شنّ تنظيم «داعش» ثلاث هجمات انتحارية متزامنة، أمس الجمعة، استهدفت تجمعات للخارجين من جيب الباغوز في شرق سوريا ما اسفر عن مقتل ستة من الفارين على الأقل، وفق ما أعلن متحدث كردي، بينما عززت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، مواقعها حول الجيب الأخير للتنظيم، في وقت يبدأ النزاع السوري عامه التاسع مع حصيلة قتلى تخطت 370 ألفاً، في حين تظاهر مئات السوريين في المناطق التي لا تزال خاضعة لفصائل معارضة في الذكرى الثامنة لاندلاع الأحداث السورية.وذكرت مصادر صحفية أمس أن خطوط الجبهة في الباغوز تشهد هدوءاً، بينما تحلّق طائرات التحالف الدولي بقيادة أمريكية في الأجواء. وأبطأت قوات سوريا الديمقراطية وتيرة عملياتها منذ ظهر الخميس، ما أتاح خروج نحو 1300 من مقاتلي التنظيم وأفراد عائلاتهم.وقال قيادي في «قسد» إن قواته تعمل منذ الليل على تعزيز مواقعها حول الجيب المحاصر، وهو عبارة عن مخيم عشوائي محاط بأراض زراعية تمتد حتى الحدود العراقية على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في انتظار خروج المزيد من المحاصرين. وأفاد جياكر أمد، المتحدث في الوحدات الكردية عن «احتمال أن تكون العمليات بطيئة إفساحاً في المجال أمام خروج المدنيين». وأضاف «لا نعرف أعداد المتبقين ولا نستطيع أن نقول المئات أو الآلاف». من جهة أخرى، دخل النزاع السوري أمس عامه التاسع، مخلفاً 371222 قتيلاً منذ اندلاع النزاع في 15 مارس/آذار 2011، بينهم أكثر من 112 ألف مدني، موضحاً أن بين القتلى المدنيين أكثر من 21 ألف طفل و13 ألف امرأة. وفيما يتعلق بالقتلى غير المدنيين، أحصى المرصد مقتل أكثر من 125 ألف عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، أكثر من نصفهم من الجنود السوريين، وبينهم 1677 عنصراً من حزب الله اللبناني الذي يقاتل بشكل علني في سوريا منذ عام 2013. في المقابل، قتل 67 ألفاً على الأقل من مقاتلي الفصائل المعارضة والمتشددة وقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية أبرز مكوناتها. كما قتل نحو 66 ألفاً من مقاتلي تنظيم «داعش» وجبهة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، إضافة إلى مقاتلين أجانب من فصائل متشددة أخرى. وتعد هذه الحصيلة السنوية الأدنى منذ اندلاع النزاع بعد تراجع المعارك على جبهات عدة. وباتت القوات الحكومية السورية تسيطر راهناً على نحو ثلثي مساحة البلاد بعدما تمكنت من حسم جبهات عدة على حساب فصائل معارضة وإرهابية، بفضل دعم حلفائها لا سيما روسيا منذ بدء تدخلها العسكري في سبتمبر/أيلول 2015. وألحقت الحرب السورية منذ اندلاعها دماراً هائلاً في البلاد تقدر كلفته ب400 مليار دولار ودفعت ملايين السكان إلى النزوح أو التهجير. في غضون ذلك، خرج مئات السوريين أمس إلى الشوارع في المناطق التي تسيطر عليها فصائل معارضة في الذكرى الثامنة لاندلاع الأحداث في سوريا. وأضاف نشطاء أن المحتجين، ومن بينهم الأطفال والنساء شاركوا في مسيرات في محافظة إدلب في شمال غربي البلاد وريف حلب الشمالي، مطالبين بإسقاط الحكومة السورية. (وكالات)
مشاركة :