لم تكن موهبته وليدة الصدفة، بل إنه فنان بالفترة، شجعه على ذلك أسرته التي اكتشفت ميوله للرسم منذ نعومة أظافره، لم يعبأ والداه بما يقوم به من الرسم على جدران المنزل وعلى بعض الأثاث، بل كانا يحفزانه على ذلك ويشجعانه بشراء بعض ألواح وأدوات الرسم البسيطة التي تعين ذلك الطفل في وقتها أن ينمي تلك الموهبة.لم يكتف «محمد البري» بموهبته، بل قرر أن ينمي تلك الموهبة، فالتحق بكلية الفنون الجميلة، جامعة المنيا، وكان من أوائل الطلبة على مستوى الجامعة، وشارك في الكثير من المسابقات، وحصد عددا كبيرا من الجوائز والأوسمة، منها: الميدالية الفضية في أسبوع شباب الجامعات، والأول في تصميم شعار «جامعة سيناء».. وعلى المستوى الخارجي، حصل على جائزة أفضل تصميم شارة المتطابقات لدول الاتحاد الخليجي، وهي أفضل جائزة لأنها على مستوى العالم العربي، حتى تخرج وتم تعيينه على الفور لما لا وهو من أوائل الخريجين، ولم يكتف بذلك واستسلم للروتين اليومي، بل واصل مسيرته في التفوق والنجاح حتى حصل على الماجستير، وهو الآن في طريقة للحصول على الدكتوراه.وأما عن عمله، فيقول «تم تعييني بوظيفة إخصائي فنون تشكيلية بمكتبة عزبة أولاد علام بالدقي، مع كل مناسبة يتم عمل مسابقة للأطفال في كيفية تصميم لوحات تشكيلية، ويتم تقديم الجوائز من الهيئة العامة لقصور الثقافة في بعض الأحيان».وتابع، نحن نعمل في منطقة شعبية نحاول جذب الأطفال لكي يتم تدريبهم على قراءة القصص المفيدة وتعليمهم على الكمبيوتر، للارتقاء بمستوى الأطفال، مضيفًا أن الفن بصوره المختلفة ينبذ العنف والتطرف ويربى جيلا قادر على التعايش بمحبة وسلام، ولكن ليس لدينا موارد لاستقطاب أعداد أكبر من الأطفال، فمعظم ما نقدمه من جوائز تكون بمجهوداتنا الذاتية.وفي الختام يأمل «البري» من كل مسئول مد يد العون إلى تلك الأحياء المعدومة والنظر إليها، بالفعل يوجد بها مواهب كثيرة، تندثر بسبب الإهمال والفقر والجهل الذي تغرق فيه تلك المناطق.
مشاركة :