اتهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الأول السبت، متظاهري «السترات الصفراء» بمحاولة «تدمير الجمهورية»، بعد أعمال العنف والشغب التي رافقت التظاهرات في اليوم ال18 لحراكهم، في باريس، في وقت بدأ عمال بإزالة آثار أعمال الشغب التي شهدها شارع الشانزليزيه الشهير، بعد قيام محتجين بنهب متاجر ومطاعم وإحراق محال عدة، والاشتباك مع قوات الأمن، في مناسبة وجدها الرئيس ترامب فرصة ليجدد انتقاد باريس بشأن اتفاقية المناخ.وبعد اندلاع أعمال العنف في باريس، قطع ماكرون أمس الأول، عطلة نهاية الأسبوع التي كان يقضيها في التزلج، لعقد اجتماع أزمة مع عدد من الوزراء، وأمر باتخاذ قرارات سريعة «حتى لا يتكرر ذلك مرة أخرى». وقال ماكرون: «إن أفعال المتورطين لم يعد بالإمكان تسميتها تظاهرات» مضيفاً:«هؤلاء أشخاص يريدون تدمير الجمهورية، بالمخاطرة بالقتل. كل شخص هناك كان متورطا». وقال الرئيس الفرنسي: «أريد اتخاذ قرارات قوية في أقرب وقت ممكن، لضمان أن شيئا مثل ذلك لا يحدث مرة أخرى».وأظهرت صور تلفزيونية من موقع التظاهرات نوافذ مهشمة، وسيارات محترقة. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في جانب من الأحداث، وبحسب مصادر رسمية، اعتقل العشرات من المحتجين.وأكدت وزيرة الصحة آنياس بيزون، إن رئيس الوزراء إدوار فيليب سيعقد اجتماعاً وزاريا، لتعزيز الإجراءات الأمنية. وأزال عمال نظافة حطام الزجاج، في حين بدأ أصحاب المتاجر بإصلاح واجهات محالهم المحطمة، بعد أسوأ اضطرابات تشهدها العاصمة باريس منذ وصول أعمال الشغب لذروتها قبل عيد الميلاد في الاحتجاجات التي تخرج أسبوعياً.ولم يترك مخربون خرجوا أثناء الاحتجاجات واجه متجر أو مقهى دون تحطيم، ونهبوا متاجر فاخرة، واشتبكوا مع الشرطة.وأضرم محتجون النار في بعض الأماكن والمطاعم والمتاجر.وقدرت الشرطة عدد المشاركين في الاحتجاجات بالعاصمة أمس الأول السبت بنحو عشرة آلاف شخص. وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير: إن نحو 1500 من مثيري الشغب شديدي العنف كانوا بين المتظاهرين بهدف التخريب.وعلى صعيد آخر، استغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أحداث العنف في الشانزيليزيه، موحياً بأن سياسة باريس حيال المناخ مسؤولة عما يحصل. وكتب ترامب على «تويتر»: «ماذا حقق اتفاق باريس حول المناخ لفرنسا؟» وهو المعروف بموقفه النافي للتغير المناخي رغم إجماع العلماء على ذلك منذ سنوات. وأضاف ترامب: «بعد 18 أسبوعاً من أعمال الشغب التي يقوم بها المحتجون من السترات الصفراء، لا أعتقد أنه حقق أموراً جيدة! في الأثناء ارتقت الولايات المتحدة إلى رأس جميع القوائم حول البيئة».وهذه هي ثاني مرة يستشهد فيها ترامب بالتظاهرات التي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في فرنسا، احتجاجا على سياسات ماكرون، لدعم آرائه حول المناخ. وسبق أن زعم الرئيس الأمريكي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أن بعض المتظاهرين هتفوا «نريد ترامب!»، بدون أن يعطي أدلة على ذلك، ودعته باريس على إثرها إلى عدم التدخل في شؤونها الداخلية. (وكالات)
مشاركة :