حسابات معقدة تمنع برلين من إعلان «حزب الله» منظمة إرهابية

  • 3/17/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت صحيفة «بيلد» الألمانية كواليس الخلاف في أروقة حكومة المستشارة أنجيلا ميركل، بشأن إعلان تنظيم حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية. وقالت الصحيفة إن برلين لديها حسابات معقدة تدفعها لعدم اتخاذ خطوات جادة نحو حظر أنشطة التنظيم الإرهابية والجنائية. وكانت بريطانيا أعلنت مؤخرًا حزب الله كيانًا إرهابيًا ومن ثم قررت حظره. كما سارت عدة دول أوروبية أخرى على النهج ذاته من بينها هولندا، بينما لا تزال تقف برلين في منطقة التردد. وقالت الصحيفة :«لطالما شهدت ألمانيا نقاشات داخلية بشأن كيفية التعامل مع حزب الله، وبخاصة أن للأخير هياكل تنظيمية ومالية متشعِّبة في البلاد، ناهيك عن ارتباطه بعمليات إرهابية وأخرى تتعلق بمافيا الجريمة المنظمة هناك». وأضافت: «تتعامل برلين وفق حقيقة مفادها، أن حزب الله هو الذراع الطولية لإيران في لبنان وسوريا». ونقلت الصحيفة عن خبراء وأمنيين، أن طهران تستثمر 700 مليون دولار في المنظمة كل عام لتأمين نفوذها في بيروت، إضافة لما يمتلكه الحزب من مخزون استراتيجي يصل إلى أكثر من 100 ألف صاروخ عابر وأنفاق إرهابية. وكان الاتحاد الأوروبي صنف الذراع العسكرية لحزب الله باعتباره كيانًا إرهابيًا محظورًا منذ عام 2012؛ لكنه ترك الحزب يتمتع بأنشطة سياسية علنية. ويوصي خبراء باتخاذ برلين قرارات حاسمة تجاه المنظمة اللبنانية، خاصة أنها تستخدم ألمانيا كملجأ؛ حيث ينشط نحو 950 من أعضاء حزب الله هناك، حسب معلومات رسمية صادرة عن الاستخبارات الداخلية. وتحافظ تلك الكوادر على هياكل نشطة، ولا تترد في التخطيط لهجمات عابرة للحدود، كما أنها تنشط أيضًا في نطاقات الجريمة المنظمة، لا سيما في تجارة المخدرات. كما يقوم الحزب بتطهير مئات الملايين سنويًا من خلال غسيل الأموال في دول خارجية، بما في ذلك ألمانيا؛ لتصب في النهاية في خزائن المنظمة اللبنانية المثيرة للجدل والمشكلات. وفي الأخير، تفضل برلين، حسب «بيلد»، عدم إعلان حزب الله كتنظيم إرهابي للحفاظ على التواصل السياسي معه فيما يخص الشأن اللبناني الداخلي، كما أنها لا تريد استفزاز طهران بشكل صريح، الأمر الذي يرد عليه مدير معهد السياسة الأمنية بجامعة كيل، الدكتور يواكيم كراوس، بالإشارة إلى أن الحكومة الفيدرالية لابد أن تنظر بجدية في إمكانية تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، إذ أن «قدرة ألمانيا على تحقيق الاستقرار في لبنان محدودة على أي حال، سواء كان ذلك من خلال حظر حزب الله أو بدونه».

مشاركة :