محللون: حادث نيوزيلندا الإرهابي جرس إنذار من تصاعد اليمين المتطرف

  • 3/16/2019
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

دان محللون وخبراء الحادث الإرهابي المروع في نيوزيلندا، وأكدوا أن صعود التيار اليميني المتشدد في الولايات المتحدة وأوروبا على صلة مباشرة بهذه الأحداث المفزعة التي تسببت في قتل مئات الأبرياء حول العالم. كما شددوا في تصريحات لـ «الاتحاد» على أهمية مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا التي أصبحت أخطر من أي وقت مضى. ودان المحلل السياسي البريطاني إيان بلاك الحادث الإرهابي في نيوزيلندا، وقال من العاصمة البريطانية لندن: على الرغم من أن نيوزيلندا بعيدة عن أوروبا، لكن البعد في حد ذاته لا يضمن السلامة. فالنرويج على سبيل المثال ليست بمركز الكون أيضاً، لكن عمليات القتل المروعة التي حدثت هناك عام 2011 جذبت اهتماماً عالمياً كبيراً، معتبراً أن الهجوم الإرهابي أكد حقيقة أنه لا يوجد مكان آمن من المتعصبين تجاه المسلمين الأجانب. وأضاف أنه يأمل أن يؤدي حدث بهذا الحجم والرعب إلى خلق وعي أكبر بمخاطر رهاب الإسلام، موضحاً أنها ظاهرة حقيقية للغاية - في الغالب في أقصى اليمين، وليس، كما يجادل البعض أن الإسلاموفوبيا مصطلح «اخترع» تم إنشاؤه رداً على بعض المتطرفين الإسلاميين. وأشار بلاك أن السياسية البريطانية البارونة سيدا وارسي قدمت شكاوى عدة في حزبها مؤخرا. حيث إن جهاز الأمن البريطاني يدرك مخاطر الإرهاب المعادي للمسلمين أكثر من الماضي. ورأى بلاك أن الحل في تعزيز ثقافة التسامح وقبول الآخر والاختلاف معه - بمشاركة المسيحيين والمسلمين واليهود وغيرهم - هو هدف مهم للغاية للمجتمعات متعددة الثقافات، ولكن هذا لا يعني أنه ينبغي تجاهل التدابير الأمنية الأساسية أيضًا، فهناك دور كبير لمواقع التواصل في زيادة التطرف، كما تم الكشف عنه سابقاً ولذا يجب أن يواجه تدقيقاً أكثر في المرحلة القادمة. من جهته، دان الباحث السياسي ونائب مساعد وزير الخارجية الأميركية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ماك الحادث الإرهابي المأساوي، وشدد على أن ما حدث كان صادماً ومشيناً وجباناً وغير مقبول، فقد هاجم متطرفون مجموعة من المصلين أثناء صلاتهم في المسجد، ودعا ماك جميع الحكومات والجهات المسؤولة أن تتكاتف لمواجهة ووقف جرائم الكراهية التي تخالف جميع الأعراف والأديان والمواثيق الدولية حول العالم. وأكد أن هؤلاء المتشددين يستخدمون الدين كساتر لجرائمهم. وقال إننا في حاجة إلى تعاون مراكز الأبحاث لدراسة هذه السلوكيات المشينة وتفنيدها لتفسيرها ومعرفة أسبابها. وقال إن ما فعلته الإمارات من إنشاء مركز «صواب» لمكافحة الإرهاب يعد نموذجاً لمكافحة هذا السلوك المشين الذي يتسبب كل يوم في إزهاق مئات الأرواح ضحية خطاب الكراهية والتشدد الفكري والسلوكي. ورأى ماك أن هذا ليس الحادث الأول الذي يقتل فيه مسلمون أثناء الصلاة ما يستدعي أهمية تكثيف جميع الجهود لمعرفة أسباب ارتكاب هجوم نيوزيلندا والتأكد من عدم تكراره مرة أخرى. كما أشار إلى ارتباط الخطاب اليميني المتطرف للقادة السياسيين في عدد من الدول مع زيادة الأعمال الإرهابية خاصة ضد المسلمين، فتطرف خطاب هؤلاء القادة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام التقليدية يغذي الأفكار المتشددة لمتابعيهم. ورجح وجود أسباب فكرية تكون قد تسببت في التشدد الفكري لمنفذي الهجوم الذين تسببوا في قتل مئات الأبرياء تأثراً بهذا الخطاب المتطرف. بدوره، قال المحلل الأمني البريطاني المتخصص في شؤون الإرهاب أوليفير جويتا إن الهجوم الإرهابي الذي وقع ليس مفاجئًا مع تصاعد اليمين المتطرف اليميني المتطرف، غير أن المفاجئ هو وقوعه في نيوزيلندا لأنها بلد هادئ جدًا و حاضنة لجميع المجتمعات. وحذر جويتا من أن هذا الحداث يظهر للجميع أنه لا يوجد بلد محصن ضد الإرهاب، مؤكداً أن التطرف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار قد ارتفع بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية. ورأى أن مكافحة هذا التطرف يجب أن تكون من خلال مبادرات جادة يقوم بها أصحاب الفكر المعتدل لتقديم حقائق متوازنة والحل الثاني أن تقوم الجهات المعنية بوقف انتشار الكراهية على منصات الوسائط المتعددة.

مشاركة :