اختارت سهام أحمد المرزوقي العمل في مجال يعد من المهن الطبية المساندة، حيث يعتبر العلاج الفيزيائي تخصصاً شبه جديد والكوادر المواطنة العاملة به قليلة، فبعد حصولها على بكالوريوس العلاج الفيزيائي من جامعة الشارقة، التحقت بمركز دبي للعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، وهو أحد المراكز التخصصية لهيئة الصحة في دبي، وحصلت على شهادة تدريب دولية من بريطانيا في علاج الأمراض العضلية. وعن التخصص تقول: «تبدأ مسيرة العمل منذ الصباح الباكر بابتسامة تفاؤل وأمل وإيجابية في المركز، وأتابع جميع مرضاي، لكن طبيعة عملي تبدأ من خلال القيام بعلاج أمراض العضلات والإصابات الرياضية، ثم تشخيص الحالات بعد الاطلاع على الفحوص الطبية والأشعة والمباشرة، لتبدأ الخطة العلاجية المتكاملة، منها علاج الآلام المزمنة أو الإصابات، بالإضافة إلى إعادة تأهيل العضلات والمفاصل بعد العمليات الجراحية، التي تصل مستشفيي راشد ودبي». ومنذ الصغر وهي تحب تخفيف آلام الناس، لذا اختارت بعد الثانوية العامة دراسة العلاج الفيزيائي، ورأت أن هذا التخصص مطلوب في الدولة، لقلة عدد العاملين فيه، مقارنةً بالتخصصات الأخرى، وبالفعل بعد التقدم للوظيفة عينت في مجال تخصصها، لتكون المعالجة الفيزيائية المواطنة الوحيدة من أصل 58 متخصصاً من مختلف الجنسيات في المركز الذي تعمل فيه. وتستند في يومها على مقولة القيادة الرشيدة «من يستمتع في عمله كأنه أضاف خمسة أيام للأسبوع»، وتطبقها في حياتها، لذا تجتهد في عملها، وتعلقت بمرضاتها وتعاملهنّ كأنهن من الأهل، وتشاركهُن رحلات علاج خلال أسابيع، وأحياناً تمتد إلى أشهر، وهي تتابع نتائج تحسنهنَّ، مشيرة إلى أن ذلك سر سعادتها في العمل، خاصة حين تسمع دعوات المريضات وذويهن الصادقة بعد كل جلسة. وحول تجاوب المريضات للعلاج تؤكد المرزوقي «هنالك تحسن كبير في الحالات، حيث إن أغلبهن يفضلن العلاج الفيزيائي لأنه يعطي نتائج من الجلسة الأولى في حالات تخفيف الألم، بالإضافة إلى أن الرياضة تفرز هرمون الإندورفين الذي يعطي شعوراً بالرضا والسعادة». وعن أكثر الإصابات التي تعالجها في مركز دبي للعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، قالت: «هي تقوّس العمود الفقري، أمراض العظام، آلام عضلات الكتف والرقبة، الانزلاق الغضروفي بين فقرات الرقبة وفقرات أسفل الظهر، بالإضافة إلى آلام الركبة والمفاصل وحالات ما بعد عمليات تبديل المفاصل، أو انقطاع الأربطة والإصابات الرياضية بشكل عام، وغيرها من الإصابات والحالات». تميزها في عملها بشهادة الجميع، جعلها فخورة بكونها الإماراتية الوحيدة الموجودة في المركز، حيث تعمل بإخلاص وتفانٍ، وهي لديها قوة التحمل والصبر الطويل مع مريضاتها.
مشاركة :