حبيب غلوم: الشارقة.. منصة مسرحية عالمية

  • 3/16/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بعد غياب 12 سنة، عاد الممثل والفنان حبيب غلوم إلى خشبة المسرح؛ عودة سيكون لها ما بعدها من مشاريع وأفكار يحملها غلوم، الذي يكشف في حوار مع «الخليج» عن بعض تلك التفاصيل، ويطل بشكل عام على المسرح الإماراتي، وما تحقق من مشاريع وإنجازات، وما ينتظر المسرح من تحديات. *  بداية حدثنا عن عودتك للخشبة؟ - نعم، عدت للخشبة كممثل بعد غياب 12 سنة، ورغم تواجدي كمخرج، وفي كل المحافل والمُلتقيات والمهرجانات والورش المسرحية السنوية؛ لكن من المؤكد أن وجودي على الخشبة كممثل له رونق خاص، وكان من الجميل أن أعود عبر عمل من تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج محمد العامري، في عرض «مجاريح»، الذي قُدم في مهرجان المسرح الخليجي لهذا العام، وآخر أعمالي قبل هذه العودة؛ هي مسرحية «الحب المستحيل»، التي قدمت في عام 2008؛ حيث تفرغت بعدها للعمل الوظيفي الإداري في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، والآن تفرغت للعمل الفني؛ بعد أن تقاعدت، وأمتلك متسعاً من الوقت؛ للإبداع الفني، والكثير من الأفكار، وكذلك أسعى إلى تقديم خبرتي العلمية في خدمة المسرح؛ من خلال أكاديمية الفنون، التي ستنطلق من الشارقة. * كيف شارك المسرح في النهضة التي تشهدها الإمارات؟ - طبعاً المسرح شارك بشكل كبير في الحراك الفني، الذي تشهده الإمارات، والواقع أنه يشارك في النهضة بمعناها الشامل في كل المجالات؛ وهي الحالة التي تعيشها الدولة اليوم، وأنا دائماً أكرر أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عندما يقول: «أنا أتطلع للمركز الأول»، فهو يتحدث عن كل المجالات؛ لذلك دائماً ننادي بمزيد من الدعم؛ حتى يتمكن المبدعون الإماراتيون من المنافسة بصورة مستمرة على المستويين (العربي والعالمي)، فمسرحيونا وكتابانا، حاولوا كثيراً تأكيد تراثنا، والثوابت الموجودة على هذه الأرض، ووفقوا في هذا المسعى؛ مثل: إسماعيل عبدالله، وجمال سالم وغيرهم؛ حيث حاولوا التوجه إلى موضوع التراث والهوية، سواء الوطنية أو الحضارية التراثية في الدولة؛ من خلال أعمالهم في المسرح والتلفزيون، ودور المسرحيين؛ هو التعبير عن الثوابت والقيم، التي تربى عليها الناس، وبالتالي عكسها في أعمال وعروض؛ من أجل وصولها إلى الأجيال الحالية والقادمة. * كيف تنظر إلى المسرح الإماراتي اليوم؛ من حيث حجم التطور مقارنة بالماضي؟ - بفضل الدعم الكبير، خاصة من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، فإن المسرح الإماراتي يشهد بلا شك تطوراً كبيراً في كل الصعد والاتجاهات؛ من حيث الرؤى والمضامين والأفكار والتناول، والانفتاح على التجارب المسرحية العالمية، نحن في بلاد خير والحكومة غير مقصرة، خاصة فيما يتعلق بالدعم والرعاية. وإذا أخذنا الشارقة على سبيل المثال؛ نجد أن العرب والخليجيين يستفيدون من الزخم الثقافي والفني فيها، وبالذات في مجال المسرح، وهذا شيء يثلج الصدر، فهذه الإمارة؛ بفضل قيادتها، صارت منصة مسرحية مميزة في كل العالم، تشهد المهرجانات، وتؤسس للفعل المسرحي، وأضحت قبلة الأنظار بالنسبة للمسرحيين، فالشارقة اليوم تحضننا، وتقدم لنا كل الدعم والرعاية، كما أن المهرجانات المتنوعة الموجودة فيها بالتأكيد تضفي الشيء الكثير على المسرح الإماراتي، فهو اليوم يختلف عن الماضي، وصارت الفرق المسرحية تعرف ماذا تقدم، أي أنها تشتغل بعلم ومعرفة، وتجدر هنا الإشارة إلى الإضافة العلمية الكبيرة، التي ستتحقق مع وجود أكاديمية الفنون الأدائية. * لو تحدثنا عن الجيل الحالي من المسرحيين؛ من حيث الرؤى والأفكار والمدارس، وما قدمه للمسرح الإماراتي؟ - الجيل الحالي فيه الكثير من الشباب المطلع والمثقف، لديه وسائل التواصل المختلفة، وهو منفتح على المعارف الجديدة، وبوجود هذه الوسائل؛ أصبح الشباب على دراية وعلم بكل التجارب البعيدة جداً عن عالمنا العربي، فهذه الأدوات اليوم مختلفة عن التي كانت موجودة في السابق، وتقدم للشباب خدمات كبيرة، وتأهلهم تماماً للمواكبة، والتلقي المباشر لكل منتج جديد؛ بل وتخلق أيضاً نوعاً من التحاور والتواصل فيما بينهم، وبين الأساتذة والمؤلفين والمسرحيين في كل أنحاء العالم، وهذا من شأنه أن يخلق واقعاً جديداً غير الذي كان، وبالتأكيد سيكون خيراً على المسرح في كل تفاصيله. واليوم نجد الكثير من المهرجانات المسرحية المختلفة في الدولة، والتي تدعم الشباب بشكل كبير، وتُغني تجاربهم ومواهبهم، فالإمارات عملت على أن تكون عملية التواصل بين المسرحيين منجزة على أرض الواقع؛ من خلال المهرجانات، التي يشارك فيها المسرحيون (العرب والأجانب)، وهو ما انعكس على شكل العروض المقدمة، والتي تجمع بين المحلي بكل ثرائه في الموروث والبيئة، وكذلك الفضاء العالمي بكل أبعاده وتأثيراته، وهذا يحقق فائدة قصوى للمسرحيين الإماراتيين بصورة عامة، ولجيل الشباب الذي يستفيد؛ عبر الاحتكاك وملاقاة المختصين والخبراء والأكاديميين والمشتغلين في المسرح، خاصة العربي الذي يحتضن في بعضه إمكانات هائلة، فإذا نظرنا إلى المسرح المغاربي في تونس والمغرب تحديداً؛ نجده تطور بصورة كبيرة؛ لذلك فإن التواصل والاتصال معهم، سيصب في مصلحة مسرحنا، وفي مسيرة المسرحيين الشباب في الإمارات. * إذاً كل ذلك قد عزز من مكانة الإمارات في مجال المسرح؟ - من المؤكد أن الإمارات وصلت إلى مكانة مرموقة بين المسارح العربية، خاصة عبر الدعم الذي ظل يقدمه صاحب السمو حاكم الشارقة، فهو اليوم يحيي المهرجانات في الدول العربية، فهنالك سبعة مهرجانات أقيمت في عواصم مختلفة بدعم من سموه، ومن خلال الهيئة العربية للمسرح، وما تزال هناك ثلاثة مهرجانات أخرى، أي أن الحصيلة هي عشرة مهرجانات، كانت شبه مهجورة في تلك العواصم، لولا تدخل سموه المباشر باسم الشارقة والإمارات؛ من أجل إحيائها، وبث الروح في المسرحيين؛ حيث أعاد صاحب السمو حاكم الشارقة الثقة والحيوية لهم.

مشاركة :