مهدي عبد الله يصدر مجموعته القصصية «قصص ظامئة»

  • 3/16/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في مجموعته القصصية الثالثة «قصص ظامئة»، الصادر حديثًا عن «دار نينوى للدراسات والنشر»، يخوض الكاتب والمترجم البحريني مهدي عبدالله في غمار جنس القصة القصيرة جدًا، مكتشفًا مسالك هذا الجنس الأدبي وإمكاناته التي قد تتوافق مع معطيات العصر الحديث وما يفرضه من اختزال وسرعة وإقلال، فمن خلال هذه المجموعة يختبر مهدي قارئه بسرد عدد محدود من القصص المرتبطة بهذا النوع.وليست المجموعة مخصصة لهذا النوع الأدبي، إذ إنها جاء -كما أسلفنا- بعدد محدد، كأنما يختبر فيها مهدي مدى قبوليه هذا الجنس منه بوصفه قاصًا عرف بقصصه القصيرة، مؤكدًا «أنا مقلٌ في كتابة هذا النوع الأدبي، وأميلُ إلى كتابة القصة القصيرة جدًا، بيد أنه مع انتشار هذا النوع قمت بكتابة البعض منها؛ لإطلاع القارئ عليها»، إذ يتضمن هذا الإصدار أكثر من ثلاثين قصة قصيرة تدور في فضاءات متعددة، وتتخذ من الواقعية فضاء اشتغال، فـ«غالبية القصص واقعية يتطرق بعضها للتجارب الشخصية، وبعضها الآخر لانعكاسات البيئة المحلية» كما يقول، مضيفًا «إن مواضيع اشتغالي في هذه المجموعة تتناول القضايا الحياتية، كالحب والموت والفقد والحنين إلى الطفولة، والتضحية في سبيل الوطن، بالإضافة إلى العمل التطوعي».وقد كُتبت قصص المجموعة في السنوات الأخيرة كما يبيّن مهدي، موضحًا أن شخوصها وأمكنتها تتعدد بتعدد مجريات القصة، إذ لا يحصر المهدي قصصه بزمنية محددة، بل ينفتح على الأزمنة والأمكنة معًا، متخذًا من المقهى والنادي والجامع والبيت والمدرسة والشارع والسوق، أمكنة لفضاء السرد الحكائي، إذ ينتقل مهدي بين هذه الإمكنة، وفق معطيات القصة، وزمنيتها، إذ ترتحل القصص بين الماضي والحاضر، كما يبيّن.ومن نماذج القصص القصيرة التي تضمنتها المجموعة، مقدمة هذه القصة التي تتخذ طابعًا من الغرائبية، إذ يقول: «فجأة رأيت فأرًا يقتحم صدري بعنف ويحفر في جدار قلبي. تفجّر الدم الكثيف فنهضت مذعورًا أستغيث بمن حولي، صرخت بأعلى صوتي طالبًا النجدة وأحسست بالغثيان. رحت أضرب بشدة على موضع القلب، لكن الفأر استمر في عمله وأحدث وخزات موجعة بأسنانه وأظافره، وأخذت كمية الدم النازفة تزداد وتنحدر إلى الأسفل. سارعت بالتقيؤ وأفرغت كل ما في جوفي، إلا أن الفأر لم يخرج، هرعت إلى الجدار القريب وحاولت الوقوف على رأسي والاستناد إلى الجدار وفتحت فمي على آخره ورحت أضغط بكلتا يداي فوق صدري وأدلك تلك الجهة دون نتيجة. قمت من جديد وأنا أكابد الآلام علاوة على شعوري بالتقزز، ناديت أمي ثم أخي فلم يستجب أي منهما لندائي. الدم يتدفق بسرعة وإذا استمر الحال هكذا فسوف أفارق الحياة في غضون ساعة واحدة أو أقل.. هل أستسلم؟ كلا. خطرت لي فكرة، لماذا لا أتحاور مع الفأر وأقنعه بالخروج...».أما على صعيد القصة القصيرة جدًا، فيكتب مهدي تحت عنوان «حشيشة»: «ذهلت عندما سمعت أحد الأدباء يقول إن نجيب محفوظ كان يتناول الحشيشة قبل كل كتابة، لكن استدرك بأن ذلك لغرض الوصول إلى مرحلة الابتهاج، فالنشوة، فالإبداع»، وفي قصة أخرى بعنوان «الذين كانوا» يكتب «قبل نحو ثلاثة عقود قال أحد الشعراء: الذين كانوا كانوا. أما اليوم فأنا أقول: الذين كانوا أصبحوا».يُذكر أن الكاتب مهدي عبدالله أصدر قبل هذه المجموعة، مجموعتين قصصيتين، الأولى بعنوان «تجربة» أصدرها في العام 1999، والمجموعة الثانية هي «قصص هاربة»، الصادرة عام 2010.

مشاركة :