طالب عدد من أصحاب المزارع بمزيد من الحملات التفتيشية وزيادة زيارات مكافحة سوسة النخيل بعد إصابة نخيل بها والأضرار بالمحاصيل، كذلك دعوا إلى إيجاد أساليب أكثر تطوراً ونجاحاً في القضاء على هذه الآفة الخطيرة التي يعاني منها النخيل منذ سنوات طويلة وفي أغلب دول العالم، مؤكدين أن وزارة التغير المناخي والبيئة تبذل جهداً مقدراً في هذا الشأن إلا أن المشكلة ما زالت قائمة، خاصة أن الضرر الاقتصادي الكبير لسوسة النخيل الحمراء يكمن في أن النخلة المصابة خاصة إذا كانت بالغة وإصابتها شديدة وتمت إزالتها فإن محصولها سيفقد نهائيا لأن النخلة الأم تمت إزالتها، وسيكون تعويضها بزراعة فسيلة جديدة ونموها ووصولها إلى بداية سن الإثمار يحتاج لسنوات عدة. ومن جانبه كشف سيف محمد الشرع وكيل الوزارة المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة في وزارة التغير المناخي والبيئة، أن الوزارة لديها فرق تفتيشية ووقائية ومكافحة على كل المزارع المسجلة في الدولة، مؤكداً أن مساحة الأراضي المزروعة بنخيل التمر تشغل في الوقت الحالي نحو ثلثي مساحة الأراضي الزراعية في الدولة، في حين تصل قيمتها الإنتاجية إلى نحو 60% من إجمالي قيمة المنتجات الزراعية، وأنه على المستوى العالمي تُعدُّ دولة الإمارات رابع أكبر مُصدّر للتمور في العالم، حيث تبلغ حصتها نحو 8.5%، بقيمة تزيد على 96 مليون دولار وفقاً لبيانات عام 2015. وأكد سيف الشرع أن مبادرة «نخيلنا» شملت 7755 مزرعة تضم 2 مليون و600 ألف شجرة، وتركز بشكل رئيس على مكافحة سوسة النخيل الحمراء، إضافة إلى مكافحة عدد من الآفات الأخرى، ويعتمد برنامج المكافحة المتكاملة لهذه الآفة الخطرة على استخدام كل الوسائل والتقنيات المتاحة مثل المصائد والعمليات الحقلية الأخرى، وضمن المبادرة يتم استخدام ومتابعة 23000 مصيدة فرمونية أثبتت نجاحاً في مكافحة الآفة، حيث تمت السيطرة عليها ضمن مستويات الحد الاقتصادي الحرج، الذي انعكس إيجابياً على نوعية وكمية وجودة التمور المنتجة. وأفاد الشرع أنه من ضمن التحديات التي تم العمل على التصدي لها في الدولة آفات النخيل بشكل عام، وبشكل خاص سوسة النخيل الحمراء، حيث نؤمن أن مكافحة هذه الآفة تتطلب تعزيز آفاق التعاون بين كل الدول والهيئات الدولية المتخصصة، من حيث تكاملية التشريعات وتبادل الخبرات والتعلم من التجارب وكذلك التعاون في مجال البحوث والدراسات العلمية، لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لمكافحة هذه الآفة التي أصبحت تشكل تهديداً لزراعة النخيل في إقليمنا بشكل خاص والعالم بشكل عام، منوهاً إلى أن دولة الإمارات وعبر سياسة وطنية شاملة ومتكاملة ترتكز على أحدث التقنيات والحلول المبتكرة والمستدامة وأفضل الممارسات، تمكنت من تحويل هذه التحديات إلى فرص نمو واعدة. مشكلات وقال حمدان المنصوري صاحب مزرعة تضم 1500 نخلة، إن سوسة النخيل من الآفات التي تحتاج إلى متابعة مستمرة ومكثفة، وإن وزارة التغير المناخي والبيئة ترسل فريق إحدى الشركات المتخصصة في المكافحة إلى مزرعته كل أسبوعين أو أقل، وتقوم بعمليات المكافحة نظراً لوجود عدد من النخيل لديه تعاني من السوسة الحمراء التي تؤدي إلى وقوع النخلة ونقوم بإحراقها. وطالب المنصوري بضرورة إيجاد طرق أفضل وأسرع في المكافحة وزيادة مرات زيارة المزرعة وتكثيف تلك الزيارات، خاصة أن السوسة تظهر في وقت قياسي وغالباً ما تلتهم النخلة من الداخل. وقال أحمد محمد غريب، لديه مزرعتان بهما 300 نخلة ولديه خبرة 40 سنة: حالياً نقوم بالمكافحة باستمرار وبالتعاون مع الوزارة وتحت إشرافها وهناك فريق من الوزارة يقوم بأخذ عينات من النخل، والمشكلة أصبحت محدودة عن السنوات السابقة وتختلف الأضرار من مزرعة أخرى حسب خبرة المزارع نفسه، وهناك مَزارع تتفشى فيها السوسة بسبب قلة الخبرة والمكافحة وعدم المتابعة. وطالب غريب الوزارة بمدّ المزارعين بمواد المكافحة ومزيد من المتابعة عبر زيارات دورية ومكثفة، خاصة أن هذا الأمر يشكل عبئاً على أصحاب المزارع. ونوّه غريب إلى أن المكافحة الكيماوية تتم عن طريق التخلص من المنطقة المصابة، وتنظيفها من أي مرحلة من تطور هذه الآفة عن طريق رشّها بالمبيدات المناسبة مع مزجها بخليط الطين لحمايتها، وتجنب إحداث أي جروح في النخيل لأنّها تعد أفضل الأماكن التي تضع فيها إناث سوسة النخيل الحمراء بيوضها، لهذا يجب غمرها باستعمال المبيدات الكيميائية التي تعد من الطرق التي تمنع دخول الآفات إلى النخل. ولفت عبد الله محمد عبد الله غاصب، صاحب مزرعة تضم 650 نخلة وينوي زراعة 100 نخلة أخرى، إلى أنه منذ سنوات كان أصحاب المزارع يعانون من عدم وجود دعم كافٍ من الوزارة، أما الفترة الأخيرة فشهدت تعاوناً كبيراً ودعماً متنوعاً من الوزارة، مشيراً إلى أن تطبيق الوزارة الذكي على الهواتف يوفر إمكانية طلب دعم معنوي أو فرق المكافحة أو وضع مصائد لمكافحة الآفات. وأشار عبد الله أنه لمس مؤخراً الاهتمام من قبل الوزارة بأصحاب المزارع عبر الزيارات الدورية ورش المزارع 3 مرات في السنة والتدقيق على الزراعات المختلفة، خاصة أنه يزرع 33 نوعاً من الخضروات التي تحتاج إلى رعاية كبيرة، مرجعاً سبب تفشي الآفات وخاصة سوسة النخيل في بعض المزارع إلى عدم الاهتمام والرعاية من قبل أصحابها. وأفاد جمعة محمد المرر، الذي يمتلك 4 مزارع ولديه 1200 نخلة، أن كل المزارع تعاني من سوسة النخيل ولكن بنسب متفاوتة، وأن الأمر يحتاج إلى متابعة مستمرة ودقيقة وفهم لكل الأمور الزراعية للوقاية من السوسة، مطالباً وزارة التغير المناخي والبيئة بضرورة تكثيف الزيارات التفتيشية. وقال المرر: إن عدد المزارع يعد كبيراً ويحتاج إلى فرق متخصصة بشكل دوري، منوهاً إلى أن الوزارة تحذر من استخدام بعض المبيدات ويتم منعها من الأسواق، ولكن في الوقت نفسه لا يوجد بديل مناسب لها، وهو الأمر الذي يعد إشكالية لأصحاب المزارع. طرق مبتكرة لفت تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إلى أن سوسة النخيل الحمراء التي نشأت في جنوب شرق آسيا وانتشرت بسرعة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، أكثر الآفات خطراً وتدميراً لأشجار النخيل في العالم . الأضرار توجد أضرار مباشرة، فالحشرة التي خرجت من نخلة مصابة لها القدرة على الطيران والتزاوج والوصول إلى فسائل ونخيل جديدة ووضع البيض الذي يفقس معطياً يرقات تحدث نفوقاً وتدميراً شاملاً وموتاً للفسائل والنخيل، والحشرات الكاملة التي توجد داخل النخيل المصاب التي لا تخرج منه تسهم في إحداث الضرر بنسلها مسببة الموت لهذه النخيل. أضرار غير مباشرة، حيث تُسبب الإصابة تعفن الأجزاء المصابة بالنخيل نظراً لنمو الفطريات والبكتيريا، وانجذاب خنافس الثمار إلى النخيل المصاب . تقرير أكدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في آخر تقاريرها أن احتواء سوسة النخيل الحمراء، ومكافحتها والقضاء عليها أمر ممكن، وأن جزءاً من الحل يكمن في نظم المعلومات الجغرافية التي تجمع البيانات من الأشجار الموبوءة لإدارة عمليات مكافحة الآفات بشكل أفضل، وأنه يتم حالياً إجراء الأبحاث لتطوير إجراءات طبيعية للسيطرة على الآفة، وتشمل الحلول المبتكرة الأخرى الكلاب التي يمكن أن تشم الآفة، وكشف الآفة عن طريق التصوير الحراري والميكروفونات عالية الحساسية التي يمكن أن تسمع اليرقات وهي تتغذى داخل شجرة النخيل.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :