واصلت أبوظبي إبداعاتها في خدمة أصحاب الهمم، من خلال دمجهم في شتى مناحي الحياة، وبعيداً عما تقدمه في الرياضة والتنظيم التاريخي للأولمبياد الخاص، توجهت البوصلة هذه المرة إلى الفن وتحديداً الفن التشكيلي بهدف إخراج الطاقات الخاصة لدى المبدعين من أصحاب الهمم. الأولمبياد الثقافي جاء على هامش الأولمبياد الرياضي، لاسيما وأن هدفهما واحد هو الدمج وتوحيد الجهود لاكتشاف المواهب، وأعلنت اللجنة المنظمة للألعاب العالمية أمس عن انطلاق معرض الفن التشكيلي في منارة السعديات بتقديم مجموعة من الأعمال التشكيلية الرائعة التي سوف تكتمل بمشاركة أصحاب الهمم، ضم المعرض ستة أعمال لفنانين عالميين، وافتتحته تالا الرمحي الرئيس التنفيذي للاستراتيجية للأولمبياد الخاص للألعاب العالمية أبوظبي 2019. تصدرت لوحة نور الحب والسعادة الأعمال المقدمة بريشة الفنان الكوري الجنوبي توه جون، الذي أبدع في تجسيد العلاقة بين شعلة الأولمبياد الخاص والأطفال من أصحاب الهمم من خلال تمثالين لصبي وفتاة كل منهما يحمل دمية للآخر وبين يديهما شعلة الأمل في دلالة على الحب والتآلف الذي يجمع أصحاب الهمم، وكذلك الترابط الخاص بينهم، وربط الفنان بين ضرورة مشاركة أصحاب الهمم في المجتمع من خلال مشاركة الجميع لهم سواء في الاستمتاع بالحياة أو ممارسة الرياضة. أما الفنان المصري وائل شوقي فقد ذهب إلى مشاركة أصحاب الهمم في لوحة فنية تحمل مجموعة من خرائط المدن التاريخية، وعمد شوقي إلى عدم استكمال عمله الفني إلا بمساعدة مجموعة من أصحاب الهمم العاشقين للفن التشكيلي، حيث ستظهر الصورة النهائية للجدار الذي يحتوي مجموعة كبيرة للخرائط القديمة من صناعة لاعبين من المشاركين في الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص. وفي الجهة المقابلة لجدارية الفنان المصري وائل شلبي وقف عمل فني رائع للفنان اللبناني نديم كرم الذي جسد صبياً وفتاة يلعبان بكرة عبارة عن الكرة الأرضية مصنوعة من مادة لامعة تعكس صورتهما مع من حولهما لتؤكد مشاركة الجميع لهما في حبهما للرياضة وممارستها. وأجمع فنانو المعرض الذي افتتح بالأمس على أن مشاركة أصحاب الهمم في كافة فعالياتهم أمر واجب على كل أفراد المجتمع، كما أكدوا أن هناك الكثير من المبدعين الذين يجب أن يحصلوا على فرصة في كافة المجالات على رأسها الفن الذي يعد واحداً من أهم سبل تطوير القدرات على الإطلاق. ووجه المشاركون الشكر إلى الإمارات بشكل عام وأبوظبي بشكل خاص على المجهودات الكبيرة التي يتم بذلها في سبيل دمج أصحاب الهمم في مختلف مجالات الحياة مؤكدين أن بصمات القيادة الإماراتية في هذا الشأن يعرفها العالم أجمع والكل ممتن لهذا العمل الإنساني الرائع. مفتاح الطاقات أكدت تالا الرمحي الرئيس التنفيذي للاستراتيجية للأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019: «أن الهدف خلال الألعاب العالمية يتمثل في توفير وسيلة لإحداث التغيير ونشر الوعي حول ما يمكن أن يحققه أصحاب الهمم وتغيير الصورة النمطية السائدة في المجتمع. وقالت: من الضروري أن يبقى إرث الألعاب العالمية راسخاً على المدى الطويل بعد انتهاء المنافسات الرياضية، لنضمن تحقيق التضامن والاتحاد». وأضافت: «تشكل هذه الأعمال الفنية في المعرض العام وسيلة لنتذكر على الدوام أهمية الرسالة التي أطلقها الأولمبياد الخاص، حتى نتأكد من الفوائد التي ستجنيها الأجيال القادمة». ورش نحت يشارك أصحاب الهمم من المتواجدون في الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في ورش عمل فنية لتعليم النحت ومشاركة فناني المعرض الثقافي تنفيذ أعمالهم، وسوف تتاح الفرصة للموهوبين منهم لاستكمال مسيرتهم من الفن التشكيلي. انجذاب عمل الفنان التركي محمد علي أويسال على إبداع مجسم لجسر عاكس فوق بحيرة مصنوعة من الفولاذ بعنوان «انجذاب». وصرح الفنان بقوله: «أنا سعيد وفخور للحصول على فرصة المشاركة في الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019 وبناء جسر ما بين رياضيي الأولمبياد الخاص، والتعبير عن أحلامهم بتحقيق التضامن والتكاتف اللذين يجسدان الأساس الذي تقوم عليه الهوية المحلية في أبوظبي». 6 يحتفي المعرض الذي يقام بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة بأبوظبي وبإدارة فن أبوظبي بالمعنى الحقيقي للتضامن ويسلط الضوء على مواهب أصحاب الهمم، ويشكل جزءًا من إرث الألعاب. وقد ساهم ستة فنانين تشكيليين عالميين بإبداع الأعمال الفنية التي تتضمن لوحة جدارية من السيراميك للفنانة إيتيل عدنان المقيمة في باريس، ومنحوتة للفنان الكوري نوه جون يضم شخصيتين تحملان الشعلة الأولمبية ومجسم لجسر عاكس فوق بحيرة مصنوعة من الفولاذ من تصميم علي أويسال. منتصرون أسهم الفنان المصري المعروف وائل شوقي بإبداع جدار محاك في الموقع، ويقول: «لطالما كنت متعلقًا بالتاريخ الذي يتم تأطيره وتحديده من خلال الفكرة التي تتضمن أحداثًا تاريخية مختلفة وعديدة، ولكن على الدوام هناك حكاية واحدة فقط ستظهر وتنتشر من بين البقية». وأضاف: «بالنسبة للأولمبياد الخاص، فإن الجميع من المشاركين منتصرون. كل واحد من المشاركين في الألعاب العالمية، أو له دور في الألعاب، يشارك في التغلب على التحديات، ويحدد كيفية تدوين الأحداث، مدركين في الوقت ذاته أنهم جزء من حكاية أكبر تجسد الإصرار والتقدم والشجاعة». جدارية السيراميك تتضمن الأعمال التي قدمها الفنانون التشكيليون لوحة جدارية من السيراميك للفنانة التشكيلية المقيمة في فرنسا إيتيل عدنان، والتي تعرف بكونها مؤلفة وشاعرة وكاتبة مسرحية. وفي تصريح لها قالت إيتيل عدنان: «أنا سعيدة بشكل خاص للمشاركة في الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019، باعتبار أن هذا الحدث ضروري للغاية لنتذكر جميعنا أن الإنسان في المقام الأول هو عبارة عن روح وأحاسيس وعقل تجتمع معًا في جسد واحد، وكلها تحتاج إلى رعاية واهتمام. يقدم لنا هؤلاء الرياضيون من أصحاب الهمم الكثير من الأمل تجاه الطبيعة البشرية».
مشاركة :