دشن وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل، مساء الاثنين مبادرة «رائدات التعلم الإلكتروني» ومبادرة «الموارد التعليمية المفتوحة» أثناء افتتاحه المؤتمر الدولي الرابع للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد تحت عنوان «تعلم مبتكر: لمستقبل واعد»، الذي تنظمه وزارة التعليم، بفندق الريتز كارلتون في الرياض. وشدد د.الدخيل على أن المؤتمر يصب في صالح التعليم، وأن لا أكثر استحقاقًا للحديث والوقوف من التعليم الذي يعد نافذتنا إلى المستقبل وبوابتنا نحو الغد المشرق، ورفع الشكر للقيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على الرعاية الكريمة لهذه المؤتمر. وأكد أهمية هذا المؤتمر كونه يهتم بالتعليم والتعلم، وقال: «حتى الأمية الرقمية صارت من نوع آخر فلا نكتفي بمحو الأمية الرقمية بل نوظفها التوظيف الأمثل»، مشيراً إلى أن ذلك يعد تحدياً حضارياً ينشد تحولاً في المفاهيم والأطر الفكرية لمفهوم التعلم والتعليم والبيئة من حولهما، حيث أثبتت الإحصاءات أن المملكة من أعلى الدول صرفاً على التقنية واستخداماً للشبكات الاجتماعية واقتناء الهواتف الذكية، كما أن المملكة من أسرع بلدان المنطقة نمواً في سوق الاتصالات وتقنية المعلومات، فقد بلغت نسبة النمو في هذا الجانب ما يفوق 70 بالمائة من مجموع دول الخليج، وبلغ الاستثمار في عام واحد أكثر من 93 مليار ريال، وبلغ ما يقضيه الأبناء على الإنترنت 5 ساعات يومياً عبر الحواسيب و3 ساعات عبر الهاتف الجوال ويملك سبعة من كل عشرة منهم هاتفاً ذكياً، وأن المملكة تعد سابع دولة في العالم من حيث عدد التغريدات على تويتر، و44 بالمائة من السكان يشاهدون «يوتيوب» عبر أكثر من 90 مليون فيديو تشاهد يومياً. وأوضح د.الدخيل أن المملكة تعد من أفضل الدول في العالم في تمويل التعليم وتبني التقنيات والتجهيزات والتطبيقات والصرف عليها، منبهاً إلى أهمية توظيف واستثمار هذه التقنية تعليميا في بيئات تعلم افتراضية تفاعلية ثرية يعاد فيها رسم أدوار المتعلم والمعلم ليكونا شركاء في إنتاج المعرفة، فضلاً عن تهيئة الجيل أن يعيد اكتشاف نفسه بقيم واتجاهات تغرس الدافعية للتعلم وإضافة قيمة لما يتعلمه حتى يكون جيلاً يتنافس على صناعة مستقبل وطنه وصناعة حضارته. تكريم الفائزين بجائزة التميز في التعلم الإلكتروني الجامعي.. وإعلان شمولها جميع قطاعات الوزارة وأضاف: «لا يكفي الحصول على التقنية للوصول إلى مستقبل واعد، حيث لا بد أن يكون مستقبل التعليم بمشيئة الله متفرداً يناسب كل متعلم على حدة وتطبيقياً عن طريق الممارسة وبكفاءة على الكلفة ومعززاً بالتقنية وممتعاً وألا يقتصر على ما يتم منه في المقررات وغرف الصفوف الدراسية وقاعاتها الجامعية. من جهته، ألقى وكيل الوزارة للشؤون التعليمية رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي كلمة اللجنة المنظمة، رحب فيها بالحضور، وبين أهمية التعلم الإلكتروني في التزود المعرفي، وأن المستقبل الواعد يحتاج إلى استدامة وتزود معرفي وتنمية المهارات بما يحقق المعرفة والتحصيل العلمي. وأشار إلى أن المؤتمر يهتم بعرض الدراسات العلمية المتخصصة، ومناقشة الممارسات والتجارب في الاتجاهات العالمية الحديثة في استخدامات المحتوى الرقمي وأساليب تطويره، ومستقبل التعليم والتعلم في مجتمعات المعرفة والأدوار المتوقعة منه، والإطلاع على أحدث البحوث والدراسات العلمية في مجال التعلم الإلكتروني، ودور التعلم الإلكتروني في تعزيز الابتكار ومجالاته، بالإضافة إلى قضايا جودته من حيث المحتوى والقياس والتقويم وآليات التطبيق. ولفت د.العوهلي إلى أن المؤتمر يعد حلقة اتصال علمي في مجال التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد من خلال 23 متحدثاً من ثماني دول يقدمون 57 ورقة بحثية، فيما بلغ عدد المسجلين 3300، 45 % منهم من الرجال و55 % من النساء. ونوه بدعم القيادة الرشيدة للتعليم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - للعلم وتطويره على الصعد كافة، معبراً عن شكره لوزير التعليم والقائمين على المؤتمر حتى يؤدي دوره في إثراء العلم والتعلم. ثم ألقى رئيس تكنولوجيا التعليم والابتكار والتغيير في كلية التربية والتعليم مدير التعليم الرقمي في جامعة ليدز الدكتور نيل مورس كلمة ضيوف المؤتمر، أشار فيها إلى أن المشاركين في المؤتمر يعبرون عن شكرهم للمملكة حكومةً وشعباً على تنظيم هذا المؤتمر الذي يجتمع خلاله جملة من المتخصصين في التعلم عن بعد والتعلم التعاوني والبرامج الضخمة على الإنترنت. وأفاد أن التعليم يعد الآن أكثر ممارسة واتساعاً، لافتًا النظر إلى أن التعليم التقليدي الذي تلتزم به بعض الجامعات يجعل تلك الجامعات أمام تحد كبير كون الطلاب الجدد بحاجة إلى التعلم الحديث والابتكار. بدوره، أعلن مدير المركز الوطني للتعلم الإلكتروني نائب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور عبدالله المقرن الفائزين بجائزة التميز في التعلم الإلكتروني الجامعي لعام 1436ه - 2015م، حيث كرم وزير التعليم الفائزين إذ فاز بالمركز الأول جامعة الملك عبدالعزيز، والمركز الثاني جامعة الباحة، والمركز الثالث جامعة أم القرى، بالإضافة إلى الفائزين بالجائزة من الأفراد. وأُعلن خلال افتتاح المؤتمر عن موافقة د.الدخيل على أن تشمل الجائزة جميع قطاعات وزارة التعليم. وعقب الحفل افتتح وزير التعليم المعرض المصاحب للمؤتمر الذي تشارك به نخبة من الشركات الرائدة والجامعات التي تعرض منصة تفاعلية ثلاثية الأبعاد لحلول المعامل الافتراضية، وأحدث التقنيات والتطبيقات والحلول، والعديد من الشاشات التفاعلية، فضلاً عن أحدث مبتكرات الجامعات وتجاربها في التعلم الإلكتروني. وتجول في أروقته، واطلع على مايحيوه من فرص ومجالات استثمارية واسعة للمرحلة المستقبلية. وفي نهاية الحفل، كرم الوزير رعاة المؤتمر والقائمين عليه، بعدها التقطت الصور التذكارية له مع المشاركين في المؤتمر. يشار إلى أن المؤتمر يشارك فيه أكثر من 20 متحدثاً وخبيراً من نخبة التربويين والباحثين وصناع القرار على مستوى العالم لمناقشة مستجدات التعلم الإلكتروني.
مشاركة :