مباراة شباب الأهلي والوصل، اليوم، هي آخر الديربيات القوية والمثيرة في مشوار منافسات كأس صاحب السمو رئيس الدولة، يجمع بين فريقين يملكان تاريخاً كبيراً في التتويج بالألقاب والبطولات، ويطمحان في الوصول إلى المباراة النهائية، وإنقاذ موسمهما باللقب الغالي. وبعد أن استمتعت الجماهير بديربي حماسي لم يحسم إلا بركلات الترجيح في الدور ربع النهائي، وكانت فيه الكلمة للفرسان على حساب النصر، يتوقع أن يحفل ديربي دبي في سهرة الليلة بعروض فنية جميلة وحوار كروي قوي، بفضل الإمكانات الكبيرة للفريقين، والرهان الكبير للوصول إلى المحطة النهائية. ويطمح الفهود إلى تكرار الوصول إلى الدور النهائي للعام الثاني على التوالي، بعد أن وصل الموسم الماضي إلى عرس المباراة النهائية، لكنه خسر اللقب أمام العين 1/ 2، حيث يمني النفس بأن يكون لقب الكأس بمثابة طوق النجاة هذا الموسم، حتى يصالح جماهيره بعد النتائج السلبية في دوري الخليج العربي، والخروج من كأس زايد للأندية العربية، بالإضافة إلى الخسارة الثقيلة التي مني بها في دوري أبطال آسيا الأسبوع الماضي. أما فريق شباب الأهلي، فيدخل المباراة بمعنويات عالية وروح انتصارية كبيرة، خاصة وأنه يملك أسبقية معنوية على الوصل بالفوز عليه مرتين في الدوري وكأس الخليج العربي، بالإضافة إلى أن وصوله إلى الدور النهائي لكاس الخليج العربي يحرر اللاعبين من الضغوطات، ويدفعهم لمواصلة البحث عن خوض الأدوار النهائية والاقتراب من منصات التتويج. ويعول شباب الأهلي كثيراً على انتزاع بطاقة التأهل للدور النهائي، حتى يعود من جديد إلى مكانه الطبيعي ضمن دائرة المنافسين على البطولات، بعد مرور موسمين على نشأة الكيان الرياضي الجديد. ويذكر أيضا أن مباراة اليوم، تشهد حواراً خاصاً بين المدرب الأرجنتيني رودولفو اروابارينا وفريقه السابق الوصل، الذي قاده لموسمين، ويملك معلومات كثيرة عن إمكانات لاعبيه، مثلما يعلم لاعبو الوصل الفكر الفني للمدرب وخططه التكتيكية، مما يزيد من حماس المباراة، ويرفع درجة الإثارة للتعرف إلى الفريق الذي سيضرب موعداً مع الدور النهائي لأغلى الكؤوس. رودولفو: الحظوظ متساوية قال رودولفو، مدرب شباب الأهلي: «المباراة مهمة في مسابقة غالية ومهمة، لا تقل أهمية عن الدوري أو كأس الخليج العربي، والمطلوب أن يكون لاعبونا على استعداد تام بدنياً وفنياً، لمواجهة منافس يضم لاعبين مميزين، ولهم طموح كبير في الوصول إلى المباراة النهائية». وعن أهمية الوصول إلى المباراة النهائية والمنافسة على لقب مؤهل للحصول على مقعد في البطولة الآسيوية قال رودولفو: «النقطة المحفزة للفريق أن التأهل للنهائي والفوز باللقب يضمن المشاركة الخارجية في دوري أبطال آسيا، لذلك فإن الفرق الأربعة التي تتنافس في الدور نصف النهائي، تسعى جاهدة للفوز باللقب، وتحقيق هذا الهدف». وأضاف: «حصول شباب الأهلي على بطاقة آسيوية سيكون من دون شك أمراً مهماً، خاصة أن الفريق يملك لاعبين مميزين، وجاهزين للدفاع عن هدفهم بكل قوة في مباراة اليوم». أما فيما يتعلق بأهمية توقيت المباراة على المستوى المعنوي، خاصة أنها تأتى بعد الفوز على النصر في نصف نهائي كأس الخليج العربي، والوصول إلى المباراة النهائية، فقال رودولفو: «جميع المباريات مهمة في هذه الفترة، حيث عمل الفريق خلال فترة توقف الدوري على الجانب البدني، ولعبنا سلسلة من المباريات القوية أمام الشارقة والعين والنصر، واليوم أمامنا لحظات مهمة خلال الموسم لتحقيق شيء مهم للنادي، ولو فزنا ووصلنا إلى النهائي سنكون قد حققنا جزءاً من أهدافنا هذا الموسم». وشدد على أن فريق شباب الأهلي جاهز لتقديم عرض قوي أمام الوصل، متمنياً أن يستمتع الجمهور بأداء الفريق. أما عن حساسية مواجهة فريقه السابق الوصل، ومدى استفادته من معرفة إمكانات فرقة الفهود فقال: «أعرف لاعبي الوصل وهم يعرفونني، وهذا لا يؤثر في المباراة، والحظوظ متساوية 50% لكل فريق، والأمر يتوقف على جاهزية اللاعبين وكيفية دخولهم أجواء اللقاء». وتمنى أن يؤدي شباب الأهلي أفضل من المنافس، وأن يفرض أسلوبه، ويحسم النتيجة لمصلحته، ويحصد بطاقة التأهل إلى الدور النهائي. وكشف رودولفو أن فريقه يستعيد إسماعيل الحمادي الذي أصبح جاهزاً للمشاركة واللعب بعد تعافيه من الإصابة، بينما يعد سالمين خميس اللاعب الوحيد من العناصر المؤثرة في صفوف الفريق الذي لا يزال خارج الحسابات. ريجيكامب: النهائي هدفنا اعترف الروماني لورينت ريجيكامب، مدرب الوصل، بصعوبة المواجهة مع شباب الأهلي في نصف نهائي كأس رئيس الدولة، نظراً لمكانة وقيمة الفريقين، وباعتبار المباريات بينهما بمثابة «ديربي» يحظي بكثير من الاهتمام والإثارة، علاوة على أن المنافس يضم بين صفوفه مجموعة من اللاعبين أصحاب المستويات العالية، مؤكداً أن «الإمبراطور» سيخوض هذه المباراة بغرض تحقيق الفوز، والتأهل إلى المباراة النهائية، متمنياً أن يقدم اللاعبون أفضل ما لديهم، وينجحوا في تحقيق هدفهم. وأشار ريجيكامب إلى أن مباريات الكأس مختلفة عن أي بطولة أخرى، حيث إن كل مباراة فيها بمثابة نهائي، لأن الخاسر يخرج مباشرة من البطولة، وبالتالي فإن الفريقين سيقاتلان في الملعب من أجل الفوز، مشيراً إلى أن الفريق الأكثر تركيزاً وتحفيزاً سيفوز بالمباراة ويتأهل إلى النهائي. وعبر مدرب الوصل عن أن تخرج المباراة بشكل ممتع للجماهير، وبرغم أن فريقه عائد من مشاركة قوية أمام الزوراء العراقي، إلا أن هذا لن يحول من دون بذل فريقه أقصى ما لديه، خاصة مع عودة اللاعبين المصابين لتدعيم صفوف الفريق، وقال: «الكل في نادي الوصل يرغب في الفوز والتأهل إلى المباراة النهائية، لذلك طوينا صفحة كل المباريات السابقة، ونصب تركيزنا فقط على مباراة نصف النهائي أمام شباب الأهلي، ونحن كجهاز فني عملنا على تجهيز اللاعبين في التدريبات، ومنحتهم كل المعلومات المتاحة عن الفريق المنافس، جميع اللاعبين لديهم الحافز لنيل شرف المشاركة في المباراة، وتخطيها للواصل إلى النهائي». واعتبر ريجيكامب أن العلاقة الطيبة التي تجمع رودولفوا بنادي الوصل أمر طبيعي، وقال: «على اعتبار أنه مدرب قضى فترة من الوقت في هذا النادي، فإن من الطبيعي أن يحتفظ بالذكريات والعلاقات الطيبة مع الجميع، فهو أدى عمله على خير، من الطبيعي أن يتحدث عنه بالخير بعد رحيله، هذا يحدث لجميع المدربين». وختم ريجيكامب حديثه قائلاً: «نحن كفريق سنبذل كل ما لدينا في أرض الملعب، لذلك أتمنى من الجماهير الوجود بقوة في المدرجات، وأن يدعمونا بشكل أقوى طوال مجريات المباراة، حتى نتمكن من تحقيق هدفنا بالفوز في المباراة والتأهل إلى النهائي». فهد خميس: الحسم في الوقت الأصلي أكد فهد خميس نجم الوصل ومنتخبنا الوطني السابق أن الحظوظ متساوية بين فريقي «الإمبراطور» وشباب الأهلي خلال مواجهتهما في نصف نهائي كأس رئيس الدولة الليلة، بغض النظر عن نتائجهما السابقة، وأن كل فريق لديه حظوظه ودوافعه لتخطي هذه العقبة والتأهل إلى المباراة النهائية للبطولة الغالية، مشيراً إلى توقعاته أن يقدم الفريقان مباراة ممتعة على أن تحسم نتيجتها في وقتها الأصلي دون اللجوء إلى أوقات إضافية. وأوضح خميس أن شباب الأهلي تأهل إلى نهائي بطولة كأس الخليج العربي، ولديه معنويات عالية، ودوافع لمواصلة نفس المسيرة والإنجاز في بطولة كأس رئيس الدولة، ويقدم مستويات طيبة منذ تولي الأرجنتيني رودلفو أروابارينا مهمة مسؤولية تدريب الفريق، وهو المدرب الذي يمتلك خبرة الوصول إلى نهائيات هذين الكأسين من قبل لكن مع الوصل، ويهمه أن يحقق نفس الإنجاز أو أفضل منه مع شباب الأهلي. وأضاف: «الوصل يمر بنفس الظروف تقريباً، بعد تحسن نتائجه منذ تولي مدربه الروماني لورينت ريجيكامب مهمة مسؤولية الفريق، وقدم مستويات طيبة في دوري الخليج العربي وحقق نتائج إيجابية متتالية، وقدم مستويات طيبة في مشاركاته الخارجية سواء ببطولة كأس زايد للأندية الأبطال، التي خرج منها بصعوبة أمام الأهلي السعودي، أو بطولة دوري أبطال آسيا التي حقق فيها فوزاً وخسارة، ويهمه المحافظة على آمال في المنافسة على اللقب الأقرب له هذا الموسم، وهو كأس رئيس الدولة، مع الوضع في الاعتبار أن ريجيكامب يمتلك خبرة هذه البطولة حيث فاز بلقبها مع الوحدة سابقاً. وأشار إلى أنه لو كانت هناك أفضلية نسبية «نظرياً» تكون لمصلحة الوصل الذي فكر بشكل «منطقي» في مواجهاته السابقة، وفضل عدم المجازفة بلاعبيه، وادخارهم لمواجهة نصف نهائي الكأس، وهو ما سيضمن له خوض المباراة بالقوة الضاربة في ظل اكتمال صفوفه، ولكن هذا لن يحول في نفس الوقت دون أن يمتلك شباب الأهلي أيضاً حظوظاً قوية، ويسعى للفوز بلقب على الأقل خلال هذا الموسم.
مشاركة :