لندن - وجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تحذيرا إلى النواب أكدت فيه أن البلاد "قد لا تخرج من الاتحاد الأوروبي لأشهر عديدة أو لا تخرج بتاتا" في حال لم يدعموا خطتها لبريكست. وبعد عامين ونصف من المفاوضات المضنية مع الاتحاد بشأن الانفصال، لا تزال النتيجة النهائية غير واضحة حيث تتضمن الخيارات تأجيلا طويلا أو الخروج بالاتفاق الذي توصلت إليه ماي أو الخروج دون اتفاق أو حتى إجراء استفتاء جديد. وتأتي تصريحات ماي بعد أسبوع من الفوضى في البرلمان رفض خلاله النواب مرتين خطة بريكست التي توصلت إليها ماي مع قادة الاتحاد الأوروبي، وذلك قبل أسبوعين فقط من الموعد المقرر لانسحاب بريطانيا من التكتل. وفي صحيفة "صنداي تلغراف" قالت ماي إنه إذا دعم النواب خطتها قبل قمة المجلس الأوروبي الخميس ستسعى "لتأجيل تقني قصير" للخروج من الاتحاد إلى ما بعد 29 آذار/مارس. واقرت بأن هذه ليست "النتيجة المرجوة" موضحة أن "هذا أمر سيقبل به الشعب البريطاني إذا أفضى إلى تطبيق سريع لبريكست". وقالت "البديل إذا لم يتفق البرلمان على الخطة بحلول هذا التاريخ سيكون أسوأ بكثير" إذ ستضطر بريطانيا على الأرجح للمشاركة في الانتخابات الأوروبية في أيار/مايو في حال التمديد لفترة أطول. وأضافت "من غير المنطقي أن يتوجه الشعب البريطاني إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء البرلمان الأوروبي بعد ثلاث سنوات على التصويت على مغادرة الاتحاد". وسوف يبحث زعماء الاتحاد الضغط على بريطانيا لتأجيل الانفصال عاما واحدا على الأقل لإيجاد سبيل لتجاوز الغضب الداخلي، برغم الصدمة والتململ إزاء الفوضى السياسية في لندن. وأبرمت ماي اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي في تشرين الثاني/نوفمبر بعد عامين من المباحثات الصعبة اثر استفتاء حزيران/يونيو 2016 حول بريكست. لكن الخطة لم تمر في البرلمان أساسا بسبب البند المعروف باسم "باكستوب" وينص على خطة طارئة بديلة لتجنب العودة إلى حدود فعلية بين إيرلندا الشمالية التي هي جزء من المملكة المتحدة، وجمهورية إيرلندا التي هي عضو في الاتحاد الأوروبي. وصوت النواب ضد الخطة للمرة الثانية الثلاثاء ثم صوتوا الأربعاء ضد الخروج من الاتحاد دون اتفاق. كما رفض النواب دعوة لتنظيم استفتاء ثان حول بريكست. وعلى ماي أن تحصل على دعم المتمردين داخل حزبها والمتشددين من إيرلندا الشمالية.
مشاركة :