الملك يبدأ زيارة رسمية إلى تركمانستان اليوم

  • 3/17/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت علاقات البحرين وتركمانستان زخما كبيرا في مسار تطورها خلال الشهور القليلة الماضية، وذلك في إطار الاهتمام الذي تبديه الدولتان لتطوير أفق علاقتهما المشتركة، وحرص قيادتي البلدين على الاستفادة من الميزات التنافسية التي تملكها تركمانستان، والرغبة في توسيع أطر التعاون والتنسيق في المجالات المختلفة، لا سيما السياسية والاقتصادية والتجارية، وبما يضمن تحقيق الخير والنفع لكلا الشعبين الصديقين. وتأتي زيارة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى إلى تركمانستان لتطوير هذه العلاقات للوصول بها إلى شراكة استراتيجية في مختلف القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية والسياحية، بعد الزيارة التي قام بها الرئيس قربان قولي بردي محمدوف رئيس جمهورية تركمانستان الصديقة عام 2011، حيث كان جلالة الملك المفدى حفظه الله في مقدمة مستقبلي فخامة رئيس جمهورية تركمانستان خلال هذه الزيارة الأولى من نوعها، وقلده جلالته آنذاك أعلى وسام بحريني، وهو «وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة»، تقديرا لبلاده ودورها الإنساني، وعقد مباحثات رسمية على مستوى عال وتوقيع 5 اتفاقات وبروتوكولات تعاون، منها: اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار بين البلدين، ومذكرة للتفاهم بين وزيري خارجية البلدين بشأن التشاور الثنائي. كما تبرز كلمة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى خلال حفل استقبال رئيس جمهورية تركمانستان في البحرين عام 2011، والتي أكد فيها جلالته أهمية العلاقات المشتركة وضرورة تفعيلها، خاصة أن تركمانستان كانت قد استضافت المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ راشد بن عيسى آل خليفة «الذي أحب تركمانستان وبادلته نفس المحبة» بحسب وصف جلالة العاهل المفدى. وترجع علاقات البحرين بتركمانستان إلى سنوات سابقة للفترة التي سبقت إعلان الاستقلال لتركمانستان التي كانت تتمتع بنظام الحكم الذاتي عن اتحاد الجمهوريات السوفيتية السابق في أكتوبر 1991، حيث كانت البحرين من بين أوائل الدول التي شاركت تركمانستان احتفالاتها بأعيادها الوطنية الخاصة بإعلان استقلالها مطلع تسعينات القرن الماضي، وأرسلت وفدا دبلوماسيا كبيرا آنذاك للمشاركة في هذه الاحتفالات الكبيرة. وبحكم الروابط التاريخية والدينية والحضارية، فضلا عن المصالح الحيوية المشتركة التي تجمعهم، وطبيعة العلاقات الخاصة التي تجمع قادة الدولتين وتجربتهما السياسية، فقد زادت وتيرة وكثافة الاتصالات واللقاءات المتبادلة بين مسؤولي البلدين خلال السنوات القليلة الماضية، حيث شارك الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية، في المؤتمر الدولي الذي عقد في العاصمة عشق آباد في ديسمبر 2015 حول «سياسة الحياد: التعاون الدولي من أجل السلام والأمن والتنمية»، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ20 لحياد جمهورية تركمانستان. كما عقد اجتماع للمشاورات السياسية بين البلدين في أواخر يوليو 2018 بديوان عام وزارة الخارجية البحرينية، وترأسه وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة ونائب وزير الخارجية في تركمانستان، ومهد هذا الاجتماع مزيدا من الأجواء لتطوير وتفعيل العلاقات المشتركة بين البلدين، خاصة أنه حظي باهتمام دبلوماسي وإعلامي كبير، وحضره مسؤولون على مستوى عال، ونوقش خلاله السبل الكفيلة بتطوير العلاقات المشتركة بين البلدين. ولعل التطورات التي تلت هذا الاجتماع المهم تؤكد هذا المعنى، إذ زادت وتيرة التفاعلات الثنائية عقب تسلم رئيسة برلمان جمهورية تركمانستان نسخة من أوراق اعتماد الدكتور إبراهيم يوسف العبدالله كسفير فوق العادة مفوض لمملكة البحرين المعين لدى جمهورية تركمانستان والمقيم في تركيا، وذلك في مطلع سبتمبر من العام 2018، فضلا عن استقبال رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، وكذلك النائب الثاني لرئيسها، سفير جمهورية تركمانستان المعتمد لدى المملكة المقيم في الرياض في منتصف يناير 2019 الماضي ببيت التجار بالمملكة. وقد اكتسبت هذه الاتصالات واللقاءات أهميتها من أنها أكدت اهتمام البحرين الكبير بتنمية علاقاتها ومد شبكة تحالفاتها بدول العالم المختلفة، وسعيها في إطار اتجاهها نحو الشرق إلى توسيع دوائر ومجالات التعاون مع دول آسيا، لا سيما دول وسط آسيا الإسلامية.

مشاركة :