الخرطوم: عماد حسن: ارتفعت وتيرة التظاهرات والاحتجاجات في السودان امس الخميس، غداة الإعلان عن الحكومة الجديدة، وشهدت مناطق متعددة في العاصمة والولايات احتجاجات في تحد آخر لحالة الطوارئ، مطالبة بتنحي النظام كمطلب وحيد وأساسي. وشملت التظاهرات، التي اتسع نطاقها امس، مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وأم درمان وبحري، ومعظم الولايات. وبعيد انتهاء امتحانات الشهادة السودانية، انخرط عدد من طلاب المرحلة الثانوية في الاحتجاجات، وتم تسجيل حالات خروج لطالبات بالمرحلة الثانوية في حي العمارات شارع 25، وطلاب في بحري شارع المعونة. وواصل طلاب الجامعات الخاصة، احتجاجات داعية لرحيل الحكومة، قابلتها السلطات خاصة في جامعة ابن سينا والكلية الأردنية، وأكاديمية العلوم الهندسية، في الخرطوم، بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وتشهد الجامعات والكليات الخاصة احتجاجات مستمرة، فيما لا تزال الجامعات الحكومية مغلقة. إلى جانب ذلك، أوضح الرئيس البشير، أن حكومة «الكفاءات»، التي تم الإعلان عنها ووجهت بانتقادات واسعة النطاق، تستمد صفتها من نجاح عناصرها في تجارب سابقة، منادياً بضرورة التفريق بين حكومتي الكفاءات والتكنوقراط. وقال «وزراء حكومة جربناهم وكان أداؤهم مرضيا لنا» وطالب البشير بإجراء مراجعات للقوانين ولوائح وهياكل الخدمة المدنية، وطالب بسد الثغرات في قانون الهيئات، بما يمكن وزراء الحكومة الجديدة من إنفاذ مهامهم. وطالب البشير وزراء القطاع الاقتصادي ببذل جهد مضاعف لتجاوز الأزمة التي تمر بها البلاد. وشدد على أن قضية السلام ستكون على رأس أولويات الحكومة الجديدة، قائلاً: «السلام قريب». وتم الإعلان عن حكومة جديدة في البلاد، قوامها «21» وزيراً اتحادياً و«18» وزير دولة، وجاءت مخيبة للتوقعات بأن تأتي من خارج الأطر الحزبية لعناصر أكاديمية متخصصة. وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، إن تشكيل الحكومة الجديدة يعكس تجاهل النظام للأزمة الوطنية الشاملة واستخفافه بالشعب ومطالبه.