باريس - (وكالات الأنباء): تلقى مكتب متخصص في فرنسا امس الخميس من الخطوط الجوية الاثيوبية صندوقي تسجيل بيانات رحلة طائرة البوينج 737-ماكس8 التي تحطمت وعلى متنها 157 شخصا، وذلك بهدف التحقيق في أسباب الحادث الذي دفع دول العالم إلى حظر تحليق كل الطائرات من الطراز نفسه. وقالت وكالة (بي.اي.ايه) الفرنسية المعنية بالتحقيق في حوادث الطيران ان محققين اثيوبيين وصلوا إلى مقرها وان الفحص الفني للصندوقين الاسودين لطائرة الخطوط الجوية الاثيوبية المنكوبة سيبدأ اليوم الجمعة. وأضافت الوكالة وهي من أنشط وكالات التحقيق في حوادث الطيران في العالم على تويتر ان اجتماعات تعقد لبحث سبل التنسيق في هذا الامر مشيرة إلى أن السلطات الاثيوبية ستقود التحقيق. وسيعمل محققو مكتب التحقيق والتحليل في باريس التابع للحكومة الفرنسية الصندوقين على مساعدة السلطات الاثيوبية «في تحليل محتواهما». ويشارك محققو المكتب المذكور في مئات التحقيقات سنويا بينها نحو مائتين في فرنسا، تتناول حوادث خطيرة واخرى اقل خطورة طاولت سلامة الركاب. وأوضح المكتب ان السلطات الاثيوبية ستعلن بنفسها «مدى تقدم التحقيق»، فيما أعلنت الخطوط الاثيوبية عبر تويتر أن «أي تطور يتصل بالرحلة اي تي 302 سيتم نشره على موقعها الإلكتروني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي». وفي أديس أبابا اندفع أقارب لبعض ضحايا رحلة الخطوط الجوية الاثيوبية رقم 302 المنكوبة خارجين من اجتماع مع شركة الطيران امس الخميس بعد أن انتابهم الغضب من عدم حصولهم على المعلومات حين ورودها بينما زار اخرون موقع تحطم الطائرة المحترق. ودعت الشركة لاجتماع مع عائلات الضحايا في فندق في أديس ابابا لكن نحو مائة من أقارب الضحايا غادروا الاجتماع. وقال عبدالمجيد شريف وهو يمني عمره 38 عاما فقد صهره في الحادث «أشعر بغضب شديد» وأضاف «طلبوا حضورنا ليعطونا تقريرا عن الجثث وأسباب التحطم لكن لم تكن هناك معلومات». ولم يجد المحققون سوى بقايا متفحمة من الركاب ولم يتم بعد تحديد سبب ثاني تحطم مميت لطائرة بوينج من طراز 737 ماكس خلال أقل من ستة أشهر. وقال كيني فقد شقيقته في الحادث ولم يرغب في الكشف عن اسمها «أردنا أن يبلغونا بالتعرف على الضحايا من خلال الحمض النووي لكنهم لم يخبرونا بشيء. كانوا يقدمون التعازي فحسب». وتتزايد الضغوط لمعرفة أسباب كارثة التحطم يوم الأحد الماضي التي حملت العديد من الدول والشركات إلى وقف استخدام ذلك النوع من الطائرات أو حظرت تحليقها في أجوائها، بعد أن تبين أن الطائرة واجهت صعوبات مماثلة لتلك التي تعرضت لها طائرة «لايون اير» الإندونيسية التي كانت من الطراز نفسه وتحطمت في أكتوبر 2018 بعد دقائق قليلة على الإقلاع، ما أدى إلى مقتل 189 شخصا. وخضعت الولايات المتحدة للضغوط أخيرا، وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء الماضي منع كل طائرات بوينغ 737 ماكس 8 وماكس 9 من التحليق. وقال ترامب في تصريح من البيت الأبيض «سنعلن منع كل رحلات طائرات 737 ماكس 8 و737 ماكس 9»، مضيفا «نحن نولي سلامة الأمريكيين وكل الركاب أولوية مطلقة». وأشار الاتحاد الفيدرالي للطيران الأمريكي إلى أنّ قرار منع الطائرات من التحليق يعود إلى معطيات جديدة تمّ جمعها عبر الأقمار الصناعية في كندا. وقال الاتحاد أن هذه المعطيات تؤكد أوجه الشبه في حادثي الطائرتين الإثيوبية والإندونيسية. وتعليقا على قرار الرئيس الأمريكي، قالت شركة بوينج إنّ لديها «ثقة تامة» بمعايير السلامة على طائرات 737 ماكس، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها «تدعم» قرار ترامب. وقال رئيس مجلس إدارة الشركة دينيس مولنبرج «ندعم هذا القرار الوقائي المتخذ على سبيل الاحتياط. السلامة قيمة مهمة لبوينغ بما أننا نصنع طائرات». ويشكل هذا القرار ضربة قوية للمصنِّع الأمريكي، لا سيما أن مبيعات 737 ماكس تمثل حوالى 78 في المئة من الطلبات لدى الشركة. وجاء القرار الأمريكي بعد أن أعلنت كل من كندا والبرازيل وتشيلي والمكسيك وكوستاريكا وبنما قرارها بحظر تحليق هذه الطائرات. وكانت آخر دول تعلن ذلك بعد الاتحاد الأوروبي ودول عديدة في آسيا والشرق الأوسط. وكان التحقيق في حادث «لايون اير» أشار حتى الآن إلى عطل في نظام التثبيت خلال تحليق الطائرة. وأشار عدد كبير من الطيارين الأمريكيين في أواخر 2018, بحسب قاعدة بيانات من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) اطلعت عليها فرانس برس، إلى حوادث واجهوها أثناء قيادة طائرات بوينغ 737 ماكس 8. ولا يتوقع أن يؤثر حظر طائرات بوينج ماكس على حركة الطيران العالمية. وتحلّق 370 طائرة من طراز بوينج ماكس حول العالم حاليا، فيما توجد 19 ألف طائرة في الخدمة على المستوى العالمي، بحسب بيانات شركة «إيرباص».
مشاركة :