أصدرت الداخلية البلجيكية، اليوم السبت، تكليفات لرجال شرطتها، مطالبة إياهم باليقظة الشديدة، وتشديد الإجراءات الأمنية بالقرب من المساجد الموجودة بالبلاد، تحسبًا لمواجهة أي أعمال إرهابية ضد المسلمين المقيمين هناك. وقالت المتحدثة باسم شرطة منطقة بروكسل إلس فان دي كير، إن هناك حاجة إلى اليقظة الشديدة والاهتمام الخاص تجاه أمن المساجد، مشيرة إلى أنه في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها المساجد في نيوزيلندا أمس الجمعة، قررت شرطة بروكسل (العاصمة البلجيكية)، اتخاذ خطوات؛ لتحسين حماية أماكن عبادة المسلمين، فيما اتخذت مختلف المدن البلجيكية الأخرى تدابير أمنية خاصة حول المساجد تحسبًا لأي طارئ، وفق وزارة الداخلية البلجيكية. وتأتي هذه الإجراءات في أعقاب «المجزرة» التي ارتكبها متطرف استرالي ضد المصلين المسالمين، حين قام بإطلاق النار عشوائيًا على المصلين داخل مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النوزيلندية؛ ما أدى إلى مقتل 49 شخصًا وإصابة العشرات. وهو الحادث الذي اعتبرته رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن «أحلك يوم» في تاريخ هذا البلد الواقع في جنوب المحيط الهادئ، وكان يعدّ آمناً، قبل أسوأ اعتداء يستهدف مسلمين في بلدٍ غربي، صنّفته رئيسة الوزراء مباشرةً بأنه «إرهابي». وأثار هذا الاعتداء الإرهابي سلسلة ردود فعل منددة حول العالم، من البابا فرنسيس والملكة إليزابيث الثانية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وشيخ الأزهر، فيما أعلنت الشرطة البريطانية الجمعة تعزيز الرقابة على المساجد في البلاد بعد اعتداء نيوزيلندا. وفي بلجيكا، ينقسم المسلمون إلى مجموعات عرقية وثقافية وعقائدية، وفي محاولة للتقريب فيما بينهم جميعًا أنشأت الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا لجنة تكفلت بتوحيد الجميع، وللتأكيد على العمل من أجل احترام جميع التيارات، ركزت السلطات في بروكسيل على إعداد دورات تدريبية لإعداد الأئمة والدعاة. وجاءت هذه المبادرة من قبل الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا كجزء من سياسة تهدف إلى إنتاج خطاب جديد لمواجهة الخطابات المتطرفة والسلفية. وقد اختارت الهيئة مسألة تكوين الأئمة بشكل صحيح كخطوة من بين مجموعة من الإجراءات الأخرى. فالعديد من الأئمة حاليًا لا يتقنون اللغة الفرنسية وغير مطلعين على خصوصيات المجتمع البلجيكي، وهو ما لا يساعدهم في الرد على تساؤلات الشباب.
مشاركة :