قال هشام النجار الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بالأهرام، إن من أهداف زيارة الرئيس الإيرانى حسن روحانى للعراق، تحدى العقوبات الأمريكية ومحاولة الترويج بأن العراق يدعمه فى مواجهة هذه العقوبات، وهذا عكسه طول أمد الزيارة وطبيعة الوفود المصاحبة لروحانى وطبيعة الاتفاقيات الموقعة أثناء الزيارة، وكلها تجارية واقتصادية بما ينطوى على مسعى صريح من طهران لجعل نفوذها فى الداخل العراقى أداة لتوريط العراق فى مواجهة مع الولايات المتحدة بصحبة إيران، التى ترغب فى ألا تكون وحيدة فى صراع العقوبات الاقتصادية مع الولايات المتحدة، وتحرص على أن تشرك معها عواصم عربية تتمتع فيها بنفوذ سياسى واسع، وفى مقدمتها بغداد.وتابع: إذا تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران وتولى الحرس الثورى الإيرانى بالكامل الملف وحرك ميليشياته لضرب المصالح الأمريكية بالعراق واستهداف الحضور العسكرى الأمريكى هناك كإجراء أخير ردًا على العقوبات ويأسًا من عدم القدرة على توظيف العراق للالتفاف على هذه العقوبات، كون العراق المتنفس الوحيد لطهران الآن، فهذا ما تنتظره واشنطن للقيام بخطوة عزل إيران بالكامل عن العراق عبر غلق الحدود والأجواء بين البلدين، ما يعنى إنهاء أى شكل من أشكال التعاون العراقى الإيرانى وإنهاء النفوذ الإيرانى بالكامل فى العراق وانفراد واشنطن بالساحة العراقية، ولذا فإن زيارة روحانى هدفها أيضا قطع الطريق أمام خيار قاسم سليمانى قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى المنافس لتيار روحاني، والذى من شأنه جر الولايات المتحدة ودفعها لاتخاذ الإجراء الأكثر صرامة وحرمانها بالكلية من الساحة العراقية».وبدوره، قال مصطفى كمال، الباحث المساعد بوحدة الدراسات الأمنية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة روحانى هدفها استغلال العراق لكسر العقوبات الأمريكية على إيران وتنفيذ اتفاقية الجزائر عام ١٩٧٥ حول ترسيم الحدود بين البلدين.وأضاف، أن العراق لا يملك اليوم إلا أن يقف على الحياد فى الصراع بين طهران وواشنطن، ودعا إلى عقد مؤتمر اقتصادى عربى لإعادة أعمار العراق.وفى السياق ذاته، قال هشام البقلي، الباحث فى الشأن الإيرانى، إن طهران وواشنطن حولتا العراق إلى ساحة للصراع بينهما، فأمريكا تتحكم عسكريا فى العراق وإيران تتحكم اقتصاديا.وأضاف، إذا كان العراق يريد الخروج من النفق المظلم عليه، أن يطلب ذلك من أشقائه فى مجلس التعاون الخليجي، فالعرب حاولوا خلال الفترة الماضية التقارب مع العراق».وبدوره، قال محمود كمال، الباحث المصرى المتخصص فى شئون الإرهاب ونائب رئيس الجمعية العربية للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، إن زيارة روحانى لبغداد هى رسالة لأمريكا تحاول من خلالها الترويج أن العراق تحت السيطرة الإيرانية وليس الأمريكية، وإن طهران لها قوة وتأثير رغم كل العقوبات الأمريكية عليها.وشدد على أن إيران تسعى لإشعال صراع مذهبى فى العراق وهو الخطر الأكبر على العراق، وأشار إلى أن لقاء روحانى بالسيستانى هو محاولة لاستمالة شيعة العراق الذين خسرتهم إيران نتيجة إدراكهم تدخلات طهران السافرة فى العراق، مطالبا بزيادة الاستثمارات العربية فى العراق.أما أسامة الهتيمي، الباحث فى الشأن الإيرانى، فأكد أن زيارة روحانى إلى العراق فى هذا التوقيت هى زيارة الضرورة نظرا لما تشهده بلاده من أزمة اقتصادية، وسعى من خلال هذه الزيارة إلى توقيع أكبر عدد ممكن من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية التى تنعش الاقتصاد الإيرانى وتخفف من حدة العقوبات الأمريكية ومن ثم الاحتقان الشعبي.ومن جانبه، قال أحمد العناني، الباحث المتخصص فى الشأن الدولي، إن روحانى سعى من خلال زيارة العراق لإظهار دعم أكبر للميليشيات الشيعية العراقية الموالية لطهران، وعلى رأسها الحشد الشعبي، بجانب محاولته مواجهة العقوبات الأمريكية.وأضاف، أن المطلوب من العرب هو إقامة مشاريع عملاقة تساعد العراق على الاعتماد على نفسه والاكتفاء الذاتى من الطاقة والكهرباء والغاز الطبيعى، التى يستوردها من إيران.وأخيرا، قال الدكتور محمد جاد الزغبي، الباحث فى الفكر الإسلامي، إن إدارة ترامب وجهت لإيران ضربة قوية بإعادة فرض العقوبات ومنع استيراد النفط الإيرانى وتهديد المتعاملين مع طهران بفرض عقوبات عليهم إذا استمروا فى التعامل التجارى معها.وأضاف: الضربة مزدوجة لكونها ضربة اقتصادية ثقيلة، نظرا لأن إيران تعتمد بشكل رئيسى على تصدير النفط، ولتوقيتها، حيث جاء تشديد العقوبات بينما يئن الاقتصاد الإيرانى بشدة بعد أن أرهقته مغامرات إيران الخارجية ودعمها للإرهاب فى المنطقة ميزانية النظام.
مشاركة :