الشباب يحتجون، والعالم يتعجب. فما بدأ بمبادرة تلميذة سويدية تطور إلى حركة عالمية لحماية البيئة. وحركة "جمعة المستقبل" تتجه نحو تحقيق تجمع جماهيري قياسي للمطالبة بمواجهة التغير المناخي. من المتوقع أن تصبح احتجاجات الجمعة من أجل البيئة الأعلى حتى الآن. ففي هذه الجمعة يعتزم تلاميذ وأشخاص في مائة بلد تقريبا الخروج إلى الشوارع والغياب عن المدرسة. ويُتوقع تنظيم أكثر من 1300 تظاهرة في ألمانيا في مائة وخمسين موقعاً على الأقل. وستكون بذلك أكبر تجمع جماهيري "لجمعة المستقبل" وهدفها هو إرغام الحكومات على اتباع سياسة ملائمة للبيئة." الاستعدادات بالنسبة إلى ألمانيا ماضية على قدم وساق"، يقول المتحدث باسم الحركة لولاية براندنبورغ، فينسانت بارتولان في حديث مع DW . "نحن منظمون في مجموعات مختلفة تخطط للتظاهرات، لكنها مزودة بالمعلومات من طرف فريق التنظيم الاتحادي". إنها عبارة عن منشورات وملصقات يتم الترويج لها عبر موقع fridaysforfuture.de، وفي الغالب من ورق قابل لإعادة التصنيع ومنشورات ملائمة للبيئة مكتوب عليها عبارات مثل "نتحمل ساعات ناقصة، لكن تحول البيئة لا". انتقاد للوعود الشفوية ومن أجل تغطية تكاليف مواد الاعلانات والتقنية والتنقل أطلقت المبادرة حملة جمع تبرعات، كما يشرح فينسانت بارتولان. والغالبية يتم تمويلها بصفة شخصية. وإذا ما أردنا معرفة ما يحرك التلاميذ والطلبة للمشاركة في جمعات المستقبل في ألمانيا، نلاحظ على الشاب بعض الارتباك لماذا يُوجه له هذا السؤال البديهي. "نريد تحريك السياسة"، يرد بارتولان بسرعة. لكي يتم أخيرا القيام بشيء لصالح حماية البيئة في ألمانيا، "وكي لا يبقى كل شيء في حدود الوعود الشفوية والمواعيد يتم تأجيلها ثم رميها إلى الخلف". والشاب البالغ من العمر 18 عاما هو عضو في حزب الخضر وأحد المرشحين للانتخابات المحلية في براندنبورغ في الأول من ايلول/ سبتمبر المقبل. وهو ينتمي إلى الجيل الفتي في ألمانيا الذي يلتزم بشكل أقوى سياسيا أكثر من أسلافهم. وأحد النماذج بالنسبة إليهم هي الناشطة السويدية غريتا تونبيرغ التي تتغيب منذ شهور في كل جمعة عن مدرستها لإصدار إشارة من أجل مزيد من حماية البيئة. التلميذة السويدية غريتا تونبيرغ ذكاء جماعي لحماة البيئة وانضم إلى الحملة عالميا آلاف التلاميذ الذين يتظاهرون تحت شعار جمعة المستقبل أمام البرلمانات عوض الذهاب إلى المدرسة. وما بدأ كعمل انفرادي تحول إلى ظاهرة عالمية تطورت بسرعة إلى عمل احترافي. ففي ألمانيا وحدها يوجد حسب المبادرة أكثر من 155 مجموعة محلية، وهي ممثلة في جميع مواقع التواصل الاجتماعي البارزة مثل فيسبوك وتويتر وانستغرام. كما توجد قناة فيديو على يوتوب. وعبر كل هذه القنوات يتم بسرعة فائقة الترويج لخلفيات وأخبار حول تحول البيئة وعن تظاهرات مرتقبة. إنها مبادرة تعمل مثل ذكاء جماعي تحصل على مزيد من المساعدة، وتلقت الدعم من مختلف المنظمات والاتحادات. محترفون يدعمون الشباب ووقع أكثر من 12 ألف عالم من ألمانيا والنمسا وسويسرا "كعلماء المستقبل" على التماس يجلب مزيدا من المساندة للحركة. وفي ذلك الالتماس ورد أن هدف التلاميذ مبرر ويلقى تعليلا جيدا. فإجراءات حماية البيئة والأحياء والغابات والبحار والأرض ليست كافية. ويجب الآن التحرك. وأحد الموقعين هو فولكر كاشينغ من جامعة التقنية والاقتصاد في برلين، وقد أعلن أنه يوجد كثير من الأصوات الملتزمة بسياسة تدعو التلاميذ المضربين إلى العودة إلى المدرسة . "ولهذا نحن نجلس هنا"، كما أعلن كاشينغ في مؤتمر صحفي قبل يومين/ مشيرا بالقول "نحن المحترفون نقول: الجيل الفتي على حق. وإنه موقف شجاع منهم بعدم الذهاب إلى المدرسة". وعليه فإنه يطالب مع الموقعين معه بتنفيذ طلبات التلاميذ. وجاء رد فعل هؤلاء العلماء على النقاش السياسي الدائر حول مسألة ما، ووجوب ذهاب التلاميذ إلى المدرسة عوضاً عن المشاركة في مظاهرات. "نحن نقف في البداية" وزيرة التعليم أنيا كارليتشيك انتقدت التظاهرات، وحزب البديل من أجل ألمانيا تحدث عن "الاستغلال السياسي للأطفال". وإلى جانب هذا النقاش الدائر بجدية توجد رسائل كراهية، لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وعلى موقع جمعة المستقبل يُذكر أنه توجد "عداءات وتهديدات ضد حركتنا والأشخاص الذين يمثلوننا في العلن". وعليه لن يتم قبول رسائل الكراهية وتقديم دعاوى ضد أخبار وتعليقات يمكن متابعتها جنائيا. والمثابرة هي أقل شيء يفكر فيه حماة البيئة. ويقول فينسانت بارتولان:"نحن في بداية المشوار، ويضاف إلينا في كل يوم مجموعات محلية جديدة تنظم الإضرابات والاحتجاجات. سنواصل على كل حال العمل". رالف بوزن/ م.أ.م
مشاركة :