فاحت رائحة الطين من الجدران القديمة، حاملة معها نسمات شتوية، بعد أن ابتلت بزخات المطر في باحة قصر إبراهيم الأثري في الأحساء أمس (السبت)، ليعلن حوالى 800 شاب وفتاة حضروا "منتدى إثراء" التحدي، ليقاموا المطر الذي انهال عليهم وبلل ملابسهم، متفاعلين مع محتوى المنتدى الذي قدمه متحدثون نقلوا تجاربهم الناجحة والملهمة. واستعد مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) المنفذ للبرنامج لاحتمال هطول المطر، بتوزيع معطف بلاستيكي للوقاية من المطر، وأخرى قماشية للوقاية من موجات البرد التي رافقت البرنامج، ما زاد إصرار الحضور على المشاركة وتوثيق أجمل اللحظات مع المتحدثين. مشاهد القصر التاريخية، وعراقة المكان بين أفنيته واروقته الشامخة، الذي تزينت بالمؤثرات الضوئية، أعطت طابعاً استثنائياً لبرنامج "منتدى إثراء" ضمن فعاليات "موسم الشرقية 2019" المقامة تحت شعار "الشرقية ثقافة وطاقة"، والذي يعتبر أكبر تظاهرة ترفيهية وسياحية نوعية تحتضنها المنطقة الشرقية. وبدأ المنتدى بحوار تفاعلي، والتعريف بدور "مختبر الأفكار" في "إثراء"، وإنتاجه الأفكار وتطوّرها، وخلق مساحة للإبداع والابتكار، عبر خطوات تدريبية طوال العام، في حين تسابق المتحدثون على تقديم قصص نجاحهم وتجاربهم الذاتية الملهمة في مجالات عدة، منها صناعة الأفلام ورحلات السفر وصناعة المحتوى في وسائل التواصل الاجتماعي والتقنية والشعر، عارضين تجاربهم بأسلوب واقعي وتشويقي جاذب، مؤكدين أهمية البحث والصبر وتوسيع دائرة المعرفة، عبر تكرار التجارب وتحدي المعوقات للوصول إلى الأهداف التي تحقق صناعة النجاح. وأكد المتحدثون في المنتدى، العناية في تنوع المحتوى المقدم على منصات التواصل، مع ضرورة العمل الجماعي، في سبيل ربط تواصل إيجابي مع الآخرين، معتبرين إشباع الفضول سبيلاً للمعرفة واكتشاف الأفكار والتوسع المعرفي. ونقلت تجارب رحلات السفر نماذج في تحويل السكن إلى محطة توقف لعابري السبيل، واستضافة زوار ومسافرين من مختلف أنحاء العالم، بهدف التعايش وفتح باب الحوار مع الثقافات المختلف للتعرف عليها، وتقديم الكرم والثقافة العربية بطريقة عربية أصيلة. وشهد المنتدى مشاركة الحضور والتعبير على أطروحات المتحدثين بالأسئلة والحوار، ما أعطى المنتدى جانباً آخر من الحوار التفاعلي في تقديم البرنامج، الذي عبر عنه الحضور بأنها فرصة سانحة للرد وإبداء الرأي واكتساب معلومات جديدة.
مشاركة :