مدخل لراكان بن حثلين: ياما حلا الفنجال مع سيحة البال في مجلسٍ ما فيه نفسٍ ثقيله هذا ولد عمٍ .. وهذا ولد خال وهذا رفيقٍ ما ندوّر بديله أكثر ما ينفّر الناس عن الإنسان عندما يُصاب بمرض ثقل النفس، فهذا الداء يتسبب في بُعد الأقرباء والزملاء والأصدقاء والكثير من حوله، بل يصبح إنساناً غير مقبول لدى الجميع وفي هذا الاتجاه يقول الشاعر نهار بن صاهد الحربي: يقطعك يا رجلٍ عرفته من الناس يا عنك ما في عرفته لي مسرّه لا فيه شيمه .. ولا فيه نوماس ولا فيه من سلم الرجاجيل مرّه ومما يزيّن ويحلّي مجالس الرجال عندما تجتمع فيها جمال النفوس الكريمة التي جلبت على الخير والطيب وكل ما هو جميل، فمن صفات النفس الثقيلة البخل والعداء وكراهية الناس، ومضايقتهم، وإلحاق الأذى بهم يقول الشاعر حمد عبدالله المعجل: نصبر ولو شفنا بها بعض الانكار النفس عن شوف المكاره قنيعه ما قيل والخيبه .. ولا قيل عيّار نتعب على العليا ولو هي رفيعه نتبع سلوم الطيب للطيب نختار كلٍ يبي يشري الوفا ما يبيعه أما طلع ذكر الفتى سر واجهار والا نزل ما له مع الناس شيعه والطيّب اللي له مع الناس تذكار تنشر له البيضا براس الرفيعه وهناك من يتصفون بالنفس الجميلة والخفيفة التي تُقرّب الجميع، وتزرع البهجة والفرحة في كل الأرجاء، لكن المصيبة عندما يُصاب الشخص بداء ثقل النفس فإن هذا الداء الفتاك يضل بصاحبه عن الطريق السليم، وسوف تصله مذمة الناس نظراً لسوء خلقه، وثقل نفسه، تقول الأديبة السورية غادة السمان: (إن علاقتي بالكائنات الموجودة بالطبيعة حقيقية وإنسانية. إنني أمسك بالأفاعي ولم يحدث أن لدغتني مرة -عكس البشر- وإنني آنس بعواء الذئاب وأجده أقرب إلى نفسي من كلمات التملق). قبل النهاية للشاعر سعد بن جدلان: أهديت باقة ورد من ضمن الابواق ولا أقول لحد خذها ولا أقول ذقها ودي بالأنفس كلها اصحاب وأصداق ولا اخشى عقايبها ولا ارجي مذقها الآدمي لولا المكارم والأخلاق كالحنظلة من عرقها ليا ورقها
مشاركة :