تصنيع الأجهزة أكبر تحدٍ واجهنا بسبب تخوّف المصنّعين من المخاطرة الآلة سهلة الاستخدام ومتاحة للجميع حتى الأطفال نعمل على تطوير الجهاز بأفكار وتصاميم جديدة لتوسيع قاعدة العملاء قادهُ شغفهُ بريادة الأعمال وحب الابتكار والإبداع إلى التفكير في تأسيس مشروع مختلف، فكان اهتمامه بالبحث عن فكرة مستقبلية من خلال مفهوم الثورة الصناعية الرابعة، لتقديم منتج ذي قيمة ابتكارية، فكان مشروعه المختلف والوحيد بالمنطقة، وهو “جهاز طباعة ثلاثية الأبعاد للعطور”، باسم “نوتا نوتا” تتلخص مهمته في خلط وتركيب العطور ذاتياً وتبادلها مع الآخرين عبر تطبيق على الإنترنت. في المساحة التالية يشرح لنا رائد الأعمال الشاب عبد الله باهبري مشروعه “نوتا نوتا” بتفصيل أكثر. حوار: جمال إدريس *مَن هو عبد الله باهبري؟ – تخرجتُ في جامعة الملك سعود كمهندس كهربائي عام ٢٠٠٨م؛ لكن كان لدي شغف بريادة الأعمال قبل تخرجي، فالتحقت بزمالة ريادة الأعمال في جامعة الملك سعود قبل أشهر من تخرجي، وهناك تأسست لدي طريقة تفكير ريادية في عالم الأعمال. *أشرح لنا فكرة “نوتا نوتا”، هل هي مجرد آلة لخلط العطور أم هو تطبيق في الأساس؟ – “نوتا نوتا” عبارة عن ثلاثة أركان تصنع مجتمعة تجربة عطرية عصرية فريدة. لنبدأ بالآلة؛ فآلة “نوتا نوتا” هي أول “طابعة” لإنتاج العطور، وهي آلة تسمح لمستخدمها إنتاج عطر في أقل من دقيقة بشكل سهل وسلس. الركن الثاني هو ما نسميه “التولا” وهي عبارة عن “خراطيش” تحتوي على المواد العطرية مثل العود، العنبر، المسك، الجلد، الورد الطائفي، وغيرها. ولدينا الآن”١٥ تولا” متوفرة لعملائنا. الركن الأخير هو التطبيق الذي يُمكِّن عملاءنا من التحكم بالآلة باختيار العطر الذي يودون “طباعته” من خلال قائمة من العطور المتوفرة على التطبيق، أو القيام بتصميم عطرهم الخاص وإعطاء الأمر للآلة بتحضيره. *كيف تعمل آلة “نوتا نوتا”، وما هي أنواع العطور التي تصنعها، وما هو مصدر تلك العطور؟ – ببساطة يعطي الأمر للآلة بتحضير العطر، حينها سوف تتأكد الآلة من وجود عبوة العطر (التي يتم فيها مزج المنتج النهائي)، وتبدأ في تحضير العطر، إن كانت هناك إحدى التولات غير موجودة في الآلة؛ فإن الآلة سوف ترسل للمستخدم تنبيه عبر التطبيق لإضافة التولا الناقصة، وخلال ثوانٍ معدودة يكون العطر جاهزاً. العطور في “نوتا نوتا” عبارة عن خليط عطري تم تصميمه خصيصاً لتجربة “نوتا نوتا”؛ حيث عملنا على توفير مواد قابلة للخلط بشكل سلس من قبل غير المختصين. لدينا الآن”١٥ تولا” مقسمة على”8 عوائل عطرية”؛ كعائلة الأخشاب والتي تحتوي على العود والصندل والباتشولي، وعائلة الورود التي تحتوي على الياسمين والورد الطائفي والمغنوليا، وعائلة الحلويات وتحتوي على الفانيلا، والعائلة الخضراء وتحتوي على فطريات الغابة، وعائلة المشتقات الحيوانية وتحتوي على الجلد والمسك والعنبر، وعائلة الفواكه وتحتوي على التوت، وعائلة التوابل وتحتوي على الزعفران، والعائلة الوصفية وتحتوي على الشاطئ، وعائلة الحمضيات وتحتوي على البيرغموت. *متى وكيف جاءتك فكرة المشروع، وهل يوجد مشروع مماثل له بالمملكة؟ – جاءت فكرة المشروع من اهتمامي بالثورة الصناعية الرابعة، وكنت ابحث عن فكرة مستقبلية أستطيع من خلالها تقديم منتج ذي قيمة ابتكارية، وكما تعلمون فإن الطباعة ثلاثية الأبعاد هي جزء من مفهوم الثورة الصناعية الرابعة، في ظل هذا الاهتمام والتفكير، قابلت بالصدفة خبيراً في عالم العطور، وكان يحدثني عن صناعة العطور، وفي اليوم التالي وأنا استرجع حديثي مع الخبير جاءني الالهام بأن أقدم للعالم “جهاز طباعة ثلاثية الأبعاد للعطور”، ومن هنا انطلقت الفكرة. لا يوجد في العالم حتى الآن أي آلة مثل “نوتا نوتا” تقدم تجربة عطرية عصرية فريدة تستطيع من خلالها ارسال عطورك للآخرين عبر الإنترنت، وأقرب آلة مماثلة لـ”نوتا نوتا” هو منتج تستطيع من خلاله تعطير الغرف (فواحة) من خلال مجموعة كبسولات. *هل وجَدَت الفكرة رواجاً بين المتلقين، وكيف تغلبوا على صعوبة استخدامها؟ – الفكرة وجدت سوقها بين الفنانين والمصممين الذيّن وجدوا في “نوتا نوتا” وسيلة جديدة في للتعبير عن أنفسهم والاستمتاع بتصميم شيء جديد، بالنسبة لتجربة المستخدم، كان هدفنا من اليوم الأول هو تبسيط عملية الاستخدام قدر الإمكان، سواءً أكان في الآلة (الآلة لا يوجد فيها إلا زر واحد على الرغم من تعقيد العمليات)، أو في التطبيق الذي طورناه لتكون عملية تصميم العطور سهلة ومباشرة، وحينما أشاهد أطفال يقومون باستخدام الآلة بكل سهولة أشعر أننا حققنا هذا الهدف. *كيف يمكن شراء الآلة، وكم تبلغ تكلفتها بالكامل حتى مرحلة تجهيز العطور؟ – الآلة متوفرة عبر مجموعة من معارض الموضة والأزياء في المملكة، مثل بابيون في الرياض، رباعيات في جدة، ومركز إثراء في الظهران. كما أن الجهاز متوفر في معرض “سيلفردجز” في لندن و”برينتهوم” في باريس. أما بالنسبة لتكلفة المجموعة كاملة “آلة و12 تولا و42 علبة” فتبلغ ٣٣٦٠ ريالاً. *هل المشروع قابل للتطوير والتوسع، وما هي خططك لذلك؟ – نعم، “نوتا نوتا” بما تُقدِّم اليوم فهذا أول جهاز لها، وننوي تقديم أجهزة أخرى بتصاميم ومميزات مختلفة، لدينا أيضاً تصور على مجموعة كبيرة من الاكسسوارات التي ننوي تقديمها. والتطبيق أيضاً فيه العديد من الأفكار التي ننوي تطبيقها والتي ستساعدنا على الدخول على شرائح عملاء أكبر. *ما هي العقبات والصعوبات التي واجهتك كرائد أعمال، وكيف تغلبت عليها؟ – بالنسبة لنا كانت أكبر عقبة أن نجد مصنِّعين مناسبين لنا، ونستطيع أن نقنعهم برؤيتنا لـ”نوتا نوتا”. مشكلة ريادة الأعمال في الجوانب التصنيعية هو أن المصنِّعين لا يفضلون أخذ مخاطرة على طلبيات صغيرة الحجم غير واضحة النمو، وتغلبنا على ذلك بالتواصل المستمر والبحث والإقناع إلى أن بنينا شبكة من المصنِّعين الذيّن قرروا أن يخوضوا معنا التجربة. *”نوتا نوتا” تحقق انتشاراً في وسائط التواصل الاجتماعي أكثر من وجودها في السوق؟ – لا أعتقد ذلك؛ نحن لا نهتم كثيراً في هذه المرحلة بانتشار المفهوم بشكل واسع، لدينا شريحة عملاء محددة نستهدفهم بشكل مباشر ومن خلال القنوات المناسبة، ونعتقد أن لدينا مفهوم قابل للانتشار؛ لكن سوف نستهدف عمل ذلك في الوقت المناسب. الحصول على الرابط المختصر
مشاركة :