روى أحد شهود العيان لحظات الرعب التي عاشها، الجمعة، أثناء وعقب المذبحة التي شهدها مسجد النور بمدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، والتي أودت بحياة العشرات ما بين قتيل وجريح، بينهم عدد كبير من الأطفال، وذلك أثناء صلاة الجمعة. وقد أعلنت رئيسة الوزراء، جاسيندا آرديرن، أن حصيلة المجزرة بلغت 40 قتيلاً، فيما وصفت الهجوم بأنه "واحد من أحلك أيام نيوزيلندا" وقالت إن الأحداث في مدينة كرايست تشيرش تمثل "عملاً غير عادي وغير مسبوق من أعمال العنف". وأوقفت الشرطة 3 رجال وامرأة واحدة بسبب عمليات إطلاق النار، التي صدمت سكان البلاد الذين يصل عددهم إلى 5 ملايين شخص. بعض الناجين من المذبحة ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن شاهد عيان، يدعى لين بنها، قوله إنه رأى رجلاً يرتدي ملابس سوداء يدخل المسجد ثم سمع العشرات من الطلقات، تبع ذلك فرار أشخاص من المسجد في حالة رعب. وقال بنها، الذي يعيش بجوار المسجد، إن المسلح فر من المسجد، وأسقط ما يبدو أنه سلاح نصف آلي أمام منزله وهرب. قال بنها إنه ذهب بعد ذلك إلى المسجد لمحاولة المساعدة، مضيفاً: "رأيت قتلى في كل مكان. كان هناك 3 عند المدخل وعند الباب المؤدي إلى المسجد وأشخاص داخل المسجد.. إنه أمر لا يصدق. أنا لا أفهم كيف يمكن لأي شخص أن يفعل هذا لهؤلاء الناس، لأي شخص. إنه أمر عبثي". مرتكب المذبحة السلاح المستخدم في المذبحة وقال إنه ساعد حوالي 5 أشخاص على التعافي في منزله. وقال إن أحدهم أصيب بجروح طفيفة. وقال: "لقد عشت بجوار هذا المسجد منذ حوالي 5 سنوات والناس رائعون، إنهم ودودون للغاية... أنا فقط لا أفهم ذلك". وقال إن المسلح كان أبيض البشرة وكان يرتدي خوذة ونوعاً من المعدات على رأسه، ما أعطاه مظهراً عسكرياً. وقالت الشرطة إن هناك عملية إطلاق نار ثانية في مسجد لينوود. شاهد عيان آخر، مارك نيكولز، أبلغ صحيفة "نيوزيلندا هيرالد" أنه سمع نحو 5 طلقات نارية وأن أحد المصلين رد بإطلاق النار من بندقية أو بندقية خرطوش. قال نيكولز إنه رأى شخصين مصابين يجري نقلهما على نقالات بجانب متجره للسيارات، وبدا أن كلاهما على قيد الحياة. عمليات إطلاق النار الجماعية في نيوزيلندا تعد نادرة للغاية. كان أكثرها دموية في التاريخ الحديث في بلدة أراموانا الصغيرة في عام 1990، عندما أطلق المسلح ديفيد جراي النار وقتل 13 شخصاً بعد نزاع مع أحد الجيران.
مشاركة :