نفذت طائرات التحالف الدولي، أمس، ضربات وغارات مكثفة على مواقع وجود من تبقى من عناصر تنظيم «داعش» في مزارع الباغوز، بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور شرقي سوريا، تزامناً مع قصف صاروخي مكثف من قبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وفق المرصد السوري. وترافقت عمليات القصف مع اشتباكات بين «قسد» وعناصر «داعش»، وسط تقدم جديد ل«قسد» في المنطقة، كما استقدمت الأخيرة تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، في إطار سعيها لحسم المعركة وإجبار من تبقى من التنظيم على الاستسلام، وفق المرصد.وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في بيان، مقتل 32 «داعشياً» من التنظيم المتطرف خلال 24 ساعة، بينهم «أربعة أمراء» من دون أن تحدد مسؤولياتهم، وذلك جراء معارك و«غارات مركزة» نفذها طيران التحالف على مواقع وتحصينات التنظيم.ولاحقاً، أكدت قوات «سوريا الديمقراطية»، أنها تخوض اشتباكات متقطعة ضد «داعش». وقال مدير المركز الإعلامي في قوات «سوريا الديمقراطية» عدنان عفرين: «اندلعت اشتباكات يوم الجمعة (أمس الأول) وما زالت مستمرة». ومن موقع تابع لقوات «سوريا الديمقراطية» داخل الباغوز، شوهد صباح أمس، دخان يتصاعد من الجيب المحاصر، كما كان من الممكن سماع أصوات قصف مدفعي، وتحليق كثيف لطائرات التحالف الدولي. ويأتي ذلك غداة شن «داعش» 3 هجمات انتحارية متزامنة استهدفت تجمعات للخارجين من الباغوز، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، وإصابة 3 من مقاتلي قوات «سوريا الديمقراطية».وقال التحالف الدولي في وقت متأخر، الجمعة، في تغريدة: «داعش» أثبت استهتاراً بالأرواح البشرية ولا يزال يشكل تهديداً عالمياً». وأضاف: «نقف إلى جانب شركائنا في قوات سوريا الديمقراطية التي تحارب من أجل تحرير آخر بقعة تحت سيطرة «داعش».وتستهدف قوات «سوريا الديمقراطية» وطائرات التحالف، مواقع التنظيم ليلاً، فيما تخفف وتيرة قصفها خلال ساعات النهار. ويهدف هذا التكتيك إلى «تخويف» مقاتلي التنظيم من أجل تسليم أنفسهم، ودفع المدنيين للخروج. وأشار عفرين إلى عدم وجود أي «مؤشرات على الاستسلام»، موضحاً أنه «في حال وجود أشخاص يريدون الاستسلام سيتوقف العمل العسكري مرة أخرى».ومنذ مطلع الأسبوع، أحصت قوات «سوريا الديمقراطية» خروج أكثر من 4 آلاف شخص، أغلبيتهم من المقاتلين. وفي الأسابيع الأخيرة، علّقت هذه القوات مراراً، هجومها ضد جيب التنظيم، مما أتاح خروج عشرات الآلاف من الأشخاص، أغلبيتهم من النساء والأطفال من أفراد عائلات المقاتلين، وبينهم عدد كبير من الأجانب. وتم نقل الرجال المشتبه بأنهم من عناصر «داعش» إلى مراكز اعتقال، فيما أرسل الأطفال والنساء إلى مخيمات شمال شرقي البلاد، أبرزها مخيم «الهول».وأفادت اللجنة الدولية للإنقاذ، أمس، أن هذا المخيم الذي يشهد أوضاعاً إنسانية متردية، بات يؤوي أكثر من 69 ألف شخص. وأضافت اللجنة أن 122 شخصاً، معظمهم من الأطفال والرضع، ماتوا وهم في طريقهم إلى المخيم منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، ويرجع ذلك أساساً إلى سوء التغذية الحاد، والالتهاب الرئوي والجفاف والإسهال، وأكدت أنه وصل نحو 3000 شخص إلى المخيم خلال اليومين الماضيين. (وكالات)
مشاركة :