أشادت روسيا باستقلالية وتوازن المواقف السودانية تجاه القضايا الدولية والإقليمية، والتنسيق والدعم المتبادل والإرادة السياسية المشتركة لقيادتي البلدين تجاه تلك القضايا.وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا - خلال لقائه بوزير الخارجية السوداني الدكتور الدرديري محمد أحمد، اليوم الأحد بالخرطوم - عن ثقة بلاده في حكمة القيادة السودانية وقدرتها على تحقيق تطلعات الشعب السوداني.وقدم وزير الخارجية السوداني، خلال اللقاء، شرحًا للمبعوث الروسي لمبادرة الرئيس السوداني عمر البشير الأخيرة لتحقيق الانتقال السياسي في إطار الشرعية الدستورية وبما يلبي تطلعات الأجيال الجديدة.وأوضح وزير الخارجية أن الاستقرار والسلام يسود المناطق التي كانت تشهد نزاعات مسلحة في الماضي مثل منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، والتي لم تشهد تبادل إطلاق نار لأكثر من عامين، مشيرًا إلى التوقف الدائم لإطلاق النار الذي أعلنه الرئيس البشير مؤخرًا، منوها بأن دارفور تتهيأ الآن لانسحاب قوات "يوناميد" بحلول يونيو 2020.وناقش الجانبان عددا من القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، خاصةً عمليتي السلام في جنوب السودان وأفريقيا الوسطى، وجهود السودان لاستكمال تنفيذ السلام في البلدين وتشكيل حكومتي وحدة وطنية فيهما، إلى جانب الأوضاع في ليبيا، وتحديات ما يحدث في الجنوب الليبي.وفي سياق متصل، بحث المبعوث الروسي مع وزير الدولة السوداني بوزارة الخارجية، أسامة فيصل، توسيع التعاون بين البلدين في كافة المجالات خاصة الاقتصادية، واطمأن على مسيرة الاستثمارات الروسية بالسودان لا سيما في مجال التعدين.وفي ذات السياق، أكد المبعوث الروسي، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الأحد بالخرطوم، أن روسيا تملك من الإمكانيات ما يؤهلها لحل بعض المشكلات في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدان أفريقيا، منوها بأن القمة الروسية - الأفريقية الأولى، المزمع عقدها في أكتوبر المقبل بمدينة سوتشي، ستكون فرصة جيدة للقاءات مباشرة بين القيادات العليا في روسيا ودول أفريقيا.وقال المبعوث الروسي: "كان للاتحاد السوفيتي السابق تجربة مع دول أفريقيا، لكن عقب تفككه مرت بلادنا بمرحلة ليست سهلة، ولكن الآن لدينا إمكانيات، لنعود لأفريقيا، بإيجابية وبناءّ، وبرغبة شركائنا الأفارقة، الذين يدركون دور روسيا في العالم الحاضر، وفي الأسرة الدولية".وأشار بوجدانوف إلى أن لقمة الروسية - الأفريقية، لها أهمية قصوى، لأنها المرة الأولى، التي يستضيف فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جميع زعماء الدول الأفريقية بدون استثناء، كما تشارك بعض قيادات المناطق العامة في القارة الأفريقية، وأيضا بعض المنظمات الإقليمية.وأضاف أن القمة تمثل نقلة جديدة، لرفع مستوى العلاقات بين روسيا وأفريقيا للمستوى الاستراتيجي وطويل المدى، وسوف تتحول هذه القمة إلى قمم متعددة، حتى تسير عملية تطوير وتعزيز التعاون في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارات والنفط والغاز والزراعة والصناعة.
مشاركة :