قاد الإسباني سوريانو فريقه الهلال إلى فوز ثمين على ضيفه الأهلي، في ذهاب الدور نصف النهائي من بطولة كأس زايد للأندية العربية، بعدما أحرز هدف المباراة الوحيد. كانت المباراة قد شهدت جدلاً كبيراً حول قرارات الحكم الإماراتي عمار الجنيبي، خصوصاً من قبل الجانب الأهلاوي. وجاءت بداية المباراة سريعة من الجانبين، بغية خطف هدف باكر، وكاد الضيوف أن يصلوا لشباك عبد الله المعيوف، حارس الهلال، بعدما تهيأت كرة أمام عمر السومة على الطرف الأيمن، الذي توغل داخل منطقة الجزاء وصوبها، لكنها استقرت في أحضان المعيوف. ومع مرور الدقائق العشر الأولى، انحصر اللعب في منتصف الميدان، بسبب الطريقة التي اعتمد عليها المدربان، بوجود 3 لاعبين في متوسط الدفاع، ومن أمامهم 6 لاعبين في منتصف الميدان، ولم تفلح كل المحاولات الهلالية على الأطراف لاختراق الدفاعات الأهلاوية، بينما شكلت تحركات دغاينيني وسلمان المؤشر قلقاً مستمراً على الدفاع الهلالي. وتدخل البرازيلي بوتيا، مدافع الهلال، في الوقت المناسب، وأبعد كرة من أمام سلمان المؤشر، قبل مواجهة الحارس. وانتظر أصحاب الأرض حتى مرور نصف الساعة الأولى لتهديد مرمى محمد العويس، حارس الأهلي، بعدما تلاعب محمد الشلهوب بدفاع الأهلي، ومرر كرة ساحرة لزميله سالم الدوسري الذي صوب الكرة، لكن القائم تعاطف مع الضيوف، وحرم الهلال من هدف محقق. وحاول محمد الشلهوب مخادعة حارس الأهلي، وأرسل كرة ماكرة من على مشارف منطقة الجزاء في الزاوية البعيدة، لكن محمد العويس كان في الموعد، وتصدى عبد الله المعيوف ببراعة لتسديدة عمر السومة. وفي الدقائق الخمس الأخيرة من هذا الشوط، بدت رغبة الفريقان واضحة في هز الشباك قبل الاتجاه لاستراحة بين الشوطين. وطالب الضيوف بركلة جزاء، بعد ملامسة الكرة يد علي البليهي، مدافع الهلال، لكن تقنية «VAR» حسمت الموقف، وأمر الحكم باستمرار اللعب لعدم تعمد المدافع ملامسة الكرة، ودانت السيطرة للأهلاويين في الرمق الأخير من عمر هذا الشوط، فهددوا مرمى عبد الله المعيوف في أكثر من مناسبة، لكن جميع الكرات العرضية الأهلاوية كانت تفتقد اللمسة الأخيرة، وكاد محمد البريك أن يصل لمرمى العويس من كرة ثابتة صوبها قوية اعتلت العارضة بقليل. وفي آخر طلعة هجومية أهلاوية، مرر نيكولاي سانتوس لزميلة سلمان المؤشر الذي صوب مباشرة على المرمى الهلالي، مرت بسلام بجانب القائم. وفي شوط المباراة الثاني، بدت رغبة أصحاب الأرض واضحة في استثمار عاملي الأرض والجمهور، وافتتاح التسجيل قبل موقعة الإياب، وكان لهم ما أرادوا، بعدما أهدى محمد الشلهوب زميله الإسباني سوريانو كرة رائعة داخل منطقة الجزاء، صوبها الأخير في الشباك الأهلاوية، بعد هذا الهدف تحركت الأوراق الفنية لمدربي الفريقين، واستغنى الأوروغوياني فوساتي، المدير الفني للضيوف، عن نوح الموسى، لاعب محور الارتكاز، ودفع بحسين المقهوي لتفعيل النواحي الهجومية، كما دفع الكرواتي زوران، مدرب الهلال، بورقته الهجومية الأولى، بدخول الفرنسي غوميز، بديلاً عن صاحب هدف المباراة سوريانو. وتأزمت أوضاع الضيوف بعد تعرض السوري عمر السومة، مهاجم الفريق، لإصابة حرمته من إكمال اللقاء، وحل بديلاً عن مهند عسيري الذي كاد أن يعدل النتيجة من كرة رأسية أبعدها عبد الله المعيوف بصعوبة، ومنحت التغييرات الأهلاوية التي أحدثها فوساتي حيوية لمنتصف الميدان وخط المقدمة، وهو ما أجبر مدرب الهلال على التدخل، فأشرك هتان باهبري عوضاً عن محمد الشلهوب الذي تراجع عطاؤه في شوط المباراة الثاني، بعد المجهود الكبير الذي بذله في الشوط الأول وربع الساعة الأولى من شوط المباراة الثاني، وطالب الضيوف بركلة جزاء، لكن تقنية «VAR» للمرة الثانية تنقذ الهلاليين، ويأمر الحكم باستئناف اللعب. وأهدر هتان باهبري هتف تأمين النتيجة، بعدما تلقى تمريره مميزة من زميله كارليو، إلا أن الأول بالغ في المراوغة داخل منطقة الجزاء حتى انتهت خطورتها، ورمى مدرب الأهلي بآخر أوراقه الهجومية، وأشرك أيمن الخليف لمحاولة العودة لأجواء المباراة بهدف التعديل. وفي الدقائق الخمس الأخيرة من عمر اللقاء، رمى الضيوف بكامل ثقلهم الهجومي، واعتمدوا على إرسال الكرات الطويلة لمهند عسيري، وأهدر دغانيني فرصة سهلة أمام المرمى، وصوب كرة داخل منطقة الجزاء بعيدة عن مرمى عبد الله المعيوف. وفي آخر المباراة، ثار جدل جديد حول قرارات الحكم، بعد دفع لاعب الهلال ياسر الشهراني للمنطلق داخل منطقة الجزاء حسين المقهوي، مما تسبب في سقوط الأخير، وبعد احتجاج لاعبي الأهلي، وعودة الحكم لتقنية «الفار»، رفض احتساب ضربة جزاء لصالح الأهلي، مما آثار غضب لاعبيه، خصوصاً بعد إطلاق صافرة النهاية.
مشاركة :