قال لـ"الاقتصادية" الدكتور سيد فاروق الرئيس العالمي لأسواق رأس المال الإسلامية، إن حجم صفقات الاندماج والاستحواذ في الأسواق الإسلامية لعام 2014 بلغت نحو 32.3 مليار دولار وذلك من خلال 386 صفقة تركزت أغلبها في دول مجلس التعاون، مؤكدا أن هناك زخما للاستثمار والنمو الاقتصادي في دول مجلس التعاون بالرغم من تقلبات أسعار النفط. وأوضح الدكتور سيد فاروق على هامش أعمال منتدى بوابة الاستثمار الإسلامي الذي عقد في العاصمة البحرينية المنامة أمس، أن هناك اهتماما متزايدا من المستثمرين الدوليين في الأسواق الإسلامية، حيث ترتكز هذه الأسواق والاقتصاديات الإسلامية على بوادر نمو تشجع المستثمرين على الدخول فيها مثل التركيبة السكانية الكبيرة المؤلفة من أغلبية شابة، ما يعكس الطلب المتزايد على قطاعات معينة مثل التدريب والتطوير والإسكان والغذاء، وهو ما يمثل الدافع الرئيس لدخول المستثمرين في هذه الأسواق، ولعل أبرز مثال هو صفقة استحواذ عملاق الصناعات الغذائية "كلوكز" على "بسكو مصر". وأشار خلال حديثه لـ"الاقتصادية" إلى أن هناك نموا هائلا في بعض القطاعات في أسواق دول منظمة التعاون الإسلامي مثل قطاع صناعة الكيماويات الذي بلغ حجم النمو فيه 52 في المائة ما بين العامين 2009 و2013 وهو ما يفوق ضعف نمو القطاع النفطي الذي بلغ نموه 23 في المائة في الفترة نفسها، إضافة إلى قطاعات أخرى مثل الصناعات البلاستيكية 48 في المائة والخدمات الصحية 40 في المائة، لذلك سيكون تأثير تقلبات أسواق النفط طفيفا إذا نظرنا لإجمالي أسواق دول منظمة التعاون الإسلامي. وكان المنتدى قد أطلق تقرير نمو أسواق الاستثمار الإسلامية 2015 خلال منتدى بوابة الاستثمار الإسلامي في البحرين، حيث تم تطوير التقرير من قبل تومسون رويترز، بالشراكة مع مؤسسة "دينار ستاندرد" المتخصصة في مجال الاستشارات والبحوث في مجال الأسواق الإسلامية. وتضمن التقرير مؤشر الاستثمار في أسواق النمو الإسلامية، حيث تم تصنيف السعودية في المركز السابع لأسواق النمو الإسلامية لعام 2015، ويستند المؤشر على مجموعة من تسعة مقاييس تغطي فئات من أساسيات النمو في بلد ما هي زخم النمو وزخم الاستثمار والمخاطر النسبية، وأوضح المؤشر أنه لا توجد هناك مخاطر بالنسبة لوضع السعودية. وحصلت إندونيسيا على تصنيف أقوى أسس النمو بين المراكز الثلاثة الأولى ووجود أعلى نسبة سكان (249 مليون نسمة في عام 2013) مع ناتج محلي إجمالي بلغ 870 مليار دولار بالمقابل حصلت ماليزيا على أعلى تصنيف من ناحية أقوى نمو وزخم الاستثمار (217 في المائة نمو تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر 2009-2013 ). وتم تصنيف اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي، بقيادة الإمارات على قائمة العشرة الأوائل بما في ذلك قطر والسعودية، وتشمل الأسواق الأخرى في أعلى عشرة دول، مثل كازاخستان ومصر وتركيا والمغرب وموزمبيق. وقال رفيع الدين شيكو، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "دينار ستاندرد": إن عديدا من الشركات في الأسواق الإسلامية لديها قابلية النمو ومهيأة لدخول المستثمرين مثل شركات "تصنيع" و"سابك" اللتين تعدان رائدتين في مجال البتروكيماويات، وشركات يلدز القابضة وأولكر، مجموعة صافولا، اندو فود إضافة إلى شركات المراعي التي تعد منافسة على الصعيد الدولي في مجال الأغذية والزراعة، ومجموعة الإمارات، والخطوط الجوية التركية والخطوط الجوية القطرية والخطوط الجوية العربية السعودية التي تعد شركات الطيران النمو الرئيسي على المستوى الدولي؛ وايمك ومجموعة لولو، بي آي أم، ماجد الفطيم التي تعد من رواد تجارة التجزئة على المستوى الإقليمي.
مشاركة :