بدأت يوم الإثنين، محاكمة رجل سوري، متهم بقتل مواطن ألماني، طعنًا، في جريمة أثارت أعمال عنف عنصرية في الشوارع واحتجاجات لليمين المتطرف في مدينة كيمنتس في شرق ألمانيا، العام الماضي. وتجري محاكمة طالب اللجوء السوري علاء شيخي (23 عامًا) في دريسدن، الواقعة كذلك في ولاية سكسونيا في ألمانيا الشرقية السابقة؛ لأسباب أمنية. ووجهت النيابة تهمة القتل العمد، للشاب السوري، وكذلك لعراقي لا يزال فارًا، وصدرت بحقه مذكرة من الشرطة الدولية (إنتربول). ويتهم الرجلان بطعن الألماني دانيال هيليغ (34 عامًا)؛ في شجار بأحد الشوارع، في آب/أغسطس الماضي. وانتشرت أخبار جريمة القتل خلال ساعات من وقوعها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأدت إلى خروج عدد من المشاغبين من مشجعي كرة القدم ومتطرفين من ممارسي الفنون القتالية، ونازيين جدد إلى شوارع كيمنتس. وقام عدد من مثيري الشغب، بمهاجمة أشخاص يبدو من مظهرهم أنهم أجانب، وفي تجمعات حاشدة أعقبت ذلك أدى نشطاء فاشيون التحية الهتلرية المحظورة علنًا. واستعدت الشرطة لاندلاع مزيد من أعمال الشغب، يوم الإثنين، فيما يتوقع أن يشارك مئات المتطرفين في جنازة أحد النازيين الجدد في كيمنتس. وقبل عام، نظّم حزب ”البديل لألمانيا“ اليميني المتطرف، وحركتا بيغيدا وبرو كيمنتس، مسيرات عديدة في مدينة كيمنتس، فيما اندلع خلاف سياسي في برلين، حول ما إذا كانت أعمال العنف وصلت إلى درجة ”مطاردة“ الأقليات الإثنية. وفي خلاف هز ائتلاف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، استقال رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية هانز-يورغ ماسين، المنتقد العلني لسياسة ميركل للهجرة. ونظرًا للصدمة السياسية التي تسببت بها جريمة القتل، وما وصفته المحكمة بـ ”الاهتمام الشعبي المرتفع بشكل استثنائي“ في القضية، تجري المحاكمة تحت حراسة مشددة للشرطة في دريسدن، حيث من المقرر أن تستمر جلسات الاستماع حتى 29 تشرين الأول/أكتوبر، ويدلي خلالها 65 شخصًا بشهاداتهم. وتم رفض طلب محامي الدفاع بإجراء المحاكمة خارج ولاية ساكسونيا، مهد حركة بيغيدا، وموطن حزب ”البديل لألمانيا“ المناهض للهجرة. وقال فريق الدفاع كذلك، أن الأدلة ضعيفة ضد موكلهم الذي وصل إلى ألمانيا في 2015، فيما تردد أن الشرطة لا تمتلك أدلة ”دي أن إيه“ أو بصمات أو غير ذلك من الأدلة. وتعتمد القضية في جزء كبير منها على شهادات الشهود، ويقول الادعاء إن الشجار بدأ بالقرب من منصة لبيع الكباب عند نحو الساعة الثالثة صباحًا، في 27 آب/أغسطس، بعد مهرجان في البلدة. وأضاف الادعاء أن العراقي الفار ويدعى فرهاد أ. (22 عامًا)، تشاجر في البداية مع هيليغ وهو نجار من أصول ألمانية كوبية، بحسب الادعاء. وبعد ذلك قام الرجلان السوري والعراقي بطعن هيليغ، الذي توفي متأثرًا بإصابات في القلب والرئتين، كما طعنا رجلًا آخر أصيب بجروح بالغة. وفي حال إدانة السوري الذي ينفي التهمة الموجهة إليه، فإنه يواجه السجن لمدة 15 عامًا.
مشاركة :