الإعلام الغربي: حلم «المونديال المنفرد» يتبخر

  • 3/17/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت العوائق السياسية واللوجستية مصدر قلق دائم للعاملين على تنظيم بطولة كأس العالم في قطر، الذين يخططون سراً لمقاومة محاولات الفيفا لتوسيع كأس العالم 2022 إلى 48 منتخباً وإجبار النظام القطري على مشاركة تنظيم المونديال المشبوه مع دولة أخرى في الخليج العربي، وفقاً لمصدر مقرب من المحادثات. وذكرت وسائل إعلام غربية وشبكة «أيه بي إس سي بي إن» الآسيوية، أن رئيس الفيفا جياني إنفانتينو حصل على الدعم من المجلس الحاكم للهيئة الحاكمة يوم الجمعة لمتابعة مهمته لتوسيع بطولة 2022 من 32 إلى 48 فريقاً، مما يتطلب ملعبين إضافيين على الأقل في بلد إضافي واحد على الأقل. ومع اقتراب قرار الفيفا بإشراك دول خليجية في تنظيم المونديال، تفقد قطر رسمياً صفة الدولة المنظمة للبطولة بشكل فردي، بجانب اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم أن الدوحة غير قادرة على استيعاب بطولة كبرى موسعة، وهو حل يجده الاتحاد الدولي للهرب ولو جزئياً من الانتقادات التي تلاحقه منذ منح قطر تنظيم المونديال في عام 2010. وأمام الفيفا وقطر حتى يونيو لطرح اقتراح مشترك لتقديمه، لكن الوضع غارق في التعقيدات بسبب المقاطعة العربية، وهو التوتر الذي تم تسليط الضوء عليه في تقرير نظر فيه المجلس يوم الجمعة. وخلال هذه المرحلة المقبلة من عملية التشاور، يخطط منظمو كأس العالم في الدوحة لتسليط الضوء على القضايا التي لا يمكن التغلب عليها، والتي تنطوي على إضافة المزيد من الملاعب من خارج قطر مع الأمل أن تنهار هذه الفكرة، وفقاً لشخص مطلع على المحادثات. وفي الوقت الذي يرغب فيه مسؤولو الدوحة المشاركون في كأس العالم في الاحتفاظ به كحدث قطري بحت، فإن الفيفا يتفاوض أيضاً على المستوى السياسي - حيث يجري اتصالاً مباشراً مع أمير البلاد، الذي لم يناقش مفهوم المشاركة علناً. وتعمل قطر على استكمال ثمانية ملاعب لجدول 64 مباراة. وتم نقل البطولة من مواعيدها المعتادة في شهري يونيو ويوليو إلى 21 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر بسبب الصيف الحار الذي ينتظره، كما قللت عدد أيام البطولة إلى 28 يوماً بسبب الانقطاع الذي أحدثته هذه البطولة في موسم الأندية الأوروبية. وقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن الأزمة التي تواجهها قطر :«إننا في موقف محظوظ، حيث يمكنني التحدث إلى أي شخص في منطقة الخليج والتحدث فقط عن كرة القدم»، «لا أريد حتى أن أقول إن كرة القدم قد تساعد في بناء بعض الجسور أو الجمع بين الناس أو مثل هذه الأشياء، أعتقد فقط أنه من المهم للمنطقة بأسرها في الخليج أن تكون بطولة كأس العالم 2022 في قطر مهمة نجاح». وتنبع أزمة الخليج من دعم قطر للجماعات المتطرفة في المنطقة، وهي الاتهامات التي نفتها الدوحة. كما أشارت الدول المقاطعة إلى علاقة قطر الوثيقة بإيران. وقال إنفانتينو: «أعتقد أنه إذا كان بإمكان كرة القدم أن تساهم في فتح بعض الأبواب وجعل الناس يجتمعون ويتناقشون مع بعضهم البعض»، فلن نحل جميع مشاكل العالم ولكن ربما سنقترب قليلاً». وقال منظمو كأس العالم في قطر في بيان إنهم ما زالوا منفتحين على عملية مناقشة توسع محتمل، لكنهم أكدوا أنهم يمضون قدماً في التخطيط لبطولة تضم 32 فريقاً فقط، في محاولة لإثناء إنفانتينو عن فكرة توسيع المونديال، والذي يرغب رئيس الفيفا من خلال هذا الأمر زيادة الموارد المالية للاتحاد الدولي عبر زيادة الفرق المشاركة وتوسيع عمليات بيع حقوق نقل المباريات وما يرتبط بها من إعلانات وشركات رعاية. يأتي ذلك في الوقت الذي تزايدت فيه المعارضة العالمية لتنظيم المونديال القادم في الدوحة، حيث أعرب معظم مشجعي كرة القدم في بريطانيا عن معارضتهم الشديدة لتنظيم البطولة في قطر. وكشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة «صنداي تايمز» عن أن الغالبية العظمى من مشجعي كرة القدم في بريطانيا يرغبون في رؤية قطر محرومة من حقوق استضافة كأس العالم 2022. والاستطلاع في صحيفة صنداي تايمز البريطانية، والذي استمر حتى يوم 15 مارس الجاري، كشف عن أن ما يصل إلى 93 في المئة من المشجعين البالغ عددهم 5704 الذين صوتوا يصرون على ضرورة حرمان قطر من تنظيم كأس العالم ونقلها إلى دولة أخرى، ويأتي هذا بعد أيام من اتهامات جديدة بالفساد تحيط بالقرار المثير للجدل بمنح حقوق استضافة مونديال 2022 لقطر. وكشفت الصحيفة أن قطر قدمت رشى لمسؤولي الفيفا في محاولتها لاستضافة كأس العالم 2022 - وفي نهاية هذا الأسبوع ذكرت صحيفة صنداي تايمز أن قطر عرضت على هيئة إدارة كرة القدم ما يصل إلى 880 مليون دولار في صورة مدفوعات سرية في مراحل رئيسية من جهودها لاستضافة كأس العالم 2022. ويبدو أن الملفات المسربة التي اطلعت عليها صحيفة «صنداي تايمز» تظهر أن الدوحة عرضت على الفيفا مبلغ 400 مليون دولار قبل 21 يوماً من إعلان عقد البطولة في الدولة الخليجية الصغيرة. ومع استمرار المعارضة الشعبية والسياسية والدولية لتنظيم قطر المونديال، والمأزق الذي وضع فيه مسؤولو الاتحاد الدولي لكرة القدم أنفسهم فيه، أصبحت كل الخيارات متاحة خلال الفترة المقبلة، ومن بينها توسيع مشاركة المونديال لتشمل أكثر من دولة، أو نقل البطولة إلى دولة أخرى، وتبرز المملكة المتحدة كأحد أكبر المرشحين لحلحلة الموقف وإنقاذ المونديال القادم من الفشل القطري.

مشاركة :