الكثير من الناس يظنون أن اسم مصر هو من أصل عربي ويعني "بلد"، وجمعه أمصار ، وعلى الرغم من أن هذا الاعتقاد ورد في كتب التاريخ، إلا أنه ليس الاعتقاد الغالب لدى المؤرخين. فالغالب أن اسم مصر يرجع تاريخه إلي قبل أو بعد طوفان نوح عليه السلام، وهو اسم غير عربي.وهناك ثلاث روايات هي الأشهر في ذكر معنى مصر وسبب تسميتها بهذا الاسم وهي : الرواية الأولى : تعود إلى أن مصر قد سميت بهذا الاسم قبل الطوفان ، حيث يذكر إبراهيم بن القاسم الكاتب في مختصر كتاب العجائب الكبير الذي ألّفه إبراهيم بن وصيف شاه. : أوّل من ملك مصر من الملوك قبل الطوفان نقراوس الجبار ، ومعناه ملك قومه وعظيمهم. وذلك أن بني آدم لمّا بغى بعضهم على بعض وتحاسدوا وتغلّب عليهم بنو قابيل تحمّل نقراوس ابن مصرايم بن براكيل بن زرابيل بن غرناب بن آدم في نيّف وسبعين رجلا من بني غرناب ، كلّهم يطلبون موضعا ينقطعون فيه من بني آدم. فلمّا نزلوا على النيل ورأوا سعة البلد وحسنه أقاموا فيه وبنوا الأبنية، وقالوا: هذا بلد زرع؛ [وبنى نقراوس مصر] وسمّاها باسم أبيه مصرايم ثم تركها .الرواية الثانية : وهي أيضا ترى أن اسم مصر كان قبل الطوفان ، وذلك أنه بعد موت نقراوس الجبار تولى الحكم بعده ابنه نقارس بن نقراوس، ثم ملك بعده أخوه مصرام بن نقراوس ، والذي تسمت مصر باسمه. والرواية الثالثة : ترى أن اسم مصر جاء بعد الطوفان وليس قبله ، وفي ذلك قال عبد الله بن عمرو: لما قّسم نوح عليه السلام الأرض بين ولده، جعل لحام مصر وسواحلها والمغرب وشاطئ النيل. فلما دخل بيصر بن حام وبلغ العريش، قال: «اللهم إن كانت هذه الأرض التي وعدتنا على لسان نبيك نوح عليه السلام وجعلتها لنا منزلا فاصرف عنا وباها، وطيّب لنا ثراها، واجمع ماها، وأنبت كلاها، وبارك لنا فيها، وتمم لنا وعدك، إنك على كل شيء قدير، وإنك لا تخلف الميعاد» وجعلها بيصر لابنه مصر وسماها به. والمصريون هم ولد مصر بن بيصر بن حام ابن نوح.وهكذا يقول أَهلُ العِلْم والمؤرخون في المَعنَى الذي لأَجله سُمِّيَت هذه الأَرضُ بمِصْرَ، بأنها : سُمِّيَت بمِصْراَيم بن براكيل، وهو الأَوّل. وقيل: بل سُمِّيَت بمِصْر الثاني. وهو مِصْرام بن نقراوس بن مصْرايم الأَوّل، وقيل: بل سُمِّيَت باسم مصْر الثّالث، وهو مِصْرُ بن بَيصَر بن حام بن نُوح .. أي أن اسم مصر يعود إلى أي من أحفاد سيدنا آدم عليه السلام الثلاثة وهم : مصرايم أو مصرام أو مصر ؛ في دلالة تؤكد أن مصر وجدت منذ بدء الخليقة على كوكب الأرض ، وأن لشعبها الحق في الفخر بأن بلده تسمت باسم أحد أحفاد سيدنا آدم أبو البشر عليه السلام ، وأن يتيه بذلك على كل بلاد العالم وشعوب الدنيا . والقول الأعم والأشهر أنها سميت على اسم مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليهم جميعا السلام. أما عن تقسيم مصر فيقول إبراهيم بن القاسم الكاتب: قال إبراهيم بن وصيف شاه: أن مصر بن بيصر بن حام مات بعد سبعمائة عام مضت من أيام الطوفان، وكان قد قسم مصر بين أولاده الأربعة: قفطيم وأشمون وأتريب وصا ، فجعل لابنه قفطيم من قفط إلى أسوان الى النّوبة، ولأشمون من أشمون الى منف، ولأتريب الحوف كلّه إلى الشجرتين الى أيلة من الحجاز، ولصا من ناحية صا البحيرة إلى قرب برقة؛ وقال لأخيه فارق: لك من برقة إلى المغرب، فهو صاحب إفريقية. وولده الأفارقة. ولذلك تعد مدينتا قفط وأشمون من أقدم مدن مصر مع منف .