جيفري: 20 ألف "داعشي" في خلايا نائمة بسوريا والعراق

  • 3/16/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حذر المبعوث الأميركي الخاص بشأن سوريا، جيمس جيفري، أمس، من أن هناك ما بين 15 ألفاً و20 ألفاً من مسلحي «داعش» يتمركزون في «خلايا نائمة» بسوريا والعراق، رغم الهزيمة الوشيكة لفلول التنظيم الإرهابي في آخر جيب له بطول نهر الفرات شرق سوريا، حيث لم يبق سوى بضع مئات من العناصر الإرهابية في مساحة تقل عن كلم واحد مربع. وأكد جيفري أن المعركة ستستمر ضد التنظيم الإرهابي وفكره المتطرف، حيث لا يوجد إطار زمني لانسحاب القوات الأميركية من سوريا والعراق، مع تشديد الرقابة والملاحقة على تحركات «الدواعش»، مناشداً الدول المعنية باستعادة مقاتليها الأجانب وأسرهم الذين تحتجزهم «قوات سوريا الديمقراطية»، بما يتيح تقاسم عبء المحاكمات وعملية إعادة التأهيل. وفيما واصلت القوات الديمقراطية المعروفة بـ«قسد» تقدمها في الجيب الأخير ببلدة الباغوز والمزارع المحيطة بها، وعززت مواقعها، شهدت الجبهة إبطاء للقصف والاشتباكات منذ أمس الأول، ما مكن نحو 1300 مقاتل مع أفراد أسرهم من الخروج من الأنفاق والخنادق بمنطقة العمليات والاستسلام للقوات المهاجمة. وكشفت فرنسا أنها استعادت 5 أطفال من رعاياها، تراوح بين الخامسة وما دون ذلك، من مخيمات «قسد» شمال شرق سوريا، مبينة أنهم أما أيتام أو فقدوا ذويهم في المخيمات، وكررت موقفها القائل بأن المقاتلين الأجانب الذين انضموا للتنظيم الإرهابي في الخارج، ينبغي أن يظلوا في مراكز توقيفهم لتتم محاكمتهم في المنطقة. وأوضح جيفري، عبر دائرة تلفزيونية، بعد حضور مؤتمر في جنيف بشأن الجهود الإنسانية في سوريا، شاركت فيها «الاتحاد»، أن «داعش» لم يعد يسيطر سوى على أقل من كيلومتر مربع من الأراضي شرق الفرات باتجاه الحدود العراقية، ولم يعد يمتلك أسلحة ثقيلة أو جيشاً نظامياً وليس لديه سوى بضعة مئات من المقاتلين في سوريا. مع ذلك، حذر المبعوث الأميركي من أن «داعش» يظل منظمة إرهابية قادرة على شنّ عمليات مسلحة وتمرد محدود، مستدلاً بالاعتداءات التي تشهدها بعض المناطق في العراق. وأضاف أن التحالف المناهض للتنظيم الإرهابي، الذي يضم 79 دولة إلى جانب الولايات المتحدة، سيبقي على تواجد عسكري في العراق من أجل تقديم المساعدة الأمنية لبغداد، بجانب تنفيذ برامج اقتصادية وتدريب القوات بما يمكن من استعادة الاستقرار. وقال جيفري لـ«الاتحاد»: «سنبقي بعض القوات في سوريا، ونعمل مع شركائنا المحليين، سواء (قسد) أو قوات الأمن الكردية الحلية على طول نهر الفرات ومنبج، بجانب الشركاء في التحالف الدولي الذين سيشاركون بقوات عسكرية، من أجل الحفاظ على الأمن في شمال شرق سوريا». ونوّه إلى أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب تحركات «داعش» في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش النظامي السوري، محملاً دمشق وموسكو وطهران مسؤولية التصدي وهزيمة التنظيم الإرهابي بتلك المناطق. وأكد جيفري التزام بلاده والمجتمع الدولي، بمواصلة ممارسة كل الضغوط الممكنة على الرئيس السوري بشار الأسد، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة المحتدمة منذ 8 سنوات، وذلك في إطار قرار مجلس الأمن رقم 2254، مشدداً في الوقت ذاته، على أن أي تسوية سياسية ستكون من خلال الشعب السوري بوساطة أممية ودعم أميركي. وأوضح أنه «ليست مهمة الولايات المتحدة قيادة العملية السياسية، وإنما تأييدها بالوسائل الممكنة كافة»، مستبعداً أن تتعامل واشنطن مع دمشق في ضوء المعطيات الراهنة. وفي ردّ على سؤال لـ«الاتحاد»، شدّد المبعوث الأميركي، على أن إيران تلعب دوراً مزعزعاً وتسعى لنشر الفوضى ليس فقط في سوريا، ولكن أيضاً في لبنان والعراق وأفغانستان وفي اليمن، مشيراً إلى أنه لا مكان لاستخدام إيران القوة العسكرية على المدى الطويل في الشرق الأوسط. وقال «إن أي تواجد إيراني في سوريا غير مقبول ويقلقنا ويقلق حلفاءنا، وهو ما أدى إلى شنّ ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية في سوريا، لذا، ندعو القوات الإيرانية إلى الانسحاب الكامل من سوريا، وسياساتنا واضحة وهي أن على القوات الأجنبية، وخصوصاً إيران، الانسحاب من الأراضي السورية». وقدّر جيفري كلفة العمليات العسكرية الأميركية في سوريا خلال 2018، بنحو ملياري دولار. وجدد المبعوث دعوة جميع الدول إلى استعادة مقاتليها لدى «داعش» وأسرهم، الذين يزيد عددهم على ألف محتجز لدى «قسد»، والتعامل معهم وفق ما تقتضيه قوانين كل دولة سواء بإعادة التأهيل أو المقاضاة، لكن ليس من المنصف أن تتحمل تلل القوات وحدها، عبء التعامل مع هؤلاء السجناء. وكشف جيفري وجود «تواصل بنّاء» بصورة يومية مع الروس على الصعيد العسكري بشأن الوضع في سوريا، مضيفاً أنه على الصعيد الدبلوماسي، ربما نتفهم وجهة نظر بعضنا، لكن لم نحرز تقدما يذكر حول رؤية لتسوية الوضع السياسي. وحذر المسؤول الأميركي دمشق وداعميها من شنّ أي هجوم عسكري على إدلب، لافتاً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى فرار ملايين اللاجئين الجدد وانتشار إرهابيين على نطاق واسع النطاق في أنحاء آسيا. واختتم جيفري حديثه بالتأكيد على أن الولايات المتحدة، ورغم قوتها، لا يمكنها إحداث تأثير في سوريا دون دعم المجتمع الدولي، لاسيما الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية، ليس فقط من أجل هزيمة «داعش»، وإنما من أجل التوصل إلى تسوية سياسية دائمة للصراع الدامي المحتدم منذ 8 أعوام.

مشاركة :