العراق.. أول مقبرة جماعية لأيزيديين ضحايا جرائم داعش

  • 3/16/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فتحت السلطات العراقية، بالتعاون مع الأمم المتحدة، الجمعة، أول مقبرة جماعية تضم رفات أيزيديين قتلهم تنظيم "داعش" في منطقة كوجو شمال البلاد، بحضور حائزة نوبل للسلام ناديا مراد. وهذه العملية ترمي إلى "استخراج الرفات المتعلقة بضحايا جرائم داعش" ومعرفة مصير مئات من سكان قرية كوجو في قضاء سنجار، بحسب ما أشارت الأمم المتحدة التي تحقق في عملية "إبادة محتملة". وأوضحت المنظمة الأممية أن هذه أول عملية لاستخراج الرفات في سنجار، معقل الأقلية الأيزيدية الناطقة بالكردية. والأيزيديون أقلية ليست مسلمة ولا عربية، تعد أكثر من نصف مليون شخص، ويتركز وجودها خصوصاً قرب الحدود السورية في شمال العراق. ويقول الأيزيديون إن ديانتهم تعودإلى آلاف السنين وانبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، في حين يرى آخرون أن ديانتهم خليط من ديانات قديمة عدة، مثل الزرادشتية والمانوية. وفي العام 2014، قتل التنظيم أعداداً كبيرة من الأيزيديين في سنجار بمحافظة نينوى، وأرغم عشرات الآلاف منهم على الهرب، فيما احتجز آلاف الفتيات والنساء "سبايا".كما اختطف أكثر من 6400 من الأيزيديين فيما تمكن 3200 منهم من الفرار، وتم إنقاذ البعض منهم، ومازال مصير الآخرين مجهولاً. وبحسب الأمم المتحدة، فإن الأدلة تشير إلى أن المئات من سكان كوجو قتلوا بيد "داعش"، بينما تم اختطاف أكثر من 700 امرأة وطفل. ومع سعي قوات سوريا الديمقراطية حاليا لطرد التنظيم من آخر جيب له في شرق سوريا، خرج العشرات من الأيزيديين، وخصوصاً الأطفال، من منطقة الباغوز الحدودية مع العراق، حيث كان "داعش" يجندهم قسراً ويحولهم إلى ما يطلق عليه "أشبال الخلافة". وبين 550 ألف أيزيدي كانوا يسكنون العراق قبل دخول التنظيم، ترك نحو مئة ألف منهم البلاد، فيما لجأ آخرون إلى إقليم كردستان. واليوم، تعد ناديا مراد، التي أمست متحدثة باسم هذه الأقلية وتطالب باعتراف دولي بجرائم الإرهابيين، أهم المدافعات عن حقوق الطائفة، وتكافح إلى جانب المحامية والناشطة اللبنانية البريطانية، أمل كلوني، لتقديم جرائم الإرهابيين أمام العدالة. ولفت المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق في الأمم المتحدة، كريم أسعد أحمد خان، المتواجد في كوجو الجمعة، إلى أن "اليوم سيشكل لحظة مهمة ومنعطفاً حاسماً"، إذ إن الإرهابيين تركوا وراءهم أكثر من 200 مقبرة جماعية يمكن أن تحتوي على ما يصل إلى 12 ألف جثة، وفق الأمم المتحدة.

مشاركة :