عزيزة ألماظ.. حكاية نموذج رائد للمرأة السيناوية

  • 3/18/2019
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

إن الأم المصرية عامة والسيناوية خاصة كانت وما زالت تسجل بأحرف من نور تاريخ من التضحيات والكفاح والنضال وهو ما يظهر جليًا في الظروف الصعبة التي تواجهها، والمرأة السيناوية امرأة من نوع خاص جدًّا، ربما لأن الطبيعة أكسبتها صلابة وقوة وقدرة على التحمل، أو ربما لأن العادات البدوية هي القانون الأكثر سيادة هناك، فهي صاحبة قصة كفاح مشرِّفة، تحدت الصعاب وقهرت المشكلات وضربت أروع الأمثلة في التضحية والعطاء، وقدمت نموذجًا صالحًا للأم المصرية الجديرة بكل احترام وتقدير، ولم يقتصر دورها على رعايتها لأسرته، بل فيهن نماذج مشرفة ودور تنموي في المجتمع.وتزامنًا مع عيد الأم تقدم "البوابة نيوز" أحد النماذج الرائدة للمرأة السيناوية، تحدَّت الصعاب رفعت شعار "العلم سلاح المستقبل"، تقديرا لقصة كفاحها ونوعا من العرفان بالجميل بما قدمته لأسرتها وللمجتمع وضربت المثل للتضحية والعطاء ونكران الذات، إنها "عزيزة ألماظ راشد ألماظ " ليسانس آداب وتربية، مدير عام بالتربية والتعليم سابقا (على المعاش).ولدت "عزيزة ألماظ راشد ألماظ" في طور سيناء عاصمة محافظة جنوب سيناء، نشأت بها في أسرة مكونة من 5 أفراد ثلاثة من الأولاد والوالد والوالدة رحمة الله عليهما، عاشت طفولتها على أرض جنوب سيناء، كانت متعلقة بإخوتها لدرجة أنها دائما ما كانت تذهب معهم إلى المدرسة ولأنها تبلغ من العمر وقتها خمس سنوات، فكان لا يجوز التقديم لها بالمدرسة فكانت تذهب كمستمعة وذلك أتيح لها الالتحاق بالمدرسة لعلاقة والدها الطيبة بإدارة المدرسة.تقول "ألماظ" إن ذهابها إلى المدرسة مع إخوتها جعلها تحب المدرسة وأن تحب أن تتعلم، وكان المدرسون يشجعونها بالرغم أنها كانت البنت الوحيدة بالمدرسة، وهذا ولّد لديها الشعور بالتحدي للعادات والتقاليد التي كانت تأبى تعليم البنت آن ذاك، زاد عندها الإصرار والتحدي للعادات والتقاليد وكانت والدتها تقف بجانبها دائما وتشجعها في ذلك وظلت على هذا الحال حتى أنهى إخوتها المرحلة الابتدائية وكان لا بد أن ننتقل إلى محافظة السويس، أو العريش حتى يكمل إخوتها التعليم الإعدادي والثانوي لأن التعليم في طور سيناء كان قاصرا على المرحلة الابتدائية فقط فبهذا قررت الأسرة الانتقال إلى محافظة السويس لقربها من جنوب سيناء، ومن هنا زاد الحماس والإصرار عندها للتعليم والتحقت بالمدرسة الابتدائية بالسويس ثم الإعدادية وبعدها، حيث العدوان الغاشم على سيناء 1967، تم تهجير مدن القناة وسيناء، فهاجرت أسرتها إلى مديرية التحرير وهناك أكملت دراستها الثانوية في عام 1973 وتوفى والدها وقتها كانت في الثانوية العامة وتأثرت كثيرا بوفاة والدها.وأشارت "ألماظ" إلى أنه انتقلت بعد ذلك إلى مدينة بنها لظروف والدتها الصحية وإلحاقها بالمعهد الفني التجاري قسم محاسبة بعد الثانوية العامة وأكملت به دراستها وما زال عندها الإصرار والرغبة في مواصلت تعليمها بتشجيع من والدها رحمه الله، فذاكرت ثانوية عامة مرة أخرى لتحسين المجموع كانت وقتها في الفرقة الثانية من معهد إعداد الفنيين كانت تواصل امتحان الثانوية العامة صباحا وفى نفس اليوم تذهب لامتحان المعهد الساعة الثالثة، وفى النهاية الله لا يضيع جهد أحد فالحمد لله نجحت في المعهد والثانوية العامة في آن واحد والتحقت بكلية التربية ببنها قسم لغة عربية وفى أثناء دراستها بالكلية جاءها خطاب التعيين بدبلوم معهد إعداد الفنيين بمديرية الإسكان والتعمير بالقليوبية وكان ذلك شاق بالنسبة إليها لأنها كانت تشغل وظيفة مراجع حسابات مما يعيق حضورها المنتظم بالكلية وفى نفس الوقت كانت في أمس الحاجة للوظيفة حتى تنفق على تعليمها ومساعدة أخيها لمواصلة تعليمه في كلية الطب نظرا إلى معاش والدها الضئيل بعد وفاته الذي لا يسد احتياجاتهم من مسكن وملبس وتعليم وعلاج والدتها فكان لا بد لها أن تتحمل العبء مع أخيها الأكبر حتى يعيشوا الحياة الكريمة.وأكدت "ألماظ" أن عملها بالإسكان والتعمير كان يعيقها عن الحضور للكلية فكان عليها أن تبحث عن مكان آخر يتيح لها فرصة مواصلة تعليمها الجامعي وفى نفس الوقت الاحتفاظ بالوظيفة لحاجتها إليها فتم انتدابها إلى قصر ثقافة بنها، فهناك العمل على فترات فكانت تذهب إلى العمل بمكتبة الطفل من الساعة الرابعة حتى الثامنة مساءا بقصر ثقافة بنها مما أتاح لها فرصة مواصلة تعليمها بكلية التربية وحصلت على ليسانس لغة عربية وتم تعيينها بإحدى مدارس محافظة القليوبية. وكان دائما يراودها الشعور بالولاء للموطن (سيناء)، فسرعان ما تم نقلها إلى محافظة جنوب سيناء سنة 1984 وفيها تدرجت بالعمل الوظيفي من المرحلة الإعدادية إلى الثانوية ثم تم إعارتها إلى دولة الكويت وهناك حصلت على المعلم المثالي سنة 1988 وعادت إلى بلدها الحبيبة مصر وأكملت مسيرتها التعليمية كمربية للأجيال الذين يشار إليهم بالبنان كطبيب ومهندس ومعلم ومحامِ ووكيل نيابة ولاعب كرة بمنتخب مصر سابقا.دورها الأسري:تزوجت "ألماظ" منذ أكثر من ثلاثين عاما في 1999 أصيب زوجها في حادثة سير أفقدته إحدى عينيه وظل يعانى من الإصابة بالعين والوجه والعمود الفقري لأكثر من عام كانت له الزوجة الوفية والممرضة والمعالجة والصديقة الحنونة العطوفة والأم لابنها الوحيد وابن أخيها الذي كان في رعايتها منذ أن كان عمره سنتين وشهرين بسبب انفصال والده عن والدته، فكانت له بمثابة الأم التي تسهر وتربى بالرغم مما يقوم به والده من الإنفاق ماديا عليه ربت ابن أخيها وابنها، فحصل الأول على ليسانس الحقوق والثاني على بكالوريوس نظم ومعلومات والتحق ببنك التعمير والإسكان بالطور.ولأن المؤمن دائما مصاب، ففي عام 2011 أصيب زوجها بالمرض اللعين في الرئة ما جعلها مرة أخرى تكون له الزوجة والممرضة والصديقة التي تخفف عنه الآلام ومعه في رحلات العلاج ومعاناة السفر من مكان إلى مكان أملا في الشفاء ولكن دون جدوى ونفذ أمر الله المحتوم ولقي ربه سنة 2013 بعد رحلة طويلة مع المرض، مؤكدة أنها الآن تشعر بالفخر بعد أن أنهت رسالتها مع زوجها وابن أخيها حتى تزوج في 7/3/2019 وولدها الذي يشغل وظيفة محاسب في بنك التعمير والإسكان، وعلى الرغم من ذلك كانت تقوم بواجبها نحو مجتمعها اجتماعيا وسياسيا.دورها الاجتماعي:"ألماظ" رئيس ائتلاف سيدات جنوب سيناء، ورئيس مجلس إدارة أول لجنة زكاة بطور سيناء، عضو مجلس الإدارة في الجمعية الخيرية ورئيسا للجنة المساعدات بها، عضو مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر، وعضو بالجمعية المركزية لحماية المستهلك بالقاهرة، عضوا بالمجلس القومي للمرأة سابقا، عضوا بالمجلس القومي للأمومة والطفولة سابقا، مسئول المرأة والطفل باتحاد عمال مصر عن محافظة جنوب سيناء، نائب رئيس مكتب مصر بالاتحاد الدولي للمرأة الأفريقية عن إقليم القناة وسيناء، رئيس مجلس إدارة المجلس العربي الدولي لحقوق الإنسان والتنمية بالمحافظة، عضو منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان "الأيرو".دورها السياسي:"ألماظ" منسق عام الحملة الشعبية لترشيح المشير عبدالفتاح السيسي رئيسا للجمهورية بمحافظة جنوب سيناء، مندوب عام الرئيس "السيس " في الانتخابات الرئاسية (الفترتين)، رئيس لجنة المرأة بحملة من أجل مصر عن محافظة جنوب سيناء، مسئول ائتلاف نساء من أجل مصر عن محافظة جنوب سيناء، عضو حملة مع مصر لدعم تعديل الدستور، منسق عام الظهير الشعبي، لدعم الرئيس "السيسي" عن محافظة جنوب سيناء، عضو مجلس محلي المحافظة سابقا، مرشح سابق لمجلس النواب عن محافظة جنوب سيناء (كوتة المرأة  2010 وحصلت على 12 ألف صوت، أمينة المرأة بمحافظة جنوب سيناء بالحزب الوطني الديمقراطي سابقا.

مشاركة :