قبل أكثر من 20 عامًا، توصل أندرو ويكفيلد، إلى فرضية تربط بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية MMR وبين مرض التوحد. ورغم سحب ورقة الفرضية وإلغاء الترخيص الطبي للشركة بسبب هذه الدراسات، فإن أفكاره قد انطلقت على الإنترنت، وصارت تُشعِر الآباء والأمهات بالقلق من مكونات هذه اللقاحات، فضلًا عن عدد اللقاحات التي يستقبلها الأطفال الصغار في سنواتهم الأولى، لدرجة تأجيج ما يسمى حركة مكافحة اللقاح. ومن الناحية العلمية، لم تجد الدراسات صلة بين هذه اللقاحات والتوحد، ومؤخرًا نُشر تقرير في دورية الطب الباطني الأمريكية، يشير إلى تقديم باحثين في الدنمارك أدلة إضافية على أن اللقاحات المضادة للحصبة والنكاف والحصبة الألمانية لا ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالتوحد. وفي هذه الدراسة، تناول العلماء بعض الانتقادات المحتملة لكيفية تصميم الدراسات السابقة من أجل تقديم أدلة إضافية للآباء. الباحث الرئيس في الدراسة أندرز هفيد -وهو محقق في منظمة الصحة العامة الوطنية في الدنمارك- قال: «نشهد تزايد الشكوك في اللقاحات؛ لذلك ظننا أنها فكرة جيدة إعادة النظر في الفرضية ومحاولة الحصول على إجابات علمية لمختلف الانتقادات من المتشككين». وخلال الدراسة، قام الباحثون بتحليل البيانات التي شملت أكثر من 650 ألف طفل ولدوا في الدنمارك بين عامي 1999 و2010، وتابعتهم لمدة تصل إلى 13 عامًا؛ حيث تتضمن السجلات الدنماركية معلومات صحية مفصلة، مكنت الفريق من ربط التحصينات MMR بالتشخيص الذاتي، ومن ثم الوصول إلى نتيجة عامة تؤكد أن الأطفال الذين تم تطعيمهم لم يصابوا بالتوحد بمعدل مختلف عن أولئك الذين لم يتم تطعيمهم. كما حللت الدراسة جوانب مختلفة، مع دراسة المزيد من حالات التوحد؛ لذلك تعد واحدة من أكبر الدراسات التي تبحث تفاصيل أشد عمقًا، في وقت أكد فيه فريق الدراسة أمله أن تساعد هذه البيانات في تقليل القلق وتقنع الناس بأن اللقاح لا يسبب التوحد.
مشاركة :