أدان المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف حركة حماس الأحد لما وصفه بحملة الاعتقالات والعنف في مواجهة احتجاجات بالشوارع في قطاع غزة على مدى الأيام القليلة الماضية رفضا لغلاء الأسعار. ونزل السبت المئات إلى الشوارع في القطاع في مظاهرات رفعت شعار “بدنا نعيش”، ويطالب المحتجون حكومة القطاع التي تديرها حماس، بالحد من الضرائب وإيجاد حلول للوضع الاقتصادي المتأزم. وأظهرت لقطات فيديو مصورة بالهاتف المحمول ومنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي قوات الأمن التابعة لحماس وهي تضرب محتجين بالهراوات وسُمعت أصوات أعيرة نارية. وأحرق متظاهرون إطارات السيارات ورشقوا رجال الشرطة بالحجارة. وقال ملادينوف في بيان “احتج أهالي غزة الذين طالت معاناتهم على الوضع الاقتصادي المؤلم وطالبوا بتحسين نوعية الحياة في القطاع. لهم الحق في الاحتجاج دون خوف”. وأضاف “أدين بشدة حملة الاعتقالات والعنف التي استخدمتها قوات الأمن التابعة لحماس ضد المتظاهرين بمن فيهم النساء والأطفال في غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية”. وكانت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) قد أفادت بأن عناصر من حركة حماس شنوا في الساعات الأولى من فجر الأحد حملة اعتقالات طالت العشرات من الشباب المشاركين في “الحراك الشبابي الشعبي المتواصل”. وأكد مسؤولون في مجال حقوق الإنسان أن هناك العشرات من المحتجزين أو المصابين. ويعيش معظم سكان غزة البالغ عددهم مليونين في فقر. ويتأثر اقتصاد القطاع بالحصار الإسرائيلي والإجراءات التي تتخذها مصر لاعتبارات أمنية على حد قولها، وكذلك بالخلاف بين حماس والسلطة الفلسطينية ومقرها الضفة الغربية المحتلة. وتتهم حماس حركة فتح، الفصيل الأساسي في السلطة الفلسطينية، بأنها العقل المدبر وراء الاحتجاجات بهدف إضعافها. وتفرض السلطة الفلسطينية قيودا اقتصادية في غزة لإجبار حماس التي سيطرت على قطاع غزة عام 2007 على تنفيذ اتفاق لتقاسم السلطة. وقال خبير محلي في الاقتصاد إن وزارة الاقتصاد في غزة فرضت رسوما إضافية على أذونات الاستيراد مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء وذلك في محاولة لزيادة إيرادات حكومة حماس.وأعرب ملادينوف في بيانه عن قلقه بشكل خاص “من الاعتداء بالضرب بشكل وحشي على الصحافيين والموظفين من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ومداهمة المنازل”. وذكرت جماعات حقوقية محلية أن عددا من موظفيها تعرضوا للضرب أو الاعتقال على يد شرطة حماس أثناء مراقبتهم للاحتجاجات. وقال منظمو المظاهرات الذين يخفون هوياتهم في بيان إن المحتجين كانوا يمارسون حقهم في حرية التعبير بموجب القانون الفلسطيني. ويرى مراقبون أن الأسلوب الذي تعتمده حماس في مواجهة الحراك من شأنه أن يولد المزيد من الاحتقان ضدها، ويؤلب الفصائل التي لطالما دعمت خطواتها على مدار الأشهر الماضية خاصة في مواجهتها السياسية مع السلطة الفلسطينية. وكانت 11 فصيلا فلسطينيا بينهم الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين أعلنت السبت دعم الحراك.
مشاركة :