أكدت المستشار القانوني للاتحاد الأفريقي السفيرة نميرة نجم، أن ملتقى الشباب العربي الأفريقي الذي تستضيفه مدينة أسوان اليوم، السبت، وعلى مدى 3 أيام مهم للغاية للتقريب بين شباب القارة والتعرف على الثقافات المختلفة، مشيرة إلى أن هذه الملتقيات تؤتي ثمارها في تبادل الأفكار التنموية والمشروعات المختلفة التي يمكن أن تجلب للشباب دخلا كافيا بتكاليف محدودة. وقالت "نجم" إن هذه الملتقيات تفتح الأفاق ورحاب الأفكار للشباب وتسهم في إبعادهم عن التطرف والعنف وتساعدهم على المساهمة في تنمية بلدانهم وتحقيق طموحاتهم داخل القارة، كما أنها تولد لهم آمالًا كبيرة، وتخرجهم من دوائر اليأس التي تدفع الكثير منهم للجوء للهجرة غير الشرعية غير مبالين بتعريض حياتهم للخطر. وأضافت مستشار الاتحاد الأفريقي - التي تشارك في فعاليات الملتقى ممثلة عن الاتحاد - أن عقد مثل هذه الملتقيات بشكل متواصل ودوري يضمن نجاحها، وأيضا التأكد من تناولها لموضوعات تهم الشباب تدخل فيها مبادرات وأفكار تتواكب مع زمنهم وتطوره السريع، مشددة على ضرورة أن تكون هذه المتلقيات الشبابية منصات حوارية تأتي بأفكار يمكن أن يستفيد منها الشباب في حياتهم العملية.وأشارت إلى أن التحضير جزء أساسي من إنجاح هذه المنصات عن طريق الاستعانة بشخصيات يمكن أن تلهم الشباب بمشاركة تجاربها وإشراك الشباب ذاتهم في تفعيل الأفكار التي يمكن أن تخرج عن هذه المنتديات لتنفيذها وعرض قصص النجاح المتولدة عنها في الفعاليات المتعاقبة، لما في ذلك من ضمان استمرار الاندماج في هذه الفعاليات من قبل شباب القارة، إلى جانب ضرورة تغطيتها إعلاميًا وليس محليا فقط ولكن باللغات المحلية للدول الأفريقية لتصل إلى أكبر عدد من شباب القارة للتعرف عليها والاستفادة منها.وعن دور الاتحاد الأفريقي في دعم هذه الملتقيات التي تخاطب الشباب، قالت "نجم" إن الاتحاد يتعاون عن طريق إدارة متخصصة للشباب في الإعداد لهذه الفعاليات حال دعوتها لذلك من قبل الدول المنظمة، كما أن الإدارة ذاتها لديها العديد من البرامج التي تشرف عليها؛ من أجل دفع شباب القارة للانخراط في مبادرات مختلفة، ومنها التدريب على إنشاء أعمال صغيرة وإدارتها وبرنامج للشباب المتطوع للعمل لمدة عام في إطار الاتحاد الأفريقي وغيرها، وذلك إيمانا من الاتحاد وقادته بأهمية الاستثمار في الشباب، خاصة أنهم يمثلون أغلب سكان القارة ومن المهم الارتقاء بمستواهم وكفاءاتهم لتحقيق البناء والتنمية داخل أفريقيا.وحول دور ملتقى أسوان في التقريب بين الشباب العربي والأفريقي، أوضحت نميرة نجم أنه بلا شك يسهم فى التقريب بينهما، إذ إن شباب القارة الأفريقية ينتمي له شمال أفريقيا المتحدث باللغة العربية، ومن ثم هذا الحوار سيؤتي ثماره بتعرف شباب الشمال بباقي المناطق في القارة والعكس، كما سيسهم في تعريف كل منهم بأن الاختلاف في المناطق الجغرافية لا يؤدي فعليا للاختلاف في الأعراف.ولفتت الانتباه إلى أن الشباب العربي والأفريقي، سيجد ما يقربهم أكثر مما يفرقهم، فضلًا عن خلق صداقات حقيقية بين الشعوب مما سيغير من نظرتهم لبعضهم البعض، كما أنه سيتيح تبادل الزيارات بينهما سواء للسياحة أو لتبادل الخبرات حول إدارة الأعمال أو للشراكة في مشروعات صغيرة وهو المطلوب لتحقيق تنمية في القارة.وعن تفعيل دور الشباب الأفريقي لجعل القارة جاذبة وليست طاردة للسكان، قالت المستشار القانوني للاتحاد الأفريقي إن الأمر يبدأ من حكومات القارة، عن طريق توفير تعليم جيد وتفكير منطقي، باعتباره الركيزة الأولى التي يجب أن تركز عليها الحكومات في توظيف شبابها في برامج محو الأمية في كل ربوع القارة، إضافة إلى دراسة الأفكار الابتكارية لعمل مشروعات صغيرة من البيئة المحيطة بتكاليف زهيدة يمكن أن تعود ثمارها لتحسين معيشتهم، إلى جانب استخدام برامج التواصل الاجتماعي للوقوف على تجارب من سبقونا في التنمية وكيف حققوا ذلك ومحاولة محاكاته داخل محيطهم.وشددت علي ضرورة أن يعي الشباب أن الطريق يعتبر طويلًا وليس سهلًا، موضحة أن الشعوب الأخرى لم تتقدم بدون بذل أجيال كاملة منها الجهد الكافي والتضحية لتحقيق التنمية، والمعيشة في رفاهية، وهو في النهاية ما يجب أن نصبو إليه فى قارتنا.
مشاركة :