صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتاب "العبور إلى الكهف"عن موقع لقاء نبى الله موسى، بالعبد الصالح الخضر في مجمع البحرين، من تأليف الباحث عماد مهدي، عضو اتحاد الأثريين المصريين، وتقديم الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء بوزارة الآثار. وأشار الدكتور ريحان - في تصريح له اليوم -،إلى أن الكتاب يلتزم بالمنهج العلمي، كما يعتمد على المعلومات التاريخية، والدراسات الجغرافية والجيولوجية لطبيعة سيناء والنصوص القرآنية وتحليلها ووضع الفرضيات ومناقشتها والمسح التصويرى الفضائى باستخدام تقنية تصوير الأقمار الصناعية للمواقع. وأوضح أن الكتاب يقدم قراءة تاريخية ونظرية حول تحديد موقع لقاء نبى الله موسى والخضر - والذي حدث على أرض سيناء منذ حوالي 3200 عام تقريبا فى الموقع المذكور في القرآن الكريم ( مجمع البحرين ) بمنطقة رأس محمد بشرم الشيخ، عند نقطة التقاء خليج العقبة وخليج السويس بجنوب سيناء. وقال إن الكتاب حدد خمسة مواقع تؤكد نظريته وهى "مجمع البحرين " الموقع العام للقاء بين موسى والخضر، و"صخرة الحوت " نقطة اللقاء بين موسى والخضر، والممر المائي سبيل الحوت للخروج للمياه العميقة و"صخرة الارتداد " نقطة الارتداد واكتشاف فقدان الحوت والرصيف البحري موقع انطلاق رحلة سفينة موسى مع الخضر. وأضاف أن التوصيف اللغوى لكلمة مجمع البحرين فى القرآن الكريم لا ينطبق جغرافيا على أى مكان في العالم إلا فى رأس محمد، حيث مجمع بحرين وهما: خليجي العقبة والسويس، والتقائهما بعد ذلك فى بحر واحد هو البحر الأحمر. ولفت الدكتور ريحان إلى أن الصخرة، كما حددها الكتاب، هى الصخرة التى تقع على البحيرة المائية برأس محمد، والتى تتطابق منطقيا وجغرافيا لتسرب الحوت، كما أنها تتوسط طريق الدخول لرأس محمد، وهى الصخرة الوحيدة المناسبة للإيواء والمبيت فى طريق السير المستقيم للداخل فى عمق يابسة رأس محمد، وتمثل نقطة مشاهدة لمجمع البحرين كما تمثل نقطة اليقين للنبى موسى لبلوغه أخر نقطة فى اليابسة لمجمع البحرين. وتابع أن المسافة المرجحة التى قطعها الحوت من الصخرة حتى المياه العميقة تبلغ حوالي كيلومترين، وأن المسافة التى قطعها نبى الله موسى من نفس الصخرة حتى نقطة الارتداد واكتشاف فقد الحوت توازى نفس المسافة كيلومترين، وأن هذه الصخرة تتوسط الأحداث وهى نقطة الجمع بين أطراف القصة داخل رأس محمد. واوضح أن وجود مجرى مائى دائم فى منطقة الخليج الخفي برأس محمد، وبرسم خط مستقيم من الصخرة حتى المياه العميقة، يتضح أن هذا الممر المائى يخترق الخط المستقيم، ويشكل قناة مائية متعرجة، وأن هذه المنطقة أكثر عرضة للمد والجزر وتنحصر فيها المياه، وتبقى هذه القناة لا تجف عنها المياه، حيث تكمن المعجزة لتكون شاهدا طبيعيا على هذه الأحداث وعلى معجزة الحوت في هذا الموقع. ونوه إلى أن الشاهد الأثرى على رحلة نبى الله موسى، والعبد الصالح هو الرصيف البحرى برأس محمد، مرسى سفينة الخضر الذى يقع على بعد ثلاثمائة متر من صخرة اللقاء، ويجتاز هذا الرصيف الجدار المرجانى على الشاطئ لمسافة 50 مترا، حتى الغاطس، ويتكون من صخور جرانيت وحجر رملي منقول من مواقع أخرى من خارج رأس محمد، موضحا أن الطبيعة الصخرية لرأس محمد تتكون من أحجار وصخور جيرية، وربما كانت رأس محمد محطة راحة للسفن العابرة من خليج السويس إلى خليج العقبة أو البحر الأحمر.
مشاركة :