صدمت الخطاطة العراقية المعروفة، جنة عدنان عزت، بخبر وفاة ابنها حسين خلال هجوم نيوزيلندا الإرهابي، الذي تبين لاحقا أنه كان ممن وقفوا بشجاعة في وجه المجرم. وعاشت عزت أياما عصيبة بعد الحادث، بعد أن فشلت مساعيها بمعرفة مصير ابنها حسين العمري، الذي ذهب لصلاة الجمعة في ذلك اليوم، حتى جاءها الخبر اليقين الأحد، بأن حسين كان من ضمن ضحايا الهجوم. وتابع العراقيون قصة ابن الخطاطة العراقية الشهيرة بأسى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، وأصبح الخبر الأكثر تداولا على صفحات الفيسبوك العراقية ذات الشعبية الكبيرة. وأعلنت عزت على حسابها الشخصي بموقع فيسبوك، بعد أيام من الترقب والحزن، خبر وفاة ابنها، وكتبت: "البشرى باستشهاد ولدنا حسين حازم حسين باشا مصطفى العمري". وأضافت في المنشور: "هنيئا لك ايها الابن البار، كنت على وضوء وعلى سجادة الصلاة في بيت الله وفي صلاة الجمعة. نرجو لك من الله المغفرة وبيتا في الجنة. أبشر يا ضناي والديك راضين عليك". وانهالت التعليقات من العراقيين، تعزي والدة حسين بفقيدها، الذي تبين لاحقا أنه وقف بشجاعة في وجه القاتل. وفي فيديو نشرته عزت على حسابها الأحد، تحدث أصدقاء حسين عما سمعوه من أصدقائهم الذين كانوا في المسجد خلال الهجوم، من موقف شجاع لحسين، قبل تعرضه لإطلاق النار ووفاته. وقال صديق حسين في الفيديو: "أحد أصدقائنا الذين كانوا داخل المسجد وقت الهجوم شهد كل العملية وأخبرنا أنه عندما دخل الإرهابي للمسجد، بدأ الناس بالهرب، إلا حسين، الذي قام من مكانه واقفا، وصرخ على القاتل قائلا أخرج من هنا، قبل أن يركض محاولا حماية المصلين، ليستشهد خلال محاولته حمايتهم". حسين العمري كان واحدا من 50 شخصا لقوا حتفهم خلال الهجوم الإرهابي على مسجد كرايست تشيرتش النيوزيلندي، في هجوم يعد الأبشع بتاريخ البلاد. وتعتبر العراقية جنة عدنان أحمد عزت، من أبرز الخطاطين العراقيين والعرب، واشتهرت بتصميمها لخرائط الدول العربية، مكونة من آيات قرآنية، مرسومة بخطوط عربية مختلفة. وبدأت عزت بكتابة الخط العربي بشكل علمي عند الخامسة من عمرها، وتتلمذت حينها على يد الخطاط العراقي المعروف يوسف ذنون في مدينة الموصل، ثمّ انتقلت لدراسة فن الخط العربي، لتصل مرحلة الاختصاص بإشراف أكبر أساتذة الخط العربي، أمير الخط العربي حامد الآمدي في تركيا، وعميد الخط العربي سيد إبراهيم في مصر.
مشاركة :