الهجوم على المسجدين في نيوزيلندا يثير موجة حزن وغضب في أنحاء العالم

  • 3/16/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

العواصم - (وكالات الأنباء): أثار الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا وأسفر عن مقتل 49 شخصا على الأقل خلال صلاة الجمعة حالة من الصدمة والاشمئزاز والاستياء حول العالم. وعبر زعماء في أنحاء العالم عن شعورهم بالغضب والحزن كما عبر بعضهم عن الاستياء مما وصفوه بأجواء «الشيطنة» التي أججت مثل تلك الهجمات. وعبّر زعماء غربيون من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن التضامن مع شعب نيوزيلندا ونددوا بالهجوم الذي وصفه البيت الأبيض بأنه «عمل من أعمال الكراهية». ووصف ترامب الهجوم بأنه «مذبحة مروعة»، وقال إن الولايات المتحدة تقف مع نيوزيلندا. وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن: «لا يمكن وصف ذلك سوى بأنه هجوم إرهابي» متحدثة عن «أحد أحلك الأيام» في تاريخ البلاد. وقالت الملكة إليزابيث وهي رأس الدولة النيوزيلندية إنها تشعر «بحزن عميق بسبب الأحداث المروعة». وقال رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون ان المواطن الاسترالي الذي اعتقل بعد الهجوم «متطرف وإرهابي يميني عنيف». لكن رد فعل بعض الدول الإسلامية تجاوز ذلك وأنحى باللوم في تأجيج تلك الكراهية على السياسيين ووسائل الإعلام. وقال رئيس وزراء باكستان عمران خان على مواقع التواصل الاجتماعي: «ألقي بمسؤولية هذه الهجمات الإرهابية المتزايدة على ظاهرة الإسلاموفوبيا الحالية بعد أحداث 11 سبتمبر إذ يتحمل 1.3 مليار مسلم بشكل جماعي اللوم عن أي عمل إرهابي». وفي القاهرة ندد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي «بأقوى العبارات بهذا الهجوم الإرهابي الآثم الذي استهدف بوحشية مصلين آمنين في بيوت الله». وقال السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن الهجوم «يهز ضمير الإنسانية بأسرها ويضعها أمام مسؤولياتها الأساسية المتمثلة في ضرورة تضافر جميع الجهود الدولية من أجل المواجهة الحاسمة للإرهاب والعنف والتطرف الفكري». وندد الأزهر بالهجوم ووصفه بأنه «هجوم إرهابي مروع». وحذر الأزهر في بيان من أن ما حدث «يشكل مؤشرا خطيرا على النتائج الوخيمة التي قد تترتب على تصاعد خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في العديد من بلدان أوروبا». وأضاف البيان: «الهجوم الإجرامي... يجب أن يكون جرس إنذار على ضرورة عدم التساهل مع التيارات والجماعات العنصرية التي ترتكب مثل هذه الأعمال البغيضة». من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: «مع هذا الاعتداء، العداء ضد الإسلام (...) تخطّى حدود المضايقة الشخصية ليصل إلى مستوى القتل الجماعي»، داعيا الدول الغربية إلى «اتخاذ إجراءات بشكل طارئ» لتجنّب «حصول كوارث جديدة». وفي الرياض عبّر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن إدانة السعودية للهجوم وجدد «التأكيد على إدانة المملكة العربية السعودية للإرهاب بكل أشكاله وصوره وأيا كان مصدره وعلى أن الإرهاب لا دين له ولا وطن». وردد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش صدى هذه المشاعر قائلا على تويتر: «يجب أن تستمر جهودنا الجماعية ضد العنف والكراهية بعزيمة متجددة». من جهة أخرى، أفادت وكالة «وفا» للأنباء بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أدان الهجوم «الإجرامي والمروع والبشع». وذكر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الهجوم شيطنة متعمدة للنضال السياسي للمسلمين. وكتب على تويتر: «ليس فقط مرتكبو هذه الجرائم البشعة بل أيضا الساسة ووسائل الإعلام الذين يغذون ظاهرة الإسلاموفوبيا المتنامية بالفعل والكراهية في الغرب يتحملون نفس القدر من المسؤولية عن هذا الهجوم الشنيع». وندد البابا فرنسيس بما وصفه «بأعمال العنف الحمقاء». وقال فرنسيس في رسالة تعزية إنه «يؤكد لجميع مواطني نيوزيلندا والمسلمون منهم بوجه خاص تضامنه القلبي في أعقاب هذه الهجمات». وفي واشنطن، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر «تويتر»: «أعرب عن أحر مشاعر المواساة وأطيب التمنيات للنيوزيلنديين بعد المجزرة المروعة في المسجدين. توفي 49 شخصا بريئا بشكل عبثي للغاية وتعرض كثيرون لإصابات بالغة». وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز: «نتضامن مع أهالي نيوزيلندا وحكومتهم ضد فعل الشر والكراهية هذا»، مؤكدة أن الولايات المتحدة «تدين بشدة الاعتداء الذي وقع في كرايست تشيرش». وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «الاعتداء على أناس مسالمين تجمعوا للصلاة هو أمر صادم بقسوته وخبثه»، معربا عن أمله أن «يعاقب المتورطون بشدة». وفي أوروبا الغربية أبدت ميركل حزنها «مع النيوزيلنديين على مواطنيهم الذين تعرضوا للهجوم والقتل بسبب الكراهية العنصرية بينما كانوا يصلون في مسجدهم». وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: «عندما يتعرض الناس للقتل لا لشيء إلا لدينهم فهذا هجوم علينا جميعا». وقالت المفوضية الأوروبية إن «هذا العمل الوحشي الأحمق بحق أبرياء في دار عبادتهم أبعد ما يكون عن قيم وثقافة السلام والوحدة التي يتشارك فيها الاتحاد الأوروبي مع نيوزيلندا». وأعربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن تعازيها الخالصة «بعد الهجوم الإرهابي المروع في كرايست تشيرش. أتضامن مع كل من تأثّر بعمل العنف المقزز هذا». أما الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب فأرسلا تعازيهما لعائلات وأصدقاء القتلى. وقالت الملكة: «شعرت بحزن عميق جراء الأحداث الفظيعة في كرايست تشيرش (...) أتضامن وأصلي لجميع النيوزيلنديين في هذه المأساة». وقالت رئيسة وزراء النرويج ارنا سولبرج إن الهجوم أعاد إلى الأذهان ذكريات عام 2011 عندما قتل المتطرف المعادي للمسلمين أندرس بريفيك 77 في تجمع للفتية والفتيات على جزيرة نرويجية. وقالت: «هذا يثبت أن التطرف يتصاعد وأنه ينتشر في أماكن كثيرة». وأعرب رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد عن أمله أن «توقف (نيوزيلندا) هؤلاء الإرهابيين وتتخذ الإجراءات اللازمة بموجب قوانين البلاد». أما جوكو ويدودو رئيس إندونيسيا، أكبر بلد مسلم، فقال: «ندين بشدة هذا النوع من أعمال العنف». ووصف رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الأنباء من نيوزلندا بشأن الاعتداء بـ«المروعة»، مؤكدا أن «الهجوم الوحشي (...) لن يضعف التسامح واللياقة اللذين تعرف بهما نيوزيلندا». وردد مئات من المحتجين الغاضبين في داكا عاصمة بنجلادش هتاف «الله أكبر» بعد صلاة الجمعة. وقال أحد المحتجين: «لن نسمح بأن تذهب دماء المسلمين هدرا». وكان أعضاء من منتخب الكريكيت الوطني الذين يشاركون في مباراة أمام المنتخب النيوزيلندي في كرايستشيرش قد توجهوا إلى مسجد للصلاة لدى بدء الهجوم لكن أيا منهم لم يصب بأذى.

مشاركة :