عكست رؤية المملكة 2030 نظرة بعيدة وحكيمة للمرأة السعودية ودورها القيادي في المجتمع ومنحتها أدوارًا تنموية فعالة لتحقيق نجاحات كبيرة على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث جاءت أفكار ومشاريع رؤية ٢٠٣٠ متواكبة مع التطور العالمي في جميع قطاعاته، الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والثقافية، وذلك في انسجام تام مع خصائص المجتمع السعودي وثقافته الأصيلة؛ لنجد تمكين المرأة من ممارسة دورها القيادي في تنمية المجتمع، يتصاعد في مختلف الميادين. وكانت البداية بدخول المرأة إلى مجلس الشورى، بعد أن تمَّ تخصيص 20% من مقاعد المجلس للنساء؛ ليشاركن في اتّخاذ القرارات المهمة لصالح المواطن والمجتمع. وبحسب ما جاء في برنامج التحول الوطني، الذي يحتوي على 36 هدفًا استراتيجيًا تدعم التمكين والاستقلال والاعتماد على الذات لدى المرأة، فإن “المرأة السعودية هي عنصر مهم في قوة المملكة، ستواصل المملكة تطوير المواهب واستثمار الطاقات لتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها والمساهمة في تطوير المجتمع والاقتصاد السعودي”. ويشدد النهج الجديد في رؤية 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020، وبرنامج التوازن المالي على أهمية المشاركة الكاملة للمرأة السعودية في سوق العمل، والسعي إلى زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22 % إلى 30 % في 2030، مما يسهم في زيادة تصل إلى 3 % من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، والعمل على تخفيض إجمالي البطالة من 7.12 % إلى 7 %. وتتخذ الحكومة السعودية خطوات واضحة لتحقيق هذا الهدف، ومن المأمول أن تلعب المرأة السعودية دورا هاما في إنعاش قطاع الأعمال والاستثمار وإدارة الأنشطة الاقتصادية المختلفة، حيث تبنت المملكة أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، ضمن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ومن بينها الهدف الخامس (تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات)، والذي يعنى بإنهاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة والفتاة. وكخطوة هامة فإن خطة 2030، تقر بضرورة ضمان تمكين الفرص الاقتصادية للقوى العاملة النسوية، وما يترتب على ذلك من ضرورة تشجيع التشريعات والسياسات والإجراءات المناسبة لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة. وأعلنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة مؤخرًا أنها تستهدف تدريب 25 ألف سعودية حتى 2020 للعمل في القطاع السياحي، مبينة أن عدد المستفيدات من البعثات ضمن برنامج (وظيفتك بعثتك) الذي يشرف عليه المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية (تكامل) بلغ 474 مبتعثة، وذلك ضمن خطتها لابتعاث نحو 1200 فتاة لدراسة التخصصات التي تخدم القطاع السياحي. وتسعى الهيئة من خلال استراتيجياتها وخططها، إلى تعزيز خطوات تمكين المرأة في قطاعات السياحة والتراث الوطني وفي البرامج التي تخدم هذا المجال بما يتسق مع رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني. كما تهدف رؤية 2030 إلى تعزيز بيئة تعليمية للمرأة السعودية، بحيث تتوافق مع متطلبات سوق العمل المتطور، حتى يتسنى للمرأة السعودية أن تكون شريكا في النجاح الاقتصادي للمملكة العربية السعودية، وفي هذا السياق تحصل الكثير من النساء السعوديات على درجات علمية متقدمة، سواء في التعليم الجامعي المحلي أو في دول الابتعاث في دول العالم المتقدمة. وتهتم رؤية 2030 بالتركيز على تقوية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال باعتبارها مكونًا مهمًا يعتمد عليه التوجه الاقتصادي الجديد المعتمد على التطوير والابتكار، بما في ذلك سيدات الأعمال، حيث يتم مساعدة رائدات الأعمال في تحديد واستغلال الأسواق الجديدة سواء المحلية أو العالمية. وامتداداً لحقوق المرأة في رؤية 2030 وللتدابير المتخذة للقضاء على العنف ضد النساء والأطفال؛ فقد صدر أمر سامٍ في فبراير 2018م، يقضي بتقديم المساعدة الحقوقية للنساء والأطفال في حالات الإيذاء، لتمثل كل تلك الرؤى والقرارات نقلات نوعية في المسيرة نحو بلوغ أفضل مستويات تعزيز وحماية حقوق المرأة، وتحقيق التنمية المستدامة.
مشاركة :