يعاني الكثير من الأشخاص من الارتجاع الحمضي من وقت لآخر والذي يحدث نتيجة لتدفق حمض المعدة راجعاً إلى الأنبوبة التي تصل الفم بالمعدة والتي تعرف بالمريء مما يؤدي في كثير من الأحيان لتهيج بطانة المريء. من أهم الأعراض الشائعة والتي تنجم عن هذا الارتجاع هو الشعور بحرقان (حرقة المعدة Heart Burn -) وألم في الصدر والذي عادتاً يحدث بعد تناول الطعام وقد يزداد سوءاً ليلاً؛ في حال صاحب ذلك الألم ضيق في التنفس، ألم في الفك، أو الذراع فيجب زيارة الطبيب فوراً إذ من الممكن أ ن تكون تلك أعراض الإصابة بأزمة قلبية.من أعراض ارتجاع المريء صعوبة البلع وارتجاع الطعام أو سائل حامض أو حتى الإحساس بوجود كتلة في الحلق، كما يؤثر هذا الارتجاع في بعض الأحيان على الجهاز التنفسي مما يؤدي إلى السعال المزمن، التهاب الحلق والحنجرة أو ظهور علامات للربو أو حتى تفاقمها وقد يؤدي لاضطرابات في النوم.ومن الأسباب التي تؤدي الى حدوث الارتجاع المعدي المريء هو وجود ارتخاء في العضلة العاصرة السفلية للمريء (cardiac sphincter) والتي تحول دون رجوع أحماض المعدة إلى المريء في الوضع الطبيعي. كذلك بعض العوامل التي تساهم في تفاقم المشكلة ومن أهمها السمنة، الفتق الحجاب الحاجر، الحمل، وافراغ المعدة المتأخر، كذلك التدخين وتناول وجبات كبيره ومليئة بالدهون وتناول الأطعمة المقلية وخصوصا في وقت متأخر من الليل، كما يؤدي تناول المشروبات الكحولية والقهوة وبعض الأدوية لتهيج المعدة وزيادة افرازها للأحماض وبالتالي حدوث الارتجاع.يمكن السيطرة على تلك الأعراض عن طريق التحسين من نمط الحياة والمحافظة على الوزن المثالي عن طريق اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بشكل منتظم والإقلاع عن التدخين، كذلك رفع مقدمة السرير عند محاولة النوم بوضع كتلة خشبية أو اسمنتية تحت أقدام السرير لتصبح نهاية السرير من ناحية الرأس مرفوعة بحوالي ٦ إلى ٩ بوصات، كذلك تجنب الاستلقاء مباشرةً بعد تناول الطعام حيث يجب الانتظار على الأقل ثلاث ساعات قبل ان تستلقي لتنام. تناول الطعام ببطء ومضغه جيداً قبل البلع كذلك تجنب تناول الأطعمة والمشروبات التي تسبب حرقة المعدة لتخفف من الإصابة بالارتجاع.كما يمكن استخدام مضادات الاحماض والتي ممكن صرفها من دون الحاجة لوصفة طبية للتقليل من الأعراض ولكن يجب عدم الإكثار في تناولها وذلك تجنباً لحدوث بعض الآثار الجانبية مثل الإسهال وفي بعض الأحيان مشاكل الكلى.في حال تفاقم المشكلة وتكرارها فيجب زيارة الطبيب وذلك للقيام بالتحاليل والفحوصات المطلوبة لتقرير العلاج اللازم والذي يبدأ بالعلاج الدوائي وصولاً للعلاج الجراحي عند الحاجة، وذلك لأن استمرار الإصابة بارتجاع الأحماض يؤدي للإصابة بالتهاب المريء المزمن وبالتالي يؤدي للإصابة بمضاعفات والتي من أهمها تضيق المريء الناتج عن تكون نسيج متندب في أسفل المريء نتيجة لحمض المعدة وبالتالي حدوث تضيق في المسار الذي يمر منه الطعام مؤدياً لحدوث مشاكل في البلع. كذلك تكرار حدوث ارتجاع احماض المعدة للمريء يؤدي الي ان يصبح النسيج الموجود في أسفل المريء بالياً وبالتالي حدوث القرح في المريء والتي قد تصبح قرحةً مفتوحة والتي من الممكن أن تنزف مسببه شعوراً بالألم وزيادة الصعوبة بالبلع. كما من ممكن ان يؤدي الالتهاب المزمن للمريء الى حدوث تغيرات محتملة السرطنة في المريء (Barrett’s Disease) والذي يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء، لذلك الوقاية خير من العلاج.
مشاركة :