دبي:مها عادل بين المرأة والفنون خيوط من النور، تربطها الألوان وتوثق علاقتها بالانطلاق والابتكار وحرية التعبير وتنطق بمشاعرها وتجسد قدراتها الخلاقة في صناعة الفنون وتذوقها. وفي إطار الاحتفالات بيوم المرأة العالمي، وضمن أجواء مفعمة بالإبداع والتفرد، افتتحت د. رفيعة غباش، مؤسسة ومديرة متحف المرأة في دبي فعاليات معرض «نساء في الفن» في المركز المالي بدبي، بحضور الشيخة سناء بنت حشر آل مكتوم، وخليل عبد الواحد مدير الفنون الجميلة بدبي للثقافة، ود. نجاة مكي، عضوة مجلس دبي الثقافي، والفنان التشكيلي الإماراتي عبدالقادر الريس، وشهد افتتاحه أكثر من 300 زائر.يسلط المعرض، الذي يستمر حتى 12 إبريل/ نيسان المقبل، الضوء على مساهمة المرأة في المشهد الفني في الدولة، عبر 400 عمل ل 190 فنانة، تم اختيار 80 منها، ويعتبر المعرض نافذة يطل من خلالها المجتمع على إبداعات المرأة وقدراتها من مختلف الجنسيات والثقافات، وأن يتجول بين لوحات تجسد مستويات مختلفة من الجمال البصري والرؤية المتعمقة في مشاعر وأفكار المبدعات المشاركات في المعرض الذي ضم أكثر من 80 عملاً فنياً لفنانات من 50 جنسية.قالت د.رفيعة غباش أثناء جولتها بالمعرض:«نجحنا في أن نكون عاصمة للثقافة والفنون، معارض الكتب مستمرة، مهرجانات الآداب تنطلق، ومعارض الفنون وجبة يومية، ويضم المعرض جنسيات مختلفة، ومن أعمار متفاوتة، يتحدّثن بلغة الفن».أضافت غباش:«الفن لغة الحضارة، و يسعدني رؤية كل هذه الجنسيات تجتمع وتتشارك للتعبير عن إبداعات وطاقات على أرض الإمارات، فمن المهم أن تجد المبدعات من يفسح لهن المجال ويقدّرهن، والمعرض ثري بكل ما يحمل من أفكار متنوعة، وألوان معبرة عن رؤى وثقافات مختلفة».التقينا على هامش المعرض د. نجاة مكي، رئيس لجنة التحكيم، وقالت:«يعبر الفن عن قيم إنسانية تنعكس على المجتمع ككل، وحرصنا أن يتنوع المعرض في كل شيء، من الجنسيات والأعمار والخبرات وأفكار اللوحات، ونفتخر بحجم التطور والاهتمام الذي تشهده دولة الإمارات في مجال رعاية الفنون ودائماً ما نتابع معارض فنية تقام بكل إمارة تزيد من التقارب بين الشعوب وتعمق الحوار والتلاقي بين الفنانين، ما ينتج مردوداً أقوى من الإبداع والتميز الذي يثري التجربة الفنية بالكامل».وعن معايير اختيار اللوحات المشاركة أوضحت:«التنوع والجودة وكيفية توزيع العناصر في العمل الفني وطريقة مزج الألوان وتطابق فكرة اللوحة واتساقها مع قيمنا العربية ومجتمعاتنا، كلها عناصر تدخل في التقييم. وأكثر ما يميز اللوحات المشاركة أنها تحمل ثقافات ورؤى لمجموعة من الفنانات من مختلف الجنسيات يعبرن عن مشاعرهن وأفكارهن بأسلوب متميز ومبدع».شاركت الفنانة المصرية هدى عبد المنصف بلوحة بالمعرض، وأشارت إلى أنه يتميز بخصوصية إبداعات المرأة، ويعبر عنها، وأضافت:«حرصت على إبراز ارتباط المرأة بالسعادة في الإمارات، واستخدمت في رسوماتي عناصر من التراث مثل المنازل العربية القديمة والأبراج والقوارب المخصصة لصيد اللؤلؤ والمريحانة التراثية، الأرجوحة، إلى جانب مظاهر الحضارة الحديثة والعمران مثل برج العرب وبرج خليفة ومظاهر ربط الماضي بالحاضر في الإمارات، حيث تمتزج الأصالة بالمعاصرة، وعبرت عن ذلك من خلال امرأة بزي إماراتي تراثي بألوان زاهية وتشعر بالسعادة».والتقينا بالفنانة العراقية عبير العيداني المقيمة بدبي وقالت:«تعبر لوحتي عن التراث و التاريخ، تجسدها عراقية، تمثل الحضارة والتراث الأصيل، استخدمت ألوان أكريليك وزيتية واستعنت بالسكين كأداة للرسم لإبراز عناصر اللوحة، استخدمت امرأة كبيرة في السن تحمل عيونها نظرة احتواء وتأمل وفخر بماضيها وتفاؤل بالقادم».وأشار عبد القادر الريس إلى أن المعرض يتميز بعدد مشاركات غير عادي ويجمع جنسيات مختلفة، ورغم تفاوت مستوى الإبداع، إلا أن هناك مجموعة لوحات متميزة بالفعل، تثبت الابتكار في الأفكار ومستوى تقديم الفكرة وجودة تنفيذها، ومن المهم أن يجتذب الفنان جمهوره بتمكنه وبراعته في استخدام الألوان ومزجها بشكل مريح للعين.وعن حجم التقدم والحضور الذي تحرزه المرأة في مجال الفن التشكيلي بالإمارات أكد الريس أن حضور المرأة حالياً واضح وطاغ، وأكبر دليل على ذلك كثرة مشاركتها بالمعارض الفنية وزيادة الفعاليات التي تحتفي بإبداعاتها، مضيفاً: قدمت ورشة عمل في الفن التشكيلي بأبوظبي وفوجئت بأن أغلب الحضور من النساء، كما أن قوائم الانتظار للمشاركة في الورش القادمة كانت تعج بأسماء سيدات مهتمات بالفن التشكيلي ويردن أن تطور إبداعاتهن به.وفي لقاء خاص مع الفنانة الإماراتية سلوى المرزوقي، عن مشاركتها بالمعرض قالت:«هذه ليست المرة الأولى التي أشارك في معارض فنية بالإمارات ورغم أن المعرض عن المرأة، اخترت المشاركة بلوحة تمثل وجه وملامح المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فهو الأب والقدوة التي نعتز ونفتخر بها جميعاً وهو رمز للقائد الحكيم الذي يهتم بقضايا المرأة ويدعمها ويحفزها على الإبداع والابتكار، ولهذا شعرت أن وجود هذه اللوحة بالمعرض ضروري كعرفان بالجميل. واستخدمت الرسم بالفحم والتناقض بين اللونين الأبيض والأسود لإبراز معنى الصورة وملامح الوجه ونظرة العينين المعبرة واستغرقت يومين متتاليين لتنفيذها».في نهاية جولتنا بالمعرض، التقينا الفنانة الباكستانية مسرة سلطانا، وقالت عن لوحتها: «تعبر لوحتي «الحقيقة المخفية»، عن امرأة ترتدي الزي التقليدي الباكستاني بألوانه الزاهية والمبهرة والمزركشة بشكل مبهج وتتحلى بالجمال والزينة الكاملة، وجمجمة صماء فاقدة لمظاهر الحياة تحت غطاء الرأس الخاص بها، للتعبير عن حجم المعاناة والضغوط التي تتحملها المرأة بمفردها وتخفيها خلف المظهر الجميل ولا يشعر أحد بمعاناتها».
مشاركة :