمة تطغى على بقية الدول الساحلية. واذا أرادت الدول القطبية الاخرى البدء باستثمارات في بنية تحتية مهمة مثل الموانئ والمطارات وكاسرات الجليد سوف تجد نفسها متخلفة في سباق جديد على القطب الشمالي. ورغم الاستثمارات المهمة فإن استخراج النفط والغاز لم يكن هدفاً سهلاً بالنسبة الى شركات الطاقة الروسية. وبينما من الممكن أن نذكر عدة نجاحات مثل "يامال للغاز الطبيعي المسال" من نوفاتك ومشروع ميناء نوفي من نفت غازبروم، فإن أخرى مثل روزنفت واكسون حققت أداء أقل بسبب العقوبات المفروضة. ولم يكن اتمام المنشآت القائمة ممكناً من دون بنية تحتية واسعة في المنطقة القطبية الشمالية. وقد بني موقع يامال للغاز الطبيعي المسال في طبقة متجلدة باستمرار فوق آلاف الركائز في أشكال مختلفة، وهو أول مشروع من نوعه في العالم. وتطلب شحن الغاز الطبيعي المسال أيضاً مجموعة جديدة من الزوارق: ناقلات كاسرات الجليد للغاز الطبيعي المسال التي تستطيع الابحار في جليد يصل سمكه الى 2.1 متر ويتخطى أسوأ طقس في المنطقة القطبية. وكان على مشروع ميناء نوفي من غازبروم نفت التعامل مع مشاكل فريدة في المنطقة، حيث يمكن أن تهبط درجة الحرارة الى أقل من 50 درجة مئوية. ويتم ارسال النفط المنتج في حقل نوفوبورتوفسكويه في شبه جزيرة يامال عن طريق خط أنابيب بطول 100 كيلومتر إلى محطة آركتيك غيت في نوفي بورت. وبسبب المياه الضحلة يتم ارسال النفط مسافة 3 كيلومترات أوفشور في خليج أوب الى بنية ترتفع 80 متراً عبر خطوط أنابيب دافئة من أجل الحفاظ على السيولة. وبعد ذلك يتم تحميل النفط على زوارق متخصصة لكسر الجليد تنقل الشحنات الى ميرمانسك عبر طريق بحر الشمال ليحمل على مخزن أمبا العائم وزورق التفريغ في خليج كولا. وفي وسع أمبا استيعاب السفن في الوقت ذاته على الجانبين، وهي قادرة على نقل النفط الى سفن غير كاسرة للجليد. وتستطيع الشركة بهذه الطريقة اعادة كاسرات الجليد بسرعة الى خليج أوب لحمل شحنة اخرى وزيادة الفعالية والكفاءة. وبحسب رئيس غازبروم نفت ألكسندر دايوكوف فإن "الأعمال اللوجيستية تلعب الدور الحيوي هنا، مما جعل من الممكن الاستمرار في شحن ونقل النفط عن طريق بحر كارا بغض النظر عن ظروف الطقس. وبناء كاسرات الجليد تلك كان شرطاً أساسياً مسبقاً للتطوير الفعال لميناء نوفي". وبغية توفير مزيد من الدعم للعمليات في الظروف القاسية، أمرت عملاقة الطاقة الروسية في العام الماضي بصنع زوج آخر من زوارق كاسرات الجليد القوية ألكسندر سانيكوف وأندري فيلكيتسكي. كما طلبت روسنفت أيضاً صنع أربعة زوارق كاسرة للجليد متعددة الأغراض تسلم في نهاية هذه السنة وخلال النصف الأول من عام 2020. ومع كل هذه الاستثمارات يبدو أن شركات الطاقة تعول كثيراً على استراتيجية المنطقة القطبية الروسية، وتمثل زوارق كاسرات الجليد جزءاً أساسياً من هذه الأنشطة. * • فاناند ميليكسيتيان (أويل برايس)

مشاركة :